الخارجية الأمريكية: الحريات الدينية تتراجع فى مصر والحكومة فشلت فى التعامل مع الأحداث الطائفية المتزايدة

الأربعاء 28-10-2009 00:00

أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية أمس معارضتها القوية لتحركات الدول الإسلامية من أجل تشريع يجرم «التشهير» بالأديان، معتبرة أن خطوة كهذه سوف تضر بحرية التعبير، وداعية، فى المقابل، إلى تشديد قوانين مكافحة التمييز الدينى والكراهية وإلى تعزيز برامج الحوار بين الأديان.

وقالت هيلارى فى معرض تقديمها للتقرير السنوى الأمريكى عن الحريات الدينية فى العالم إن الحرية الدينية وحرية التعبير ضروريتان، وأوضحت (يؤكد البعض أن أفضل طريقة لحماية الحرية الدينية هى تبنى قانون «حظر التشهير» لكننى أعارض ذلك بقوة).

وأعربت عن ثقة بلادها فى أن الترياق المضاد والأنجع لعدم التسامح لا يكمن فى التوجه الذى تنحوه منظمة المؤتمر الإسلامى من تجريم تشويه الأديان من خلال المنع أو المعاقبة على اللغة المهينة، لكنه يكمن بالأحرى فى تشديد الإجراءات القانونية ضد جرائم التمييز الدينى والكراهية ومبادرة الحكومات بمد يدها للأقليات الدينية ودفاعها القوى عن حرية العقيدة والتعبير.

وتعهدت هيلارى بأن تتصدى الولايات المتحدة لمظاهر التمييز والاضطهاد، لكنها قالت إن حرية الفرد فى ممارسة شعائر دينه يجب ألا تؤثر على حرية التعبير لدى الاخرين. وأشارت إلى أهمية حماية حرية التعبير فيما يتعلق بالأديان نظرا لأن الأشخاص الذين يحملون معتنقات دينية مختلفة لديهم تفسيرات متباينة حول المسائل الدينية، وإن هذه الخلافات يجب أن يتم التعامل معها بتسامح وليس من خلال حظر التعبير.

وعلقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون على التقرير قائلة: «نأمل أن يؤدى التقرير إلى تشجيع حركات الحرية الدينية فى أنحاء العالم ويعزز الحوار بين الحكومات وداخل المجتمعات ويحمى حق كل فرد فى الاعتقاد أو عدم الاعتقاد وفقا لما يراه».

وقالت هيلارى إن الولايات المتحدة تعمل على توسيع البرامج التى تضيق الفجوة بين الجماعات الدينية والبناء على القيم والهموم المشتركة للمجتمعات الدينية لبذر بذور السلام الدائم.

وتأتى تعليقات كلينتون فى الوقت الذى يسعى فيه أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامى، التى تضم 56 دولة، لاستصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية يجرم التشهير والإساءة للأديان.

وسلط التقرير الأمريكى حول الأديان فى العالم، الضوء على الدول التى تتهمها واشنطن بالقمع الدينى الشديد وأن كوريا الشمالية وإيران من بين أسوأ منتهكى الحرية الدينية فى العالم.

وقال التقرير إن كوريا الشمالية التى يشار إليها دوما على أنها من بين أشد خصوم الحرية الدينية تواصل إعاقة كل الأنشطة الدينية التى لا تقرها بينما شهدت حكومة إيران تآكل التسامح الدينى المحدود بالفعل مما اوجد بيئة مهددة للاقليات الدينية.

وأشار التقرير إلى 6 دول أخرى قال إنها ارتكبت انتهاكات فاضحة للحرية الدينية خلال العام الماضى وهى ميانمار والصين والسودان وإريتريا والسعودية واوزبكستان، وهى نفس القائمة التى قدمتها وزارة الخارجية فى العام الماضى. ويمكن أن تتعرض الدول المخالفة لعقوبات أمريكية.

وقالت هيلارى كلينتون «نأمل أن يؤدى.. التقرير إلى تشجيع حركات الحرية الدينية فى أنحاء العالم ويعزز الحوار بين الحكومات وداخل المجتمعات ويحمى حق كل فرد فى الاعتقاد أو عدم الاعتقاد وفقا لما يراه».

وقال مايكل بوزنر أكبر مسؤول فى وزارة الخارجية معنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان إن دعوة الرئيس باراك أوباما هذا العام «لبداية جديدة» بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى فى أنحاء العالم لاتعنى تهميش القضايا المهمة مثل الحرية الدينية.