ظاظا قال.. قال إيه؟
قال: نحن لا نستطيع، منع أى سلعة أجنبية، من دخول مصر.. طبقاً لاتفاقية الجات!!.
وظاظا.. (رئيس قطاع الإنتاج اللى بيشجَّع الاستيراد، بوزارة الزراعة).. وكل «ظاظا» فى مصر.. عمره لا قرا، ولا شاف الاتفاقية.. وأتحدى أن يكون رئيس الحكومة أو أى وزير فى مصر، قرا الاتفاقية.. والدليل:
قرار وزير التجارة والصناعة، الشهر الماضى.. بمنع استيراد الفوانيس، وأية منتجات «تقليد» لتراثنا الشعبى!!
فأين كانت «الحكومات» من وقت تفعيل اتفاقية الجات؟ لماذا ظلَّت أبواب الاستيراد، مفتوحة طوال هذه السنوات، حتى تم تدمير معظم الأعمال اليدوية، من «الحرف» والمصنوعات التقليدية؟؟.
على إحدى الشاشات المصرية.. تعجَّبت لكلام «شاهبندر» المستوردين.. وملخص كلامه: إنتوا عايزين تمنعوا الاستيراد إزَّاى؟
1. مش لَّما يبقى عندنا، إنتاج محلى يكفينا (كلام حق يراد به باطل)!!
2. ومش هنقدر نمنع أى حد يجيب أى حاجة من برَّه، طبقا لاتفاقية الجات!!
(خللى بالك كله بيخوفك بالجات).. علماً بأن الاتفاقية بها «خمسين طريقة»، لحماية المنتجات المحلية!!
السؤال:
ما هو دليلك لتتهم الاستيراد بأنه بوابة الخراب والفساد؟
والإجابة:
ناخد مثال: مصر تُنتج حوالى 2.4 مليون طن سكر، ونحن نستهلك 3 ملايين طن.. كان من المفروض أن نستورد فقط 600 ألف طن، لتغطية العجز فى الإنتاج.. فماذا حدث؟
اتفقت «العصابة» على «إغراق» السوق المصرية بالسكر، لأن أسعار السكر العالمية منهارة.. أرخص 30 % من تكلفة إنتاجه فى مصر.. وبالتالى: بالكوسة، بالرشوة (الله أعلم) استطاعوا «التوريد» من السكر المستورد، لمين؟.. لوزارة التموين فأصبح السكر المحلى مكدسَّاً فى المصانع، لا يجد حتى «مخازن» لتخزينه.. لماذا؟ لأن «المستوردين» استأجروا معظم المخازن المتاحة فى الجمهورية، وخزَّنوا 2 مليون طن مستورد!!
والنتيجة؟
1. المصانع المصرية.. توقفت!!.
2. هذه المصانع عجزت عن سداد مستحقات مزارعى القصب بوجه قبلى، ومزارعى البنجر بوجه بحرى، وانهارت كل الصناعات القائمة عليها!!
3.عجز «الفلاحون» عن سداد أقساط البنوك.. فتراكمت عليهم الديون والفوائد والغرامات!!
4. امتنع كل من كان يُفكر، فى إنشاء مصنع للسكر.. بعد أن رأى، ماذا فعل المستوردون من إغراق للسوق، ولم يرد فى ذهن أى مسؤول، أن يستخدم «حقوقنا فى الجات»، بفرض رسوم حمائية، إلاًّ بعد خراب مالطة!!.
وهكذا فى كل سلعة، أو صناعة.. تكتيك «العصابة» هو:
1 - استئجار كل المخازن أو الصوامع والثلاجات.. حتى لا يجد المُنتج المحلى مكاناً للتشوين- للتخزين- للتبريد والحفظ.
2 - دائماً وأبداً.. ستكون هناك «بلد» حول العالم، بها سلعة أرخص من تكلفة إنتاجها فى مصر.. و«بجهل» مسؤولينا، على كافة المستويات، بمضامين وفحوى «اتفاقية الجات»، وإشاعة أن الاتفاقية تُقيَّدنا من «منع الاستيراد»، فسوف يتحَّـول كل المنتجين فى مصر إلى الاستيراد!!.
لماذا؟
لأن «اتحادات» المستوردين «صوتها عال»، و«باعهم طويل»، وفى كل الحفلات والمناسبات سهرانين مع المسؤولين، والقرارات الوزارية قبل أن تصدر، لازم تُعرض عليهم، يناقشوها ويعدَّلوها، والمسؤول يقول: أمين!!.
تعال سيادتك وقارن، بين اتحادهم، واتحاد الفلاحين!!
يا عم إيش جاب لجاب؟ المستوردين بيلبسوا «سينيه» والبارفان من الشانزليزيه، وهداياهم «ألماظ»، والساعات كارتييه.. والعزومات كافيار- فواجرا- وسيمون فيميه، والإكراميات (الرشاوى) بالمليون جنيه!!.
أما صاحبك «الفلاح» المقشَّف.. الجربان– الخرسيس.. حيلته إيه؟ وهيرشى بإيه؟ ومين اللى فاضى يسأل عليه؟
السؤال: ما الحل؟
صباح الخير سيادة الرئيس:
يا ريس لو سمحت:
1- وزَّع على كل مسؤول (من أول رئيس الحكومة) لغاية الأستاذ «ظاظا»، نسخة من اتفاقية الجات (كل فى تخصصه)، ليقرأوا، ويفهموا أن الاتفاقية، بها أسلحة يمكن أن نستخدمها فى كل الأوقات!!.
ثانياً: حتى لو كان هناك ما يمنعنا من حماية بعض منتجاتنا الوطنية، فلدينا حرية كاملة فى وضع «البرامج» والقيود والاشتراطات الداخلية، دون أية مواجهات مع الاتفاقية!!
2- سيادتك تشكل لجنة، من الأجهزة الرقابية مع بعض الخبراء.. يطَّلعوا على: ليستة الاستيراد، فى كل السلع والمنتجات.. ونُقارن كل سلعة مستوردة، مع نفس السلعة المحلية لنعرف:
( أ ) ما هو حجم العجز فى إنتاجنا من كل سلعة.. ونحدد الكمية التى نحتاج استيرادها.. منعاً لإغراق أسواقنا، وخراب بيوت المُنتجين الوطنيين!!
(ب) بالمرَّة نكتشف المعوَّقات التى تمنع إنتاج نفس السلعة، وكيفية تشجيع المُنتجين المحليين، ونشوف نقدر نوفَّر كام، من الـ21 مليار $، التى نستورد بها، أكل وشرب ودخان!!
هكذا تفعل كل الدول.. التى قرأت وفهمت، وفسَّرت بنود الاتفاقية، مش نسيب «ظاظا» وأمثاله يبيعوا القضية، وندمَّر منتجاتنا المحلية، ونصحى فى يوم نلاقى، كل السلع الغذائية بأسعار عالمية!!
ونستكمل الثلاثاء القادم.