ظُلم المرأة «17»
■ إذا تدبرنا ما ورد فى رواية «النساء ناقصات عقل ودين» فسنلاحظ أن بداية الرواية بها شك واضح، فالراوى غير متأكد هل حدث هذا فى عيد الفطر أم عيد الأضحى؟!
■ قال بعض علماء الحديث والروايات عن الراوى زيد بن أسلم إنه «مجروح» وبالتالى يُعتبر الحديث ضعيفا، ويجب أن ندرك أن القاعدة عند معظم رجال الحديث عن صحة العنعنة أو عدم صحتها هى (إذا صح السند صح الحديث)، وبعيدا عن رأى البشر فى البشر، وهو ما يسمى علم الجرح والتعديل، وعن علم الرجال وهو علم مراتب الرواة، فإن الواجب أن نسأل أنفسنا هل ما يُقال يُوافق القرآن والعقل أم لا؟.. إذا وافق، فهو عندئذ كلام رسول الله- عليه الصلاة والسلام!
■ هل نقبل أن يكون حديث كهذا عن سيدنا النبى معمما الأمر على النساء؟ والقرآن ملىء بقصص النساء الرائعات القدوة اللاتى يفُقن الرجال كالسيدة مريم وأمها، وامرأة فرعون، وملكة سبأ، وزوجة سيدنا زكريا وزوجة سيدنا إبراهيم.. هل هن ناقصات عقل ودين؟
■ ليس هدفى إنكار الأحاديث أو مهاجمة الإمام البخارى وغيره من الأئمة العظام، ولكنى أرجو إعادة النظر فى الأحاديث، وتجنيب ما يسىء إلى الإسلام، وتنقية كتب الأحاديث مما لا يلزم!
■ أذكر بأن الإمام البخارى جمع 600 ألف حديث، وجمع الصحيح منها، فبلغت فى صحيحه 7275 حديثا شاملة الأحاديث المكررة بصيغ متقاربة، وبدون المكرر بلغت حوالى أربعة آلاف حديث!
■ إذا نظرنا فى «صحيح مسلم» فسنجد أنه لم يأخذ بكثير من أحاديث البخارى! وبلغ ما ورد فى صحيحه 4867 حديثا، وعندما رجعت إلى كتاب «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» للمرحوم الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقى وجدتهما اتفقا فقط فى 1906 أحاديث!
■ أما الحكم على نقصان عقل المرأة لأن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، فذلك حديث الغد!.