عقب ساعات من بدء قوات التحالف العملية التى أُطلق عليها اسم «ثأر نجران»، والتى جاءت ردًا على قصف الحوثيين منطقة نجران فى السعودية على حدود اليمن، شهدت المنطقة تحركات سياسية ودبلوماسية لإنجاح الهدنة المزمع بدؤها بعد غد.
وقال محمد على الحوثى، رئيس اللجان الثورية، الرجل الثانى فى قيادة الحوثيين، بعد عبدالملك الحوثى، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «إن القصف الحالى تحت ما يسمى عملية (ثأر نجران) يتم تحت غطاء رسمى من أمريكا ووزير خارجيتها الذى أعطى السعوديين مهلة لإبادة اليمنيين، سكان صعدة، حتى الثلاثاء المقبل، موعد بداية الهدنة»، على حد قوله.
وأوضح الحوثى: «نحن موافقون على الهدنة الإنسانية، فقد بات الوضع داخل اليمن كارثياً فى ظل استمرار القصف مع الحصار ومنع المساعدات، والمدنيون هم من يعانون ويقتلون كل يوم».
وتعليقاً على رفض «التحالف» إرسال إيران مساعدات إنسانية إلى اليمن، لعدم انتهاك الحظر الجوى، قال الحوثى: «نرحب بأى محاولة للمساعدة الإنسانية، كل الموانئ اليمنية الجوية والبحرية مسموح للجميع بدخولها لإمدادنا بالمساعدات، إلا أن يكون الدخول من أجل الحرب والعدوان على اليمنيين، ولا أعتقد أن السعودية قادرة على دخول حرب مع إيران، وإن أرادت ذلك فلتحاربها هناك فى أرضها إن استطاعت، وليس فى اليمن».
وتابع: «تلقينا دعوات الهدنة عبر السفارة الروسية فى صنعاء ورحبنا بها، ونحن على تواصل معها من أجل مناقشة الوضع، وأبلغناها موافقتنا على الحوار تحت مظلة الأمم المتحدة، وليس فى السعودية، فالثانية دونها (خرج الكنان)» فى إشارة إلى المثل العربى الذى يعنى إشهار السيوف استعداداً للقتال».
وعن تواجد قوات برية للتحالف فى مدن الجنوب اليمنى، تابع الحوثى «لا توجد أعداد كبيرة، لكن بعض الأفراد، حيث قمنا بأسر طاقم زورق على شواطئ عدن نهاية الأسبوع الماضى، ولن نفصح عن جنسياتهم الآن». وفيما ترددت أنباء عن إنزال بعض الجنود السودانيين من قوى التحالف فى الجنوب، ما حدا بالجالية السودانية إلى مناشدة الحوثيين عدم المساس بأمنهم، قال الحوثى: «نطمئن الجالية السودانية التى ناشدتنا السلامة فى اليمن، ونشدد أننا لا نعاقب الجاليات العربية بأوزار قادة دولهم».
وقال عبدالرحمن أحمد، ناشط سياسى بمدينة عدن: «سلم أنصار الشريعة فى حضرموت البنك المركزى بمدينة المكلا والمطار، اللتين كانوا يسيطرون عليهما للقوى الأهلية التى أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، كما نشروا نقاط تفتيش خاصة بهم على الطرقات بين المدن وداخلها، وألقوا القبض على مجموعة من أهل الشمال من فنادق المدينة واتهمتهم بأنهم (خلايا حوثية نائمة)».
ومازالت «تعز»، المتحكمة فى باب المندب، فى حالة حرب شوارع منذ أكثر من أسبوعين، حيث قال نزار الخالد، المتحدث الرسمى باسم المحافظة: «تنتشر حرب الشوارع فى تعز بين الحوثيين وقوات الجيش المنضمة لهم وبين المقاومة الشعبية فى منطقتى الشماسى وحوض الأشراف، بينما يدور القتال بين الجيش والحوثيين وبين القاعدة فى مناطق الحى الجمهورى ووادى المدام ومناطق أخرى بالمحافظة، ومازالت ألوية الجيش اليمنى المنضم للحوثيين مؤخراً تسيطر على باب المندب».
وأكد صبرى الدورانى، صحفى يمنى، أحد أبناء صعدة فى اتصال هاتفى لـ«المصرى اليوم»: «لقد أمهلوا السكان المدنيين ٣ ساعات للإجلاء عن صعدة، من الرابعة عصرا حتى السابعة مساء، موعد بدء القصف، ولم يستطع أغلبهم الخروج، بينما خرج بعض العمال وأصحاب الأعمال التجارية والمطاعم إلى مدينة عمران». وأضاف: «الوضع هنا مأساوى، فنحن محاصرون منذ ٤٧ يوماً، لا مستشفيات ولا بنزين ولا أى شىء. وازداد الوضع بعد الضربة سوءاً، وارتفع عدد الضحايا من المدنيين لأن المقاتلين موجودون بجبهات القتال وليسوا داخل صعدة».
وعلمت «المصرى اليوم» أن الحراك الجنوبى يتبنى مبادرة لوقف الحرب، يقودها الرئيس الجنوبى السابق على ناصر محمد، ومن المقرر الإعلان عنها خلال ساعات.