تحولت مظاهرة نظمها يهود إسرائيليون من أصل إثيوبي للاحتجاج على عنف الشرطة إلى أعمال عنف ومصادمات، مساء الخميس، حيث استخدمت الشرطة مدفع مياه لإبعاد الحشود الغاضبة عن المقر السكني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وقال مسؤولو الإسعاف الإسرائيلي إن 13 شخصا، على الأقل، أصيبوا، ونقل 3 ضباط شرطة وخمسة متظاهرين إلى المستشفى.
واستخدمت الشرطة مدفع مياه لرش المحتجين بمياه ذات رائحة كريهة، كما استخدمت قنابل الصوت لتفريقهم، في حين رشق المتظاهرون عشرات من ضباط الشرطة بالحجارة والزجاجات.
ودعا المحتجون للمشاركة في المظاهرة التي بدأت سلمية قرب مقر الشرطة في القدس الشرقية بعد نشر فيديو يظهر ضابطي شرطة، وهما يهاجمان جنديا بالجيش من أصل إثيوبي قبل اعتقاله، الأمر الذي اعتبره المتظاهرون بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن أحد المتظاهرين قوله إن «ما حدث من عنف الشرطة خلال الفترة الأخيرة لا يمثل سوى رأس جبل يختفي تحت الجليد».
وقال يايو أفراهام (30 عاما)، أحد النشطاء البارزين في الجالية الإثيوبية بإسرائيل إن «الشرطة الإسرائيلية تعتقلنا في الشوارع دون أي سبب، ومشرفو وزارة الداخلية يعاملوننا على أننا إريتريون وليس كإسرائيليين»، وأضاف: «نعاني الاضطهاد والتمييز في العمل والدراسة».
وشدد على أنه «لن يتغير أي شيء طالما أنه لا يوجد مجتمع ولا قيادة في إسرائيل تريد التغيير»، وأكد «شدة الغضب التي يعاني منها الإسرائيليون الإثيوبيون إلى جانب معاناتهم من الفقر والتضييق».
وتحدث آخرون للصحيفة عن إجبارهم على النزول من الحافلات العامة بسبب بشرتهم السوداء، وكيفية تعرضهم للضرب على يد مسؤولي هيئة الهجرة الذين اعتقدوا أنهم ليسوا إسرائيليين.
وألقت الشرطة القبض على اثنين من المتظاهرين اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل (الفلاشا)، والذين يبلغ تعدادهم قرابة 120 ألف نسمة من إجمالي تعداد السكان البالغ 8 ملايين.
كان قد تم نقل المئات من يهود الفلاشا في عملية سرية من إثيوبيا إلى إسرائيل بين عامي 1984و1986، بناء على أمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، مناحم بيجين. وتواصلت هجرة يهود الفلاشا إلى إسرائيل بعد ذلك، وتمت عملية استقدام يهود الفلاشا أيضا بناء على فتوى للحاخامات تفيد بأن لهم أصولا عبرانية.