اتفق قياديون سابقون فى جماعة الإخوان المسلمين، على أن الأزمة التى تشهدها الجماعة حالياً، هى نتاج صراعات تاريخية بين أجنحة التنظيم، إلى جانب الصدام بين التيارين المحافظ، ويتزعمه الدكتور محمود عزت، والإصلاحى، الذى يقوده الدكتور عصام العريان، مؤكدين أن محمد مهدى عاكف، مرشد الجماعة، أصبح الطرف الأضعف فى الصراع، الذى سيشهد فى النهاية خروج الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من مكتب الإرشاد، وإقصاء «العريان» من مجلس شورى الجماعة. وأشاروا إلى فقدان عاكف السيطرة على الإخوان بسبب ضعف شخصيته، تجاه هذه الصراعات.
وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية: إن جماعة الإخوان المسلمين لديها قدرة كبيرة على التكيف مع الأزمات وامتصاصها، مدللاً على ذلك بما حدث بعد مقتل حسن البنا وفترات الصراع مع عبدالناصر.
وأضاف حبيب لـ«المصرى اليوم»: إن الأزمة الحالية هى تعبير واضح عن المواجهة التى تخوضها الجماعة مع السلطة التى أوجدت جدلاً كبيراً داخل الإخوان فى كيفية التعامل مع الوضع الحالى. مشيراً إلى أنها أزمة أجيال مختلفة فالجيل القديم بزعامة محمود عزت ورشاد البيومى وآخرين يمسك بمقاليد القرار وأغلبهم قيادات تقليدية بينما الأجيال الجديدة لديها رؤى أخرى ذات طابع إصلاحى مدنى سياسى.
وأكد حبيب أن المرشد أصبح فى الموقف الأضعف، واستبعد أن يقدم استقالته الآن، وأنه سيضطر إلى الرضوخ لأعضاء المكتب فى عدم تصعيد العريان، مع أن هذا التصعيد لن يكون له الأثر الكبير فى أى تغيير واضح داخل الجماعة.
وأشار الدكتور عبدالستار المليجى، القيادى البارز المفصول من الجماعة، إلى أن الصراعات الموجودة الآن داخل مكتب الإرشاد تاريخية وليست حديثة بين من يمثلون الجماعة بشكلها العلنى الدعوى ومن ينتمون للتنظيم السرى، مع العلم بأن هذين التيارين تصارعا لدرجة الاشتباك المسلح.
وأضاف المليجى، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن ما يحدث الآن امتداد لهذا الصراع، فمن يمثلون التنظيم السرى وعلى رأسهم المرشد العام مهدى عاكف ومحمود عزت، الأمين العام للجماعة، ورشاد البيومى، عضو مكتب الإرشاد، لهم الأغلبية الواضحة، ويستطيعون أن يفرضوا ما يريدون، وأن هؤلاء هم السبب فى كراهية القوى المعارضة للإخوان لأن لهم من العقائد والتوجهات الفكرية ما جعلهم يؤمنون بمبدأ إسلامية التنظيم السرى وجاهلية ما عداه.
أشار المليجى إلى أن المرشد بحكمته التاريخية أراد أن يحسن من صورة هذا التنظيم الذى أشرف بنفسه على أن تكون له الأغلبية ورفع العدد من 12 إلى 20، وذلك بطرح اسم الدكتور عصام العريان الإصلاحى للانضمام للمكتب.
وأوضح أن ما يحدث الآن فوضى عارمة ويتصرف كل شخص فيها على هواه، متوقعاً أن تنشأ تنظيمات جديدة داخل الجماعة على خلفية هذه الصراعات، واختتم بقوله: إن المرشد لن يستطيع تصعيد العريان لمكتب الإرشاد وستوضح الأيام المقبلة ما ستنتهى إليه هذه الأزمة.
من جانبه، قال خالد الزعفرانى، القيادى السابق فى الجماعة، إن الصراعات الدائرة داخل الجماعة محكومة نتيجة تكوين أجنحة داخل الجماعة يتزعمها بعض القيادات مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور عصام العريان والدكتور محمود عزت، الأمين العام للجماعة. وأضاف الزعفرانى: إن المرشد لن يستقيل ولن ينجح كذلك فى تصعيد العريان نظراً لوقوف بعض القيادات ضد هذا الأمر. موضحاً أن هذه الصراعات ستشهد فى نهايتها خروج الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من مكتب الإرشاد وخروج عصام العريان من مجلس شورى الجماعة.