«مرصد الإفتاء»: «داعش» يُزيّف أحاديث «آخر الزمان» لجذب المقاتلين

كتب: أحمد البحيري الأربعاء 06-05-2015 13:57

تتبع مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، قيام تنظيم منشقي القاعدة «داعش»، بتوظيف وتسييس الحديث النبوي الشريف، المتعلق بمعركة «آخر الزمان»، وتنزيله على الحرب التي يشنها التحالف الدولي على التنظيم، باعتبار أنهم الفئة المنصورة في الحديث، ويزيدون على ذلك بتحديد مكان المعركة الفاصلة في بلدة «دابق» شمالي سوريا، التي ذُكرت في حديث نبوي ورد في صحيح مسلم حول معركة «آخر الزمان».

وأكد المرصد في تقريره التاسع عشر، الأربعاء، أن الحديث الذي يدلل به تنظيم داعش الإرهابي على مزاعمه الباطلة، مذكور في صحيح مسلم تحت عنوان حديث «الأعماق»، وجاء فيه: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّى بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتتحون قسطنطينية».

وأشار المرصد، في متابعته البحثية لمزاعم «داعش»، أن هذا الحديث دأبت التنظيمات التكفيرية على توظيفه وتسييسه للحصول على المشروعية والدعم وتجنيد المقاتلين، باعتبارهم الفئة الثالثة التي ستفتح «قسطنطينية»، متجاهلين التاريخ الصحيح الذي يكشف أن «قسطنطينية» قد فُتحت من قبل، بالإضافة إلى عدم وجود آية قرآنية أو حديث نبوي يشير إلى فتح روما في آخر الزمان على يد تنظيم داعش الإرهابي، حيث فتحت الروم قديمًا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنبأ النبي بفتحها قبل أن تشتد شوكة الإسلام.

ويستند أنصار تنظيم «داعش» في تفسيراتهم الباطلة إلى علامات وردت بالحديث النبوي، يرون- وفق وجهة نظرهم- أنها تحققت وبدأت تظهر بالفعل، مع انضمام المئات من الغربيين إلى التنظيم، وأسر عدد آخر منهم، والاستعدادات الدولية لقتال التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد، متناسين أن من جر المجتمع الدولي إليهم هي جرائمهم التي ارتكبوها في حق المسالمين من مواطني مختلف الدول، فقتلوا وذبحوا من المسلمين وغير المسلمين، وانتشرت جرائمهم في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا حتى بات العالم كله في مرمى نيران هذا التنظيم التكفيرى الإرهابى، وهو ما استدعى تحالفًا دوليًّا لمواجهة هذا التنظيم والقضاء عليه.