هل يكون يوم مولد «سيميوني» نقطة الانطلاق لأتليتكو نحو تحقيق المستحيل؟

كتب: خالد وحيد الثلاثاء 28-04-2015 21:42

في 28 إبريل 1970، ولد المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب فريق أتليتكو مدريد الإسباني، وواحد من أفضل مدربي العالم حاليًا، ليتمم، الثلاثاء، عيد مولده الـ45، وسط حالة كبيرة من التوتر داخل الأتليتي.

فعلى الرغم من نجاح المدرب الأرجنتيني في قيادة الفريق للفوز بالدوري الإسباني، بعد منافسة شرسة مع ناديي برشلونة وريـال مدريد، وقيادته لهم للصعود لنهائي دوري الأبطال، في موسمه التدريبي الأول في تلك البطولة الأوروبية العريقة، إلا أن النادي يعاني هذا الموسم من كبوة، مقارنة بالموسم الماضي.

وبعد قيام النادي ببيع العديد من نجوم الفريق في بداية الموسم الحالي، مثل بيع الإسباني دييجو كوستا والبرازيلي فيليبي لويس لنادي تشيلسي، بالإضافة إلى رحيل ديفيد فيا وعودة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا إلى تشيلسي بعد انتهاء إعارته، سعى المدرب الأرجنتيني إلى محاولة تعويض رحيل هؤلاء اللاعبين، فتعاقد مع المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش من بايرن ميونخ، والفرنسي أنطوان جريزمان من ريـال سوسييداد، بالإضافة للتعاقد مع الحارس السلوفيني يان أوبلاك والظهير البرازيلي «سيكيرا»، ولكن لم يستطع هؤلاء اللاعبون أن يكرروا إنجازات الموسم الماضي.

ويحتل الأتليتي المركز الثالث في الدوري الإسباني هذا الموسم برصيد 72 نقطة، مع تبقي 5 جولات فقط على نهاية الدوري، ويبدو الفريق بعيدًا عن المنافسة على الدوري الإسباني، بعكس الموسم الماضي، حيث يبتعد أتليتكو عن ريـال مدريد، الوصيف، بفارق 7 نقاط، بينما يبتعد عن برشلونة، المتصدر، بفارق 9 نقاط. وعلى الرغم من أن الفارق بين أتليتكو وبين البارسا لا يعتبر كبيرًا، بمقاييس الدوريات الأخرى، إلا أنه يعتبر ضخمًا بمقاييس الدوري الإسباني، الذي تعتبر خسارة النقطة فيه بمثابة خسارة الدوري بأكمله، وهو ما أدركه «سيميوني» مبكرًا، حينما أعلن في وقت سابق أن الفريق لا ينافس على الدوري هذا الموسم، بل ينافس على التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل.

وسبق للفريق أن خرج من ربع نهائي كأس إسبانيا، على يد فريق برشلونة الإسباني، بينما خرج من ربع نهائي دوري الأبطال على يد غريمه التاريخي ريـال مدريد، وبالتالي يبدو أن الفريق في طريقه للخروج من الموسم الحالي خالي الوفاض، فيما عدا بطولة كأس السوبر الإسباني، والتي فاز بها في بداية الموسم الحالي على حساب ريـال مدريد.

ولكن العجيب في الأمر، هو أن أرقام أتليتكو هذا الموسم، تتشابه مع أرقامه خلال الموسم الماضي، حيث تمكن الفريق من تحقيق الفوز في 22 مباراة بالدوري، تعادل في 6 وخسر في 5، خلال 33 مباراة لعبها حتى الأن بالدوري، بينما حقق الفوز في 27 مباراة، تعادل في 6 مباريات وخسر في 4 مباريات.

بينما سجل الفريق 77 هدفًا في الدوري الإسباني الموسم الماضي، بمعدل هدفين للمباراة الواحدة، وسجل عليه 26 هدفًا، بينما سجل هذا الموسم 64 هدفًا، بمعدل 1.9 هدف للمباراة، وسجل عليه 26 هدفًا أيضًا في 33 مباراة بالدوري، وبالتالي فإن الفارق لن يعتبر كبيرًا بين الموسمين.

كما يعتبر الأمر الأعجب أن فريقي برشلونة وريـال مدريد لم يتحسن أدائهم عن أداء الموسم الماضي رقميًا، ففي الجولة الـ33 من الموسم الماضي، كان أتليتكو مدريد يحتل الصدارة برصيد 82 نقطة، بفارق 10 نقاط عن الموسم الحالي، بينما جمع ريـال مدريد 79 نقطة في المركز الثاني، وهو نفس رصيده من النقاط في الموسم الحالي، وجاء برشلونة ثالثُا برصيد 78 نقطة، بفارق 3 نقاط عن النقاط التي جمعها في الموسم الحالي.

وخلال الـ5 جولات الأخيرة من الموسم الماضي، فاز أتليتكو مدريد في مناسبتين، تعادل في مناسبتين وخسر في مباراة، بينما فاز برشلونة في مبارتين وتعادل في 3 مباريات، وكان ريـال مدريد هو الأسوأ، حيث فاز في مبارتين، تعادل في مبارتين وخسر في مباراة. وبالتالي فإن الخمس جولات الأخيرة سوف تكون الأصعب في الموسم بأكمله بالنسبة لأتليتكو مدريد إذا أراد أن يفوز باللقب، وهو أمر شبه مستحيل، حيث يحتاج أتليتكو إلى أن يفوز في مباراته الـ5 المتبقية بالدوري، منهم الفوز على برشلونة بفارق يزيد عن الهدفين.

ويحتاج النادي المدريدي أيضًا إلى عدم جمع ريـال مدريد وبرشلونة زيادة عن نفس عدد النقاط التي جمعوها الموسم الماضي على الأقل، وهو 87 نقطة، ففي حالة تعادل الفرق الثلاثة في النقاط مع فوز أتليتكو على برشلونة بفارق يزيد عن الهدفين، فإن أتليتكو مدريد سوف يفوز بالدوري، لأنه في هذه الحالة سوف يتفوق على كلا الفرقتين في المواجهات المباشرة، حيث فاز على ريـال مدريد في الذهاب والإياب، بينما خسر من برشلونة في الذهاب بنتيجة «3-1»، وسوف يواجهه في الإياب في الجولة الـ37 من البطولة.

ويأمل «سيميوني» أن يكون عيد مولده هو نقطة تحول له ولفريقه، من أجل الفوز بالبطولة الوحيدة التي ينافس عليها هذا الموسم.