القوات المسلحة هى قوات الشعب المسلحة

وسيم السيسي الجمعة 01-05-2015 21:20

بدعوة كريمة من اللواء أحمد حامد، مدير كلية الدفاع الجوى بالإسكندرية، لإلقاء محاضرة عن الحضارة المصرية، وكان فى استقبالى مع مدير الكلية العميد حازم خورشيد، نائب المدير، والعميد أسامة الجمال، رئيس المركز الثقافى، والعميد محمد البوريدى، وغيرهم من أبطال مصر الشرفاء.

كتبت فى دفتر الزيارة أنه لا فرق بين شعب وجيش، فما الجيش إلا الشعب مسلحاً، وما الشعب إلا جيش على استعداد لحمل السلاح! أضاف العميد أسامة الجمال: فى محاضراتى أقول للطلبة.. أبى وأمى من الشعب، فأنا ابن الشعب، وأبنائى من الشعب، أصدقائى من الشعب، فلا فرق بين قوات مسلحة وشعب، انتهى كلام العميد أسامة الجمال القارئ للتاريخ المصرى القديم بوعى وإدراك، وأخذت أتأمل كلماته فوجدت أن معناها: قوات الشعب المسلحة هى هى: القوات المسلحة.

بدأت المحاضرة بـ«السلام عليكم» وهى من كلمة مصرية قديمة: شلام أى سلام، وكيف كان من أهم أعياد مصر القديمة: شى شلام ربه، أى عيد السلام الكبير، ذلك لأنه العيد الذى به ليلة القدر، الليلة التى تقدر فيها الآجال والأرزاق.

حدثتهم عن الإيمان فى مصر القديمة، وعرضت عليهم صورة.. بانوراما من تل العمارنة وفيها أجدادنا القدماء ساجدين بأذقانهم إلى الأرض، صفوفاً صفوفاً، وأمامهم «الإمم» أى الإمام الآن، وكيف جاء ذكرهم فى القرآن الكريم: «أولئك الذين يخرون للأذقان سجداً».

حدثتهم عن العدالة الاجتماعية فى مصر القديمة، وما قاله أ. د. محمود السقا، أستاذ القانون فى جامعة القاهرة.. قال: كان القانون فى مصر القديمة دهشة للمؤرخين لأنه قام على دعامتين أ- العدل أساس الملك. ب- الكل أمام القانون سواء بسواء.

حدثتهم عن قانون الأخلاق فى مصر القديمة وكيف صرحت أخيراً كارين شوبارت عمدة برلين: كيف كان سيكون شكل العالم الآن لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة.

وكيف أن ولاس بادج قال: نحن فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية!

وضربت لهم أمثلة من الاعتراف الإنكارى: لم أكن سبباً فى دموع إنسان أو شقاء حيوان، لم أتعال على غيرى بسبب علو منصبى، بل كنت عيناً للأعمى، يداً للمشلول، رجلاً للكسيح، أباً لليتيم، قلبى نقى، ويداى طاهرتان.

حدثتهم عن دور الصهيونية العالمية، وكلمات سيمجوند فرويد عالم النفس اليهودى: عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية القديمة.

حدثتهم عن معرفة تاريخ بلادنا العظيم، ولن يعود لمصر وجهها الحضارى وقوتها وسيادتها، إلا إذا عرفت تاريخها الرائع، لأن المعرفة، ستولد إعجاباً، والإعجاب سيولد حباً، والحب سيولد ولاء وانتماء، والولاء سيولد عملاً وإنتاجاً من أجل مصر! لذا حين سألوا فرانسيس باكون كيف تتقدم أوروبا؟ قال أن يكون لها تاريخ!

وأخيراً قلت لهم: إن قوة مصر ليست فى ثرواتها أو قناتها أو موقعها، كلها مصادر أهمية، وقد تكون مصدر طمع دول أخرى فيها، لكن قوة مصر فى وحدتها وتوحدها.. شعباً وجيشاً فكل بيت منقسم على ذاته يخرب، وعاشت مصر حرة أبية قوية.

waseem-elseesy@hotmail.com