خلاف «المايسترو» و«الأستاذ».. «أنا صالح يا هيكل»

كتب: رضا غُنيم الإثنين 04-05-2015 12:09

أصدقاء صالح سليم كثيرون، ولم تقتصر صداقته على المحيطين به في المجال الرياضي فقط، بل كان صديقًا لكثيرين في مختلف المجالات، من بينهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي كان معجبًا أشد الإعجاب بـ«صالح»، واستمرت الصداقة بينهما لسنوات عديدة، إلى أن وقع خلاف بينهما.

تحت عنوان «الذين أحبهم.. والذين أبدا لم يحترمهم صالح سليم»، روى الناقد الرياضي ياسر أيوب، أبرز المقربين لـ«المايسترو» في أواخر حياته، تفاصيل الخلاف بين «صالح» و«هيكل»، في سلسلة مقالات نشرها بصحيفة «اليوم السابع»، فبراير 2009، تحت عنوان «المايسترو وأنا».

يقول «أيوب»: «اقترح إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، أن يكتب هيكل مقدمة كتابى عن صالح سليم.. لم يقترح المعلم ذلك فقط لمكانة هيكل وحجمه وتاريخه وإنما أيضا باعتباره أحد أصدقاء صالح سليم وأحد رفقاء العمر الطويل، وكنت سعيدا بذلك، وأحسست بفخر وفرحة أن أكتب كتابًا يحمل اسمى بعد اسم أستاذي هيكل، واقترحت على صالح أن نزور هيكل في مكتبه، وفوجئت بصالح لا يوافق.. سألته عن السبب، فقال لي صالح ولماذا يذهب هو إلى هيكل ولا يأتي هيكل إليه؟، وقضيت وقتا طويلًا أشرح لصالح سليم أننا الذين نحتاج لهيكل لأنه هو الذى سيكتب مقدمة الكتاب، وبالتالى فمن الطبيعي ومن المنطقي أن نذهب نحن إليه، فعاد صالح ليرفض وقال لي إنه لن يذهب ولا يريد هذه المقدمة ولا يريد هذا الكتاب أصلًا، وعدت من جديد أقول لصالح إننا لن نذهب إلى أي أحد، وإنما إلى هيكل، الكاتب الكبير والقدير».

ويضيف: «طلبت من صالح ألا ينسى أنه هيكل، فقال لي وأنا صالح سليم، ولو نزلنا نحن الاثنان الآن إلى الشارع، ستشهد بنفسك من هو هيكل ومن هو صالح سليم، وبالتالى فهيكل هو الذى لابد أن يجىء إلى صالح سليم، وكانت أول مرة أرى فيها كبرياء صالح المحلق وسط النجوم، فقد اعتدت طوال الوقت أن أتكلم وأسمع وأحاور وأشاهد صالحًا الذي يمشى على الأرض، وبعد حوار طويل حرصت على أن أكتبه وقتها على أوراقى بكل تفاصيله لأحتفظ به، وافق صالح، وذهبنا صالح وإبراهيم المعلم وأنا إلى مكتب هيكل على شاطئ نيل القاهرة، وكنت سعيدًا ومستمتعًا بحضور لقاء قمتين وما تبادله الاثنان من ذكريات وحوارات، منها ما تقال وأخرى لا تقال».

وبحسب «أيوب»، فإن «هيكل» وافق على كتابة مقدمة الكتاب، ثم حكى بعد ذلك عن صداقته بـ «صالح» واحترامه له وإعجابه به، و«صالح» بدوره حكى عن اعتزازه بـ«هيكل» ونجاحاته ومكانته.

كان الناقد الرياضي الراحل نجيب المستكاوي، شن حملة قاسية في صحيفة «الأهرام» التي كان يرأس تحريرها «هيكل»، لإجبار «صالح» على اعتزال اللعب، وبالتحديد في شهر أكتوبر عام 1965، رغم الصداقة القوية التي كانت تجمع «المايسترو» و«الأستاذ».

يقول «أيوب»: «هيكل قال لي إنه وإن كان رئيس تحرير الأهرام، وكان يملك الحق في أن يمنع أي هجوم أو نقد لأحد أقرب أصدقائه، إلا أنه لم يكن ليسمح بذلك، فمن ناحية كان هيكل يحترم نجيب المستكاوي وحريته وحقه في أن يدير القسم الرياضي بالأهرام، وفق ما يراه ويعتقده، لأنه ليس مجرد صحفى أو رئيس لقسم، بل قيمة كبيرة وتاريخ طويل، ومن ناحية أخرى، قال هيكل إنه لا يحب ولم يحب طيلة حياته أن يكون من رؤساء التحرير الذين يحولون من يعملون معهم إلى نسخ مكررة منهم، فرئيس التحرير الناجح هو الذي يثق في نفسه وقدراته أولًا، وبالتالي لا يزاحم من يعملون معه في نجاحاتهم وكتاباتهم، ثم إن رئيس التحرير الناجح أو الذي يريد أن ينجح هو الذي يجيد الفصل بين علاقاته الشخصية أو آرائه الخاصة، وبين ما يكتب في جريدته بقلمه أو بأقلام غيره».

ويضيف: «أما صالح سليم فقال لي إنه كان بالفعل وقتها صديقًا لهيكل، وكان يلتقيه كثيرًا جدًا، ولكنه لم ير في هذه الصداقة مبررًا لإقحام هيكل في خلاف في الرأي بينه وبين نجيب المستكاوي».