د.«عكاشة» معلقاً على حالة «إسلام»: كثير من المتحولين جنسيا ينتحرون.. والعلاج النفسى نتائجه متواضعة

الخميس 22-07-2010 00:00

أكد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، أن كثيرا من مرضى تحول الجنس يقدمون على الانتحار إذا لم تجر لهم جراحة التحول، فضلا عن انتحار عدد كبير منهم فى حال حدوث خطأ بالجراحة.

وقال عكاشة لـ«المصرى اليوم»، تعليقا على حالة الشاب «إسلام»، الذى أجرى عملية تحول جنسى ليصبح اسمه «نور»: «لهذا يجب تحرى الدقة واتباع المسلك العلمى قبل الإقدام على الجراحة»، مؤكدا أن العلاج النفسى والدوائى لمواجهة هذا المرض نتائجه متواضعة وغير مشجعة بالمرة، ومن ثم هناك اتفاق على مستوى العالم على أن الجراحة لتحويل الذكر لأنثى، أسهل بكثير ونتائجها أفضل من تحويل أنثى لذكر، مشيرا إلى أن العملية الأخيرة «أصعب وكثيرا ما تنتهى بالانتحار».

ويوضح أن المرض لا يتم اكتشافه فجأة، فعلاماته تبدأ منذ الطفولة، فنجد الطفل الذكر يهوى اللعب بالعرائس عوضا عن الدبابات، ويتبول جالسا وليس واقفا كأقرانه، منوها بأن أزمة المرضى تزداد مع تقدم العمر حتى يكونوا على استعداد للتضحية بأشياء كثيرة مهمة من أجل التوافق مع أنفسهم، فهم مثلا يعلمون أنهم لن يستطيعوا الإنجاب أو الاستمتاع بممارسة الجنس ولكنهم يضحون بذلك فى سبيل إجراء الجراحة.

وعن مدى انتشار هذه الحالات، يقول الدكتور هكاشة إنه من الخطأ تصور أن حالة «نور» فردية، موضحا أن معظم الجراحين فى مصر قاموا بإجرائها وأن الأطباء النفسيين يصدرون عشرات الشهادات، مستطردا:لكن لا يتم نشر أخبار هذه العمليات فى الجرائد، وليس معنى ذلك أن الأطباء يستجيبون لكل من يريد تغيير جنسه، فهناك شروط واختبارات معينة يجب أن يجتازها المريض حتى يستوثق الأطباء من ضرورة إجراء الجراحة ومدى استعداد المريض لها.

وعن شروط إجراء الجراحة يوضح عكاشة أنه يجب توافر الشهادات الآتية: أولا يجب أن يخضع المريض لعلاج هرمونى وأن يعيش حياة الجنس الذى يريد التحول إليه لمدة لا تقل عن سنتين، فإذا كان ذكرا يخضع لهرمونات أنثوية ويرتدى ملابس النساء ويعيش فى المجتمع كأنثى لمدة عامين تحت إشراف طبى، والغرض من هذا الإجراء هو التأكد أن الجنس الجديد سيناسبه، لأنه إذا أجريت الجراحة وفشلت، أو فشل فى التأقلم مع جنسه الجديد، فسوف ينتحر.

وأضاف: بعدها يأتى دور الطب النفسى، حيث يخضع المريض لمجموعة معقدة من الاختبارات النفسية يتم خلالها استبعاد إصابته بالهلاوس أو ضلال الفكر أو انخفاض مستوى ذكائه، وأخيرا يجب الحصول على شهادة من خبراء وراثة بأن الكروموزومات طبيعية وليس بها خلل. وفى حالة الذكر المتحول لأنثى يجب أن تكون الكروموزمات xy، أما الخطوة الأخيرة فهى الحصول على تصريح بإجراء الجراحة من نقابة الأطباء، بناء على شهادة الطبيب النفسى، وشهادة خبراء الوراثة، وشهادة خبراء الغدد الصماء.

وعن التناول الإعلامى والمجتمعى لهذه القضايا يقول عكاشة: أنا ضد الوقع الإعلامى الشديد لمثل هذه الحالات، فهذه الجراحات يجب أن تحدث فى صمت وسرية حتى تضمن للمريض حياة سليمة.

من جانبه أكد الدكتور خليل فاضل، استشارى الطب النفسى، أن عمليات التغيير الجنسى تصنع مخلوقات «مشوهة وممسوخة»، وتحوّل حياتهم إلى جحيم، موضحا أن الرجل لا يتحول إلى أنثى كاملة، أو الأنثى إلى رجل كامل، ويكون المتحول أشبه بـ«العروسة البلاستيك».

وأوضح فاضل أن هناك فرقاً كبيراً بين «اضطراب الهوية الجنسية» بكل ما فيه من ميل للجنس الآخر، وبين «التحول الجنسى»، الذى يعنى تفضيل الجنس الآخر على جنس الشخص، وبين من أطلق عليهم فاضل «المائعين الهواة»، الذين يملأون الشوارع، وبين المخنثين الذين يعانون من عيوب خلقية، سواء كان زوائد ذكرية بالنسبة للإناث أو أنثوية بالنسبة للذكور، وهى العيوب التى يقول فاضل إنه من السهل تصحيحها، فيعود الذكر رجلاً كامل الرجولة، والأنثى كذلك.

أما بالنسبة للتحول الجنسى فيرى فاضل أنها «حالة ذهنية نفسية تتعلق بالشعور والوجدان، يصاحبها اضطراب كيميائى شديد يعتقد العلماء اعتقاداً جازماً أنه يحدث داخل جزء من المخ بحجم اللوزة يسمى (امجدالا)، وهى الحالة التى لا يطيق صاحبها أن يرى معها أعضاءه التناسلية، لأنه يشعر فى قرارة نفسه بأنه لا يمثل الجنس الذى ينتمى إليه، وهو ما يدفع صاحب الحالة إلى أن يقوم بإزالة أعضائه التناسلية، سواء بعملية جراحية، كما حدث فى حالة «إسلام»، أو بعملية بتر يقوم بها هو نفسه، كما حدث مع أحد الأشخاص، الذى قام بقطع عضوه الذكرى حتى يجبر الأطباء على إجراء عملية تحول له.

ويضيف فاضل قائلاً إنه فى كل الأحوال التى يتم فيها عمليات تحول جنسى، فإن الرجل لا يتحول إلى أنثى كاملة، أو الأنثى إلى رجل كامل، وإنما يتحول صاحب الحالة إلى مسخ مشوه، أشبه ما يكون بـ «العروسة البلاستيك»، لأن الأعضاء التى يتم تركيبها لا تعطى نفس الأحاسيس الطبيعية التى يخلقها الله للبشر، فلن تفرز الأجهزة الداخلية مثلاً للمتحول إلى الأنوثة هرمون الأستروجين، أو ما يعرف بهرمون الأنوثة، ونفس الشىء بالنسبة للذكر.

أما الدكتور سيد صبحى، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، مقرر شعبة الرعاية الاجتماعية بالمجالس القومية المتخصصة، فيبدى دهشته من إجراء جراحة تجميل لتحويل ذكر إلى أنثى دون عمل ما سماه «مجموعة من الاستعدادات النفسية» للمتحول قبل إجراء الجراحة.