الفضائيات: الإعلانات تتحكم فى البرامج.. والناس زهقت من السياسة

كتب: صفاء سرور الخميس 07-05-2015 13:36

تحتل المواد الإعلامية الترفيهية، حاليًا، مساحة واسعة فى الخريطة البرامجية للقنوات الفضائية، التى لم تعد البرامج السياسية فيها تتمتع بالحضور القوى نفسه الذى حظيت به منذ إطلاق أولى الفضائيات قبل نحو 15 عاما، والذى بلغ ذروته بعد ثورة 25 يناير إلى ما قبل عام مضى، حيث أشار تقرير صادر فى أغسطس 2014، عن إحدى شركات بحوث المشاهدة، إلى عزوف الجمهور عن المحتوى الإعلامى السياسى، فيما أظهرت تقارير أخرى الإقبال على برامج «الطبخ» والمواد الترفيهية.

بعيدًا عن التقارير، ليس صعبًا على أى متابع، أن يلاحظ طغيان المادة الترفيهية، بدلائل منها إنتاج أو شراء الفضائيات برامج متخصصة فى الرقص أو اكتشاف المواهب بجانب الـ«ستاند أب كوميدى».

يُرجع محمد هانى، رئيس قنوات «cbc» تنامى الإقبال على المواد الإعلامية الترفيهية على حساب مواد الشأن الجارى والإخبارية إلى عناصر تحكم صعود نوعية برامج دون أخرى، يصفها بـ«المنطقية» فى الحالة المصرية، حيث هيمن الشأن السياسى والمادة الخبرية على المناخ العام يوميًا لمدة 4 أعوام، لدرجة أصابت الجمهور بالتشبع الذى دفع اتجاهات المشاهدة لديه إلى مواد «غير موترة أو ناقلة للأخبار، ولا مشتبكة مع قضايا صعبة».

وأوضح «هانى» أن مثل هذه المواد تتضمنها برامج الترفيه «التى كان من الصعب قبل عام ونصف تقديمها فى صورتها المباشرة، وتتردد أى قناة فضائية فى استثمار أموالها فيها، لاحتمالية عدم التمكن من عرضها أو قبول الجمهور لها بسبب أحداث العنف شبه اليومية فى الشارع، على العكس من الظروف الحالية المتسمة بالاستقرار النسبى»، بجانب عامل آخر يتعلق بأن بعض برامج الترفيه «لها شخصية واضحة وجديدة ومختلفة، ولبّت احتياجا مهما عند الناس فى التوقيت المناسب»، والأمر نفسه بالنسبة للقنوات المتخصصة التى تعتبر «مكسبا للإعلام يعلى قيمة التخصص».

يقول محمود التونى، نائب رئيس شبكة تليفزيون الحياة، إن تراجع الجرعة السياسية أمر طبيعى بعد هدوء الأحداث وكل القنوات بما فيها الحياة اتجهت للبرامج الترفيهية التى تحقق نسب مشاهدة أعلى، كما أن برامج الأحداث الجارية التى يطلق عليها الـ«توك شوك» بدأت تركز أيضاً على القضايا الحياتية للمواطن بعيداً عن المكلمة السياسية، خاصة مع تأجيل الانتخابات البرلمانية. ويصف الإعلامى جابر القرموطى، مقدم برنامج «مانشيت» على قناة «ontv»، ارتفاع البرامج الترفيهية بـ«الأمر الطبيعى فى كل دول العالم» التى تأخرت عنها مصر فى تخصيص مساحات لهذه البرامج على الخريطة «لانشغال الإعلاميين بالسياسة فى الأعوام الأخيرة».

ويشخّص الإعلامى مشكلة البرامج السياسية بأنها «تيمة وتناول وطريقة عرض واحدة»، وهو ما أدى إلى «ملل وطهقان» الناس من الكلام فى السياسة وبرامجها.

الترفيهى.. «موجة وتزول»

ينظر رئيس «cbc» إلى إقبال الجمهور على الترفيهى باعتباره «موجة» لها وقت ولن تستمر إلى الأبد، وشبه شعبيتها بما حظيت به فى وقت ما الدراما السورية، ثم التركية والهندية، فى موجات انتشار للمواد الإعلامية تبرهن على أن الرأى العام «بطبيعته متأرجح»، بصورة تستلزم من القائمين على صناعة الإعلام، عند تلبية احتياجاته، الحذر من الوقوع فى فخ الانسياق «الانفعالى» وراء تقديم المواد التى يقبل عليها الجمهور فقط وإهمال غيرها، مما قد يمحو شخصية الوسيلة الإعلامية.

ويضرب «هانى» مثالا للبرهنة على صحة الرأى القائل بأن صعود وهبوط الإقبال على المواد الإعلامية هو «موجات»، بقوله «قناة cbc xtra، معنية بالبرامج الإخبارية والبث المباشر والبرامج سياسية، وحققت فى وقت قياسى مكانة ووجودا وتأثيرا، فى دليل على أن أى مادة مصنوعة بصورة جيدة أو تلبى احتياجات معينة وشخصيتها واضحة، يهتم بها الناس».