علاقتى بالمطار محدودة بعدد ضئيل من السفريات، وفى الظروف العادية لن تقع ضمن اهتماماتى قصص مثل «سيدة المطار التى اشتبكت مع ضابط» أو «الحمار الذى يتمشى فى المطار»، أو «الاستقالة الجماعية للطيارين»، لكن تأثير هذه القصص على المجال العام يعطيها أهمية.. وعلى الرغم من أن الفنانة نادية الجندى هى المرأة الوحيدة التى هزت عرش مصر، إلا أن «سيدة المطار» قد هزتنا جميعاً بقصتها رغم أنها ليست سيدة مطار العالمين. ولى على القصة مجموعة ملاحظات:
1- لم أدرس (بفتح الألف) أو أُدرس (بضمها) أى شىء له علاقة بالإعلام يؤيد التشهير بالسيدة ونشر بياناتها ورقم هاتفها وتوزيع صورها الشخصية (وكأن التصييف أو حضور الأفراح أمور مسيئة لا نفعلها جميعنا لا سمح الله).
2- من السذاجة تصوير أن ما حدث من السيدة «دخيل» على المجتمع المصرى «النقى»، كما أنه من الوقاحة أن يتم التشفى فى طبقة كاملة ومحاولة شيطنتها لأن أحد أفرادها قام بفعل مشين نرفضه جميعاً، وكأن كل الأغنياء سفلة وكل الفقراء محترمون. الأمر خليط للقليل من الحق مع الكثير من الحقد مما أنتج هيستيريا.
3- الطبقة نفسها والفئة ذاتها التى تطالب بمحاكمة سيدة المطار لأنه لا أحد فوق القانون، هى من تطالب بإعدام الإخوان على الكيف، وبعدم مساءلة «أبوتريكة» لأنه خط أحمر، وبالعفو عن «مبارك» لأنه رجل مسن.
4- بشكل مقصود ومتعمد، لم يعرض علينا أحد ما حدث للسيدة وأوصلها إلى هذه الدرجة من الانفعال.
5- الناس ترفض سباب السيدة لضابط الداخلية ولكنها تقوم بسب السيدة، فضلاً عن سب الداخلية نفسها طوال الوقت على مواقع التواصل الاجتماعى.
6- القضية ستنتهى قانوناً إلى الحبس لبضعة أشهر أو لغرامة بسيطة للتعدى على موظف عام أثناء تأدية عمله (قضية المخدرات «فشنك» لأنه لا رابط واضح بين المتهمة والحرز). ولكن هل سيقولون لنا لاحقاً من المسؤول عن دس المخدرات لها؟ لا أظن!
7- نكتة للتأمل: مليارديرة تتاجر بربع كيلو حشيش وتأخذه معها فى حقيبة يدها، ودخلت به مبنى المطار، وبعد اجتياز التفتيش ودخول الدائرة الجمركية اشتبكت مع ضابط فيقرر تفتيشها دون سبب ليجد معها البضاعة الثمينة. (معلومة: جهاز «إكس راى» يقوم بـ«تقليب» المسافرين وسحب مثلاً ما يزيد على عشرة آلاف دولار، أو 200 جرام «معسل» (بجد)، فكيف مر الحشيش؟!).
8- الحدق يفهم: الحمد لله انشغلنا عن تناول الأمور المهمة (عاصفة الحزم، الانتخابات البرلمانية، أداء الحكومة... إلخ).