الرياضة وشباب مصر وبناتها

ياسر أيوب الأحد 10-05-2015 21:35

ليست الكتابة طول الوقت مجرد سرد وتكرار وتأمل وتعليق على ما هو معروف.. وإنما قد تكون أحيانا مجرد محاولة للبحث عن فكر وطريق جديد أو فتح الباب أمام من لا يعرفه أحد أو المساعدة فى اكتمال حلم ليصبح واقعا وحقيقة.. وبمحض المصادفة كنت أتابع من بعيد احتفال الأهلى بالقميص الجديد الذى تعاقدت عليه إدارة النادى مع شركة سعودية لها خبرتها ومكانتها لتقوم بالتصميم والإنتاج..

واستمعت لحكاية أخرى تخص فتاة مصرية لا أعرفها، واختارت بمنتهى الإصرار والعناد أن تصبح أول مصممة أزياء رياضية فى مصر.. اسمها لمياء خطاب ولاتزال فى الرابعة والعشرين من عمرها.. درست إدارة الأعمال فى الجامعة دون أن تبتعد عن الرسم كهواية.. وفجأة اكتشفت أنها ليست رسامة لكنها من الممكن أن تقوم بتصميم الأزياء أيضا فقررت أن تدرس علوم وفنون التصميم على الطريقة الإيطالية وبالمنهج الإيطالى.. وبالفعل بدأت فى تصميم أزيائها الخاصة وكانت خطوتها الأولى أزياء للتنس والجرى.. واتفقت مع أحد المصانع الكبرى على تصنيع تصميماتها انتظارا لأن تمتلك يوماً ما مصنعها الخاص..

وأنا بالتأكيد أحترم كل هذا الطموح الذى قد يراه الناس جنونا.. وأنحاز لكل شاب أو فتاة يرفض الاستسلام لأى واقع.. وإذا كانت لمياء تحلم بمنافسة كل الشركات العالمية الكبرى.. فأنا أتمنى أن تنجح فى تحقيق حلمها بل وأدعو وزير الشباب أو رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية لدعوة لمياء وتكليفها بتصميم زى رياضى جديد للبعثات المصرية.. مجرد فرصة لن تلزم أحدا بأى شىء لكنها قد تكون خطوة حقيقية وجميلة أيضا أن يرتدى المصريون فى بطولاتهم ودوراتهم زيا رياضيا رسميا قامت فتاة مصرية صغيرة بتصميمه.. فالرياضة فى العالم حولنا باتت قاطرة تجر وراءها مواهب ومبدعين فى كل مجال من الطب إلى الهندسة إلى الفيزياء إلى تصميم الأزياء..

ومثلما أتحدث الآن عن لمياء والأزياء.. أشير أيضا إلى مبدعين وعباقرة من خريجى الهندسة وهم عشاق للرياضة أتمنى أن نفتح لهم باب الطموح ونتركهم يصممون ما تبنيه وزارة الرياضة من ملاعب وصالات ومنشآت رياضية صغيرة فى كل مصر.. ومثلهم فى الطب والعلوم والتربية الرياضية.. وكل هؤلاء ممكن أن تفتش عنهم وزارة الرياضة وتتبناهم وتسمح لهم بالفكر والتجديد والإبداع.. فمن الصعب أن تبقى الرياضة فى بلادنا مجرد حروب وخلافات وحوادث ومشاحنات وساحات لاستعراض الجميع والتباهى بما لا يملكونه أو يقدرون عليه.. فالرياضة فى العالم بحر هائل ورائع لكننا اختصرناه فى قطرة غضب ونقطة دم.