أكبر عرض عسكري في التاريخ بحضور السيسي وبوتين (تقرير)

كتب: يوسف العومي, أ.ش.أ السبت 09-05-2015 12:08

غادر الرئيس عبدالفتاح السيسى القاهرة، أمس، متوجهاً إلى روسيا، تلبية لدعوة من نظيره الروسى فلاديمير بوتين، لحضور احتفالات الذكرى الـ70 لعيد النصر، المقررة اليوم في موسكو.

ومن المقرر أن يشهد الرئيس خلال الاحتفالات أكبر عرض عسكرى في التاريخ بمشاركة عشرات من رؤساء وزعماء دول العالم.

قال سامح شكرى، وزير الخارجية: «زيارة الرئيس السيسى لروسيا لحضور الاحتفالات فرصة للقاءات قمة، سواء مع الرئيس بوتين أو مع زعماء آخرين، ومناسبة للتشاور والتداول والتعرف على وجهات النظر المختلفة فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك».

وأضاف «شكرى»، في تصريحات صحفية، الجمعة: «هذه المناسبات، وإن كان فيها الطابع المراسمى، فإنها لا تخلو من التناول الموضوعى لكثير من القضايا، وهى فرصة مواتية للقاءات على مستوى القمة مع عدد من الزعماء والقادة المشاركين في الاحتفالات».

وقال الدكتور محمد البدرى، سفير مصر لدى روسيا، إن الأخيرة لم توجه الدعوة لحضور الاحتفالات سوى للرئيس السيسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس من المنطقة العربية، مشيراً إلى أن روسيا تعد أول دولة تعترف بثورة يونيو وأيدت جميع الإجراءات التي اتخذها السيسى عقب الثورة، والرئيس بوتين أكد مراراً أن مساندة الجيش المصرى لإرادة شعبه غيرت من مصير المنطقة بأسرها.

وأضاف أن الزيارة تعكس اهتمام القيادة السياسية المصرية بمجاملة الجانب الروسى في هذا الاحتفال المهم، الذي يقع في بؤرة وجدان الشعب الروسى، والذى يصف هذه الحرب التي خاضتها بلاده ضد ألمانيا النازية بالحرب الوطنية العظمى».

وتابع أن «هذه الزيارة وسيلة إيجابية لمواصلة التباحث والتشاور بين الرئيسين السيسى وبوتين، خاصة في ظل وجود علاقات قوية وحميمة بينهما»، واصفًا هذه العلاقة بالعلاقة الإنسانية الجميلة التي تطورت بين الزعيمين على مدار السنة ونصف السنة الماضية.

وأشار سفير مصر لدى موسكو إلى تقارب العلاقات «المصرية- الروسية» بشكل عام، وبتقدير الرئيس بوتين للرئيس السيسى بوجه خاص، لافتا إلى أن السيسى الشخصية الوحيدة التي يلتقى بها بوتين أربع مرات خلال 15 شهراً، بداية من زيارة السيسى لروسيا حينما كان وزيرا للدفاع، ثم زيارته لمنتجع سوتشى في أغسطس ٢٠١٤، وزيارة الرئيس الروسى للقاهرة في ٩ فبراير الماضى، وأخيرا زيارة السيسى الحالية لموسكو.

وأوضح أن السيسى سيكون أول رئيس دولة ممن وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفال، يلتقى بوتين ظهر اليوم، ضمن 17 رئيس دولة أجنبية أخرى، وذلك تقديرا لدور مصر الكبير وقيادتها السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، كما أن الجانب الروسى وافق على أن يمتد اللقاء لمدة إضافية كما يرى الرئيس السيسى.

وحول تقييمه لمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في المرحلة الحالية، قال: «أنا أُطلق دائماً على هذه المرحلة من العلاقات بين القاهرة وموسكو مرحلة الانطلاقة، وأعتقد أننا حالياً اقتربنا من انتهاء هذه المرحلة لنبدأ مرحلة جديدة من الشراكة في إطار تنويع العلاقات الخارجية المصرية لما فيه مصلحة الشعب المصرى والدولة بعد ثورة 30 يونيو».

ونفى «البدرى» وجود أي فتور في العلاقات بين البلدين، بسبب مشاركة مصر في عاصفة الحزم باليمن، موضحاً أن هناك حواراً ممتداً مع الجانب الروسى حول هذه القضية، يتم من خلاله تبادل وجهات النظر، وموسكو تتفهم وتقيّم تماماً وجهة النظر المصرية في هذا الشأن، كما أنها ساهمت في إجلاء بعض الرعايا المصريين ونقلهم خارج اليمن.

وأوضح حول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أن حجم الميزان التجارى العام الماضى، بلغ نحو 5.5 مليار دولار، منها 580 مليون دولار صادرات مصرية، معظمها من المحاصيل الزراعية، مشيراً إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للقمح والسياحة إلى السوق المصرية.

وأشار «البدرى» إلى أن هناك مبالغة وعدم دقة في قضية العفن البنى بالبطاطس المصرية المصدرة، مشيراً إلى أنه تم رفع الحظر الذي فرض العام الماضى على 70% من المحصول، كاستجابة فورية من الجانب الروسى بعد الإيضاحات التي قدمتها مصر، ويتم حالياً التفاوض على رفع الحظر على بعض الأكواد البسيطة التي تمثل أقل من 2% من الرقعة المصرية من صادرات البطاطس.

واعترف السفير البدرى بأن ملف الاستثمارات الروسية في مصر يمثل الجانب الأضعف في أضلع العلاقات المصرية- الروسية، حيث يحتاج لمزيد من الجهد من أجل الارتقاء به ليصبح على مستوى العلاقات القوية بين البلدين.

وقال «البدرى» إن الزيارة لن تشهد توقيع أي اتفاقيات مع روسيا كما تردد، والحكومة المصرية تسير في إجراءات مذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين بالقاهرة خلال فبراير الماضى، مشيراً إلى أن مصر تقوم ببذل جهد إضافى لجذب الاستثمارات الروسية.

وأشار، فيما يتعلق بمدى تأثر السياحة المصرية بتراجع أعداد السائحين الروس بعد أزمة تراجع الروبل الروسى، إلى أن أعداد السائحين الروس الذين زاروا مصر العام الماضى بلغت 3 ملايين و167 ألف سائح، موضحاً تراجع السياحة المصدرة من روسيا بشكل عام على مستوى العالم بنسبة 33%، حيث انخفضت من 22 مليون سائح روسى العام الماضى إلى 15 مليوناً فقط.

وأعلن «البدرى» عن أنه سيتم إطلاق حملة تسويقية كبرى بالتعاون مع وزارة السياحة من أجل تنشيط السياحة الروسية مرة أخرى، منوها بأنه تم وضع خطة لزيادة الأعداد، والتحرك نحو المدن الروسية الكبرى المصدرة للسياحة بالاتفاق مع خالد رامى، وزير السياحة.

ورفض السفير المصرى تخفيض أسعار البرامج السياحية في مصر، لأنها تعد متدنية للغاية، مشيرا إلى أن أزمة الروبل أثرت على السائح الروسى العادى أكثر من السائح الأكثر إنفاقاً.. ومنظمو الرحلات السياحية بروسيا أكدوا رغبتهم في العمل بالسوق المصرية، خصوصاً أنها من أرخص المقاصد السياحية على مستوى العالم، واستشهد بمقولة أحد المنظمين الذي ذكر أن مصر تعد المقصد الأول لروسيا لأنها تقع في منتصف الطرق، كما أن سياحة الغطس تعد الأرخص إذا ما قورنت بسياحة الغطس في دولة أخرى.

وأضاف أن هناك جهودا ضخمة تبذل على المستوى الإعلامى من أجل تغيير الصورة الذهنية لدى السائحين الروس وشركات السياحة حول ما يقال عن حالة عدم الاستقرار الأمنى في مصر عقب ثورة 25 يناير، وهناك توصيات من الحكومة الروسية بتوجيه السائحين إلى الريفيرا المصرية بالبحر الأحمر.