شاءت الأقدار أن أبنى برجاً بمدينة سوهاج عام 2004 والله أعلم بحجم المعاناة والمشاكل التى واجهتنى بداية بعدم وجود قروض من البنوك لتساعدنى على استكمال البناء، وذلك بعد هروب المقترضين أيامها، كما أعقبها التشدد فى متابعة البناء من الحى والحصول على تصريح دخول المياه والإنارة بشق الأنفس، واكتملت الحلقة حول رقبتى باتهامى بالتهرب الضريبى، ولقد تم التحقيق فى هذا الأمر بواسطة النيابة ولجان التهرب بأسيوط، وأخيراً بالمحكمة التى أثبتت براءتى!! ولكن الغريب فى الأمر أن تتم متابعتى من قبل مصلحة الضرائب العامة، والتى تطلبنى للمثول أمامها «بالقاهرة» بلجان الطعن عن عام 2005 (أى بعد عشر سنوات من التصرفات)، بالرغم من تسديدى جميع المستحقات الضريبية حسب الإقرارات فى الأعوام اللاحقة! إننى أتساءل: لماذا لا توجد لجان طعن بالصعيد علماً بأنه يزخر بالكفاءات الضريبية المتميزة، بدلاً من الشحططة التى يعانيها الممولون؟! ولماذا يتكلف الممول مشقة السفر «للقاهرة» مضيعا الوقت والمال والجهد (وخاصة إذا كان مثلى فى الخامسة والسبعين من العمر) كما أنه يتكلف اصطحاب محاسب للترافع عنه أمام لجنة الطعن، وذلك فى الوقت الذى ينادى فيه الرئيس السيسى بالتخفيف عن المواطنين، وتطبيق اللامركزية، والتيسير على المستثمرين والممولين فى جميع المصالح الحكومية، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادى!!
د. عزالدولة الشرقاوى- سوهاج