فليعتذر «مبارك» أولاً!

محمد أمين الإثنين 27-04-2015 21:21

كأنه عاد من زمن بعيد، ليخطب من جديد، بمناسبة عيد تحرير سيناء.. تحدث عن إعادة بناء الجيش، وتحدث عن الضربة الجوية ونصر أكتوبر، وتحدث عن اغتيال السادات.. كرر أنه تحمل عبء الوطن، فى ظروف عصيبة.. ثم شرح كيف تصدى لمخططات الإسلام السياسى؟.. لكنه لم يعتذر.. هذا هو مبارك.. مازال يعاند ويكابر.. يؤيد السيسى ويدعونا لتأييده أيضاً.. فماذا ترى بعد؟.. خلاص إحنا «آسفين يا ريس»!

فى هذا السياق تلقيت رسالة من د.يحيى نور الدين طراف.. يقول فيها «تساءلت فى عمودك: «هل نهنئ مبارك؟.. أم نهنئ المؤسسة العسكرية بتحرير سيناء؟.. وقلت ليست بنا كراهية لمبارك، فقط عندنا غُصة، مما جرى لنا على يديه، خلال السنوات الأخيرة من حكمه.. فى مصر عامة وسيناء خاصة».. وأقول باطمئنان، ليس ما جرى فى سيناء فقط، هو ما يحول بيننا وبين تهنئته.. ولكن لأنه لم يعتذر، حتى الآن!

يشرح الدكتور طراف قائلاً: «ليس ما جرى لسيناء فقط هو ما يحول بيننا وبين تهنئة مبارك، وإنما يقف حائلاً صلداً دون ذلك أيضاً، ودون الصفح عنه، أنه لم يعتذر حتى الآن، عما أصاب مصر وشعبها على يديه.. يتحجج المباركيون أن مبارك قد بُرئت ساحته أمام القضاء من جميع الاتهامات، التى وجهت إليه.. فهل وُوجه مبارك بالاتهامات الحقيقية، التى كانت سبباً مباشراً، فى قيام ثورة 25 يناير على نظامه؟!».

«لم تقُم الثورة على مبارك بالتأكيد من أجل قصور الرئاسة، ولا هدايا الأهرام، ولا فيلات شرم الشيخ، ولا تصدير الغاز لإسرائيل، وتلك هى الاتهامات التى برأه القضاء منها.. وبالطبع لم تقم الثورة من أجل قتل المتظاهرين، فقد قتلوا بعد اندلاع شرارتها، فأى حجة تلك التى يحتج بها أبناء مبارك؟».. السؤال: لماذا يهللون الآن؟.. لماذا يذكر اسم السيسى فى حديثه؟.. ما هى الرسالة التى يريد أن يرسلها إلينا؟!

«لو حوكم مبارك على الفساد، الذى استشرى فى عهده، حتى كان أساساً لدولته ودليلاً عليها، ولو حوكم بالفشل الذريع الذى مُنيت به البلاد، فى فترات رئاسته الممتدة واللامتناهية، فى التعليم والصحة والسكن، ولو حوكم بمحاولاته توريث ابنه، وتطويع الدستور من أجل ذلك، وتزوير انتخابات ٢٠١٠، وتلك كانت الأسباب الحقيقية لقيام الثورة، لوجدته المحكمة مذنباً ومداناً، وليس بريئاً كما حدث للأسف!».

«ليست بنا، كما قلت، كراهية لمبارك ولا لغيره، وليست بنا رغبة فى أن نراه سجيناً محكوماً عليه، فلن يصلح هذا ما أفسدته سنوات حكمه.. لكن كنا نود لو أن مبارك، كان قد استشعر الندم، ولو للحظة واحدة، خلال محاكماته الممتدة، فقام بتوجيه كلمة من قفصه أو محبسه، إلى الشعب، يعتذر له فيها عما سببه له من آلام، وإحباط، ومعاناة.. لو أنه فعل لقمنا بتهنئته اليوم بتحرير سيناء، وبعيد النصر فى أكتوبر!».

«نريد أن نطوى صفحة الماضى.. ونريد أن نتجاوز اللحظة بكل مآسيها.. هذه هى أخلاق المصريين.. لكن كيف؟.. فلا مبارك اعتذر للشعب، ولا أحد من حاشيته ندم.. يعتبرون أنفسهم ضحايا، ويعتبروننا جناة.. فحتى يعتذر مبارك للشعب، لا تهنئة ولا يحزنون».. فهل يفعلها مبارك ويعتذر؟!.