هل تقبل سيادتك «ابن الزبال» زوجاً لابنتك؟

حمدي رزق الخميس 14-05-2015 21:54

تمخضت هوجة رفض تعيين «ابن الزبال» مستشاراً، عن سؤال مجتمعى خطير، صفعة على وجوهنا جميعاً: هل تقبل سيادتك «ابن الزبال» زوجاً لابنتك؟.. وتنويعات على وتر السؤال المشدود، وتعليقات رافضة لاذعة لائمة ساخرة، وإذا تقدم لخطبة ابنتك «ابن زبال» هتستقبله إن شاء الله، وتضع يدك فى يده، وتقبل بوالده الزبال صهراً، وتتشرف به أمام الناس؟..

أسئلة موجعة من معين فاسد، تلقم المتعاطفين مع «ابن الزبال» حجراً ثقيلاً، تخرسهم، تمسك ألسنتهم عن الكلام المباح عن تكافؤ الفرص، والمساواة، وتترت الأسئلة الخبيثة على ألسنة الرافضة، تنظر من فوقية مقيتة إلى «ابن الزبال» الذى يسكن تحت فى بير السلم، وينظف تحت أرجلهم.

والإجابة من جانبى اجتهاداً، وللرافضين حق الرفض، وطرد ابن الزبال من الصالون المذهب، يا سيدى لما يتقدم ابن الزبال لخطبة ابنتك، أنت حر، ارفضه، اطرده، واغسل يديك بـ«الديتول»، حقك وحق ابنتك، وحق العائلة الكريمة، معلوم فى الزواج ع الأصل دور، سلو بلدنا، تتعدد أسباب الرفض، شخصى أو موضوعى، لا تسريب على الرافضين.

ارفضه يا سيدى وليس عليك ملامة، الجواز بالاتفاق، ممكن ترفض أى خطيب، حتى لو كان مستشاراً، هناك من عائلاتنا من يبحث عن الأصل، مهم يكون العريس مأصل، ابن عيلة، وهناك من يفضله ملتزما، معتادا للمساجد حتى ولو كان فقير دُقة، وهناك من يرفض ابن المليونير، خدوهم فقراء يغنكم الله، وهناك من يروم لابنته زوجاً ثرياً، ومقولة شائعة، فقير اتجوز فقيرة خلفوا عيال فقر، وفى النهاية الجواز قسمة ونصيب.

ولكن فى الوظيفة العامة لأنها عامة، ولأنها حق لكل المواطنين، ولأن الدستور ينص على المساواة، ولا يمايز بين المواطنين إلا على أساس من الكفاءة، وكلنا ولاد تسعة، وجميعاً ولاد مصر، ومصر هى أمى، يصبح الرفض تمييزاً فاضحاً، وظلماً فادحاً، وعنصرية بغيضة، لابن الزبال نفس الحق فى الوظيفة العامة لابن الباشا، ولابن الخفير ما لابن اللواء، ولابن الفلاح الحق فى الحياة.

خلط الخاص بالعام، مثل خلط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب، تلويث للقضية، تسمم طبقى، من ضرب مثل «ابن الزبال» تحديداً كان يقصد إهانتنا وهواننا على الناس، وهذا ما لم يقبله المجتمع (المحترم) بالإجمال، ولكن عند وظيفة (مستشار) تحديداً، اختلف البعض مع الكل، واستعرت حرباً، لم يملك الرافضون لابن الزبال من حجة سوى هل تقبله خطيباً لابنتك؟..

الدولة الدستورية المحترمة يا سادة لا تنظر إلى الأصل، هذا تمييز، وإذا تسامحنا مع الدولة فى قضية الأصل الاجتماعى تمييزاً سيتترى المجتمع فى التمييز بحسب الجنس، رجل وامرأة وهذا حادث، وعلى أساس الديانة، وحدّث ولا حرج، الحمد لله المصريون برئوا من التمييز «اللونى»، مرض نادر على الأراضى المصرية، البياض نص الجمال والسمار الجمال كله.

فى نهاية الخمسينيات التحق «ابنا حمّار» بالقضاء، والحمّار يا سادة، هو من يُعنى بالحمير ويحسن تربية البشر، ياااااه، كان زمان هناك ناس بتفهم!!