قال عادل عدوي، وزير الصحة، إن استغلال الدبلوماسية الصحية في التعاون ما بين الدول لمواجهة الأمراض العابرة للحدود مثل الكرونا والإيبولا وغيرها لما تمثله من تهديد لحياة المجتمعات يعتبر أمرًا هامًا جدًا.
وأكد «عدوي» خلال مشاركته في ندوة الدبلوماسية الصحية بالمكتب الإقليمي بشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة، السبت، على ضرورة التعاون بين الدول للتصدي لتلك الأمراض لأن ذلك سيساهم في القضاء عليها سريعًا بجانب ضرورة وضع استراتيجية عالمية مشتركة بين الدول لمكافحة الأوبئة.
ولفت الوزير إلى أن مصر تتعاون حاليًا مع منظمة الصحة العالمية في ٥ أمور هي «مكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية والتغطية الصحية الشاملة وصحة الأمهات والاستعداد لحالات الطوارئ».
ومن جانبه، قال الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن الصحة الدبلوماسية تزايدت أهميتها في الفترة الأخيرة وأصبح هناك اعتراف بالصحة بوصفها إحدي الغايات المنشودة في عمل السياسية الخارجية.
وأضاف «العلوان» أن «الأمراض غير المعدية تتسبب في وفاة ٦٠ حالة حول العالم لذا ينبغي على جميع البلدان أن تتصدى للتحديات الصحية التي تقوض جهود التنمية المستدامة وتهدد الاستقرار والأمن الوطني والعالمي ومن هذه التحديات انتشار الأوبئة والتغير المناخي».
وأكد أن الدبلوماسية الصحية تعد مسألة بالغة الأهمية بالنظر إلى تأثيرها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات وآليات التفاوض وأن قطاع الصحة أصبح يساهم بقوة في دفع عجلة التنمية وبناء السلام والحد من الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وصون حقوق الإنسان ومستوى مشاركة واهتمام السياسة الخارجية بالصحة ارتفع كثيرًا على مدار السنوات العشر الماضية وكان إدراج الدبلوماسية الصحية على جدول الأجهزة الرئاسية لمنظمة الصحة العالمية والجمعية العامة للأمم المتحدة خير دليل على ذلك.
وأشار إلى أنه «يقصد بالدبلوماسية الصحية العالمية عمليات التفاوض التي ترسم ملامح بيئة السياسات العالمية في مجال الصحة وتسهم في إدارة مقتضياتها كما تركز على القضايا الصحية العابرة للحدود الوطنية والقضايا التي تستلزم الحلول السياسية والتعاون في ما بين قطاعات عديدة».
وتابع: «إقليم شرق المتوسط يشهد صراعات وأزمات تؤثر على أكثر من نصف الدول الأعضاء لذا يمكن أن تلعب الدبلوماسية الصحية دورًا في إيقاف الأعمال العدائية وخلق بيئة مناسبة للحوار بعد وقف الصراعات من خلال فتح مسارًا أمام المساعدات الإنسانية وتحول الصحة إلى جسر من جسور السلام.
ويذكر أن الندوة تهدف إلى تعزيز قدرات ممثلي الدول الأعضاء بإقليم شرق المتوسط على فهم القضايا الصحية ذات الأولوية القصوى وذات العلاقة بالإقليم والتعامل معها والتأثير الإيجابي للتوعية بها من منظور الدبلوماسية والسياسات.