«إحنا نقدر نستغنى عن الوزير، لكن الوزير ميقدرش يستغنى عن عامل النظافة ولا أبنائه».. هكذا بدأ عيد كامل، أحد عمال القمامة سابقاً، مالك ومدير مركز كمبيوتر بمنشية ناصر الآن، مشيراً إلى أنه الشقيق الأوسط بين 8 أبناء، جميعهم حاصلون على مؤهلات تعليمية، رغم نشأتهم فى «حى الزبالين» بمنشأة ناصر، لأسر يعمل معظمها فى مهنة جمع القمامة.
ويؤكد عيد الذى يعمل جميع أشقائه فى جمع القمامة، بعد أن طوروا من نشاطهم ليشمل إعادة التدوير، أن تصريحات الوزير لم تكن صادمة بالنسبة له أو لسكان حى الزبالين بمنشأة ناصر، أو لأى من أبناء جامعى القمامة، حيث إنه عانى من تعامل المجتمع الطبقى معه، والنظرة إليه باعتباره «ابن الزبال»، لدرجة أن أحد مدرسيه فى المرحلة الإعدادية ناداه بالعبارة نفسها، على سبيل التأنيب. عيد أكد أنه عاون لوزيرة العشوائيات الحالية قبل توليها حقيبة الوزارة، لأنه كان مهتماً بتطوير وتنمية المشروعات البيئية فى منشأة ناصر، وعمل على عدد من المشروعات التنموية داخل وخارج منطقته، من بينها مشروعات لمحو الأمية بين أبناء الأحياء الشعبية، والأطفال القصر العاملون فى الورش والمصانع الصغيرة.
ويعمل عيد الآن فى مركز الكمبيوتر الذى يمتلكه بالمنطقة، إلى جانب نشاطه التجارى المتعلق بجمع وفرز القمامة، وإعادة تدويرها مع أشقائه، هكذا يتحدث عن نشاط العائلة، ويؤكد بفخر أن الحى الذى يقطنه يضم عدداً كبيراً من النماذج الناجحة لأبناء جامعى القمامة أو «الزبالين»، كما يطلق عليهم، وكان آخر هذه النماذج ابنة أحد جامعى القمامة من يدعى أيوب سمعان، والتى كانت من ضمن الخمس الأوائل فى الثانوية العامة على مستوى الجمهورية العام الماضى.
ويشير إلى أن حى الزبالين أخرج منذ 7 سنوات سناء أيوب ولعان، التى حصلت على المركز الأولى على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة، ويتابع: «هناك أيضا ابنتا زميلنا سعيد موسى الذى كان يعمل فى مجال جمع القمامة، اللتان تدرسان الآن بكليتى الطب والصيدلة، بالإضافة إلى ميلاد راضى، أحد سكان الحى العاملين أيضا فى بمهنة جمع القمامة، والذى التحق ولداه بالكلية البحرية والهندسة».
وأضاف عيد أن سكان حى الزبالين، بمنشأة ناصر، من جامعى القمامة، لا يرون أنفسهم أقل درجة من أى وزير، وأن من حق أبنائهم الحصول على نفس الفرص التى يحصل عليها ابن أى مسؤول بالدولة، معلقاً: «نقدر نستغنى عن أى وزير، لكن الوزير منقدرش نستغنى عن جامعى القمامة».