صدر حديثا عن مكتبة الأسرة فى«سلسلة أدب» رواية بعنوان «المهدى» للكاتب عبدالحكيم قاسم، دراسة وتقديم الدكتور جابر عصفور.
ويرى عصفورفى دراسته وتحليله للرواية أن مؤلفها أراد بها أن تكون احتجاجاً على بداية تصاعد تطرف الجماعات الدينية في مصر وجنوحها إلى العنف تأكيداً لحضورها السياسى، وفرضا لتأويلاتها التى لا تقبل الاختلاف ولا تعترف بوجوده أصلا وكانت اعتداءات هذه الجماعات على المجتمع المدنى فى مصر قد بدت واضحة تماما فى عينى عبدالحكيم قاسم عندما كتب روايته أواخر العام السابع والسبعين ،أثناء غيابه عن مصر وإقامته في ألمانيا بعد أن أرقته أخبار هذه الجماعات وما سمع عن تصعيدها العنف الذي بدأته جماعة الفنية العسكرية (شباب محمد) سنة 1974 وذلك في المتوالية التي وصلت إلى جماعة التكفير والهجرة سنة 1977، السنة نفسها التي فرغ عبدالحكيم قاسم في نهايتها من روايته الرافضة لتطرف هذه الجماعات وجنوحها إلى العنف ،والسنة نفسها التي انتهى فيها تحالف السادات والجماعات الإسلامية في أعقاب زيارته للقدس ،ومن ثم توتر العلاقات بين هذه الجماعات والدولة إلى أن انتهى الأمر باغتيال السادات عام 1981.
والرواية تستخدم بعض العلامات الزمانية التي تشد الرواية إلى الزمن الخارجى لنشرها وازدواج أو التباس الدلالة الزمنية ملازمة لدرجة متعمدة من التجريد التي تجعل أحداث الرواية أمثولة دالة دينيا واجتماعيا وسياسيا في الوقت نفسه.