مباراة يوفنتوس.. قارب النجاة الأخير لكارلو أنشيلوتي

كتب: محمد المصري الأربعاء 13-05-2015 14:34

من الغريب أن مدرب فاز بدوري الأبطال في موسمه الأول مع نادي يبحث عن تلك البطولة تحديدًا منذ 12 عامًا ومع ذلك لم يستطع كَسب ثقة مشجعيه بالكامل، هذا هو وضع كارلو أنشيلوتي في ريـال مدريد، والذي سيكون في موقف حرج للغاية أمام إداراة وجماهير الـريـال في حال فشله في التأهل للنهائي على حساب يوفنتوس الإيطالي وانتهاء موسم الفريق دون ألقاب.

الأمر أكبر في الحقيقة من الخروج دون بطولات هذا الموسم، أو في الفشل في الفوز بالدوري للموسم الثاني على التوالي، وخسارته مرة لصالح خصم المدينة وأخرى –بنسبة 99%- لصالح الخصم التاريخي، ولا تتعلق أيضًا بشكل الفريق معه، المشكلة المهمة هو «شخصية» المدرب، وعدم ثقة الجماهير في إذا كانت قرارته فعلًا لصالح ما يراه.. أم أنها فقط تتوافق وتتكيف مع قرارات إدارة ورئيس النادي.

في الموسم الماضي استغنى «أنشيلوتي» عن مسعود أوزيل، الذي صنع شراكة مذهلة مع كريستيانو رونالدو وكان صانع الألعاب الأفضل –أو على الأقل صاحب أكثر تمريرات حاسمة- في العالم، كان ذلك لصالح جاريث بيل، الذي غطى هدفه الاستثنائي في نهائي كأس الملك.. ثم تسجيله هدف في نهائي دوري أبطال أوروبا.. ونجاح موسم الفريق بشكل عام.. على كونه في الحقيقة صفقة لم يكن النادي بحاجة إليها، ولم يقدم ما يستحق عليه أن يكون أغلى لاعب في العالم.

كان قرارًا خاطئًا –بحسابات فنية واقتصادية- ولكن «أنشيلوتي» (تكيَّف) معه وصنع أفضل فريق أوروبي مع نهاية الموسم الماضي.

ثم تكرر الأمر من جديد هذا الموسم، بيع أنخيل دي ماريا الذي يعتبر (أهم) لاعبي ريـال مدريد في موسم العاشرة، والذي وصل –مع «أنشيلوتي» نفسه- لأفضل أداء في مسيرته كلها، من أجل تدعيم صفقة (قد) لا يحتاجها فريق وصل لهذا القدر من التناغم مثل جيمس رودريجز، وكذلك التخلي عن تشابي ألونسو لبايرن ميونيخ رغم أهميته الكبرى في موسم الفريق الماضي.

خطأ موسم التعاقدات المضطرب لمدريد تم التغطية عليه مرة أخرى ببراعة «أنشيلوتي» الخططية، وقدرته على إعادة هيكلة الفريق تبعًا لما لديه.. لا تبعًا لما يحتاجه، خصوصًا حين خدمه الحظ في إصابات متتالية لـ«بيل» و«رودريجز»، مما جعله يعتمد أكثر على «إيسكو»، ويستخرج منه أفضل مستوى ممكن، والنتيجة هي 22 فوز متتالي في شهور الموسم الأولى.

ثم بعدها، وفي الشهور الأهم من الموسم، خسر الفريق نقاطًا حاسمة جدًا في الدوري، خرج أمام أتلتيكو من الكأس، وفي وضعية حرجة –أو ليست آمنة- في دوري الأبطال. صحيح أن «أنشيلوتي» رائع، مذهل، مدرب عبقري بالتأكيد، وإلا ما فاز بثلاثة كؤوس لدوري الأبطال، ولكن حين تقارب السفينة على الغرق.. من الحكمة البحث عن أول شَق دخلت منه المياة، وهذا الشق هو شخصية «أنشيلوتي» أمام فلورنتينو بيريز رئيس النادي، وسياسة التعاقدات الإعلامية التي يدخلها دائمًا.

لم يكن الفريق بحاجة لـ«بيل»، رغم حسمه لمباريات مهمة جدًا في الموسم الأول له، ولم يكن بحاجة لـ«رودريجز»، رغم أداءه الجيد في موسمه الأول، بقدر ما كان يحاج توازنًا بين الأساسيين والبدلاء، حتى لو باع «دي ماريا» أو «أوزيل» أو
«ألونسو»، سيظل السؤال المهم عن بديل توني كروس أو لوكا مودريتش أو كريم بنزيمة، وهل يستطيع هؤلاء لعب موسم كامل دون راحة؟ وإذا كان المدرب الإيطالي لا يثق في «إيارامندي» وقرر عدم الاعتماد على «خضيرة» فلماذا لم يحاول النادي الدخول في صفقة كبرى أقل بريقًا لوسط الملعب؟

من المحتمل أن يفوز ريـال مدريد بالحادية عشر، وقتها لن يكون مهمًا لأحد النظر لشقوق المركب ومشاكل الفريق الذي لم يفز بالدوري منذ 3 مواسم ويلعب بـ13 لاعبًا فقط طوال الموسم ويحدد رئيس النادي احتياجاته وليس المدير الفني، من المحتمل أن تكون مباراة يوفنتوس هي قارب نجاة لـ«أنشيلوتي» من موسم سيكون كارثي إن خرج فيه بلا بطولات، ولكن مشاكل ريـال مدريد واضحة جدًا مع المدرب الإيطالي، ومن الحكمة تدارجها.. قبل خسارة الدوري لمرة رابعة على الأقل.