«جوزى بقى عامل زى الكبة، كئيب وغاوى نكد وبيتنرفز من أقل حاجة»، جملة نسمعها كثيراً من زوجات رجال ما بعد الستين وأحياناً الخمسين، أحياناً يرجعنها لفراغ المعاش وأحياناً أخرى لظروف المعيشة.. إلخ، ولكن الطب اكتشف السر الفسيولوجى خلف هذا النكد وهذه الكآبة لمعظم هؤلاء الرجال، إنه سن اليأس الناتج عن نقص هرمون التستوستيرون (ملاحظة أنا لا أحب هذا الوصف ولكن أحياناً ينتصر اللفظ الدارج ويصبح لزاماً عليك استعماله لتوصيل المعنى).
بالطبع سيعترض الرجال، خاصة فى مصر، الذين يؤمنون الإيمان العربى السائد بأن الرجل حصن منيع وفحل بديع وأسد شجيع من المهد إلى اللحد، وكما يؤمنون بأن العقم مشكلة نسائية فهم يؤمنون أيضاً بأن سن اليأس أو بالأصح سن انقطاع الدورة مشكلة للنساء فقط، الحقيقة أن الدورة تنقطع عنك أيها الرجل أيضاً وتصاب بسن اليأس، ولكنها دورة هرمونات تنخفض بدون انقطاع طمث، ويأس بدون إعلان فاضح واضح وصريح.
ماذا يحدث عندما ينخفض الهرمون الذكرى نتيجة التقدم فى السن؟
أولاً تتأثر العظام ولذلك لابد أن ينتبه الرجال أيضاً إلى هشاشة العظام، ثانياً تأرجح المزاج وسرعة الانفعال وقلة الطاقة وسرعة الإجهاد وضعف الذاكرة والميل إلى العزلة والاكتئاب. ويتسبب انخفاض الهرمون الذكورى «التستوستيرون» أيضا فى قلة الخصوبة، فعدد الحيوانات المنوية ينخفض أحياناً، مع قلة شعر الجسم وكبر الثدى. وبما أن «التستوستيرون» يساعد على بناء العضلات فبالطبع ستنخفض كتلة العضلات ويبدأ الترهل، وتقل الرغبة الجنسية، التى محطتها الأولى المخ، فيزهد الرجل فى الجنس ويتهرب منه. القدرة الجنسية من الممكن أن تتأثر، ولكن الرغبة هى العلامة الكبرى لنقص التستوستيرون. يحتاج هذا الرجل النكدى الكئيب إلى جرعات تستوستيرون كهرمون سعادة ولكن بشروط، أولاً وسيلة التناول إما الحقن أو الأقراص أو اللاصقة والجيل، وأما الشروط فبالرغم من أن التستوستيرون يسرع من إيقاع سرطان البروستاتا إلا أنه لا يتسبب فى هذا السرطان، ولذلك يجب على الرجل بعد سن الخامسة والأربعين أن يجرى تحليل «PSA» سنوياً للوقاية والتوقع المبكر.
أنت ستعانى من انقطاع دورة شهرية إن لم تكن قد انقطعت فعلاً!
عزيزى الرجل أنت أيضاً ستعانى من انقطاع دورة شهرية إن لم تكن قد انقطعت فعلاً «وماحدش أحسن من حد».
إذا كنت تتخيل أن انقطاع الدورة هو تاء تأنيث فقط فأرجوك عدل من وهمك وتخلّ عن بديهياتك واعرف أن انقطاع الدورة وسن اليأس من الممكن جداً أن يكون جمع مذكر سالما!، وفى صفحتنا اليوم سنفصل أكثر ما لخصناه سريعاً فى هذه المقدمة، تعالَ لتتعرف.