ياسر برهامي: «الداخلية» عادت لتجاوزاتها.. وعليها تقبل النقد (حوار)

كتب: أسامة المهدي, محمود العمري الثلاثاء 28-04-2015 12:20

قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن هناك تحديات داخلية وخارجية تحاول عرقلة طموح الرئيس السيسى نحو انتشال الدولة، لافتا إلى أنه من الظلم تقييم أداء الرئيس فى ظل الصعوبات التى يواجهها.

وأضاف «برهامى» فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن وزارة الداخلية عادت لنفس التجاوزات التى كانت ترتكبها بحق المواطنين قبل ثورة يناير، مدللا على ذلك بوجود نحو ١٠٠0 من أبناء الدعوة فى السجون بتهمة انتمائهم للإخوان.

وشدد «برهامى» على أن الدعوة شاركت فى 30 يونيو رغبة منها فى عدم إقصاء أى فصيل سياسى، غير أن هناك رغبات من قبل كثيرين لإقصاء الدعوة، متمنيا أن يتمكن حزب النور من الفوز بـ20 من مقاعد البرلمان المنتخب.

■ ماذا لو عاد بكم الزمن.. هل كنتم ستشاركون فى 30 يونيو مجددا أم أن حساباتكم ستختلف ولا سيما فى ظل الهجوم الذى تعرضتم له؟

- كنا سنشارك أيضا لأننا لم نندم لحظة على مشاركتنا، وأعتقد أننا إذا لم نشارك لدخلت البلاد فى حرب، خاصة بعد أن نجح مخطط الإخوان فى تصوير تأييد الجيش للشعب لإسقاط الإخوان بأنه حرب على الإسلام، كما أننا حين شاركنا لم يعرض علينا مكاسب سياسية أو مادية، بل سعينا، وتواصلنا لإنقاذ مصر وعدم تحويلها إلى سيناريو اليمن أو العراق.

■ ما تقييمك لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- التركة ثقيلة جدا، والمرحلة التى يخوضها فى غاية الصعوبة والتحديات الداخلية والخارجية تحاول عرقلة مشروعه وطموحه لانتشال البلاد، ليس مما أصابها بعد الثورة، لكن من 30 عاما وأكثر.

■ لكن هناك انتقادات توجه للرئيس السيسى؟

- لكى أكون منصفا لا أستطيع استعمال المنطق فى تقييم أداء الرئيس السيسى فى الوقت الحالى، كما أننى سأكون ظالما فى اتخاذ أى نتيجة بسبب الظروف، مصر الآن تمر بمنحنى خطير جدا، وهناك عراقيل تواجه السيسى لاستكمال خارطة الطريق وصراع داخل مؤسسات الدولة.

■ ماذا تقصد بصراع داخل مؤسسات الدولة؟

- هذا هو الخطر الذى يؤرقنى، خاصة أننى أتوقع زيادته خلال الفترة المقبلة، هناك صراع حاليا بين مؤسسات الدولة، يظهر تارة فى ارتباك الحكومة لمعالجة أى أزمة، وأزمة قانون الانتخابات خير دليل، فكان واضحا أن هناك حالة تخبط بين الوزارات المعنية، وهو يعزز مخاوفى، أما الخطر البعيد، فهو استمرار هذا الصراع مع تشكيل البرلمان ليتحول إلى صراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لأن البرلمان المقبل يمكن أن يفتقر إلى روح التواؤم بالإضافة إلى الخوف من عدم تناغمه مع الرؤية المستقبلية التى تراها السلطة التنفيذية، لذلك أنا قلقان جدا، والموقف جد خطير.

■ هل الشارع غاب عن ذلك الصراع؟

- هذا الصراع أثر على الشعب، لكن البعض فقد الأمل وأصابه الإحباط لدرجة أن هؤلاء لديهم استعداد لعودة بعض الممارسات التى ثار عليها الشعب فى عهد الرئيس الأسبق مبارك. لا شك أن الشعب المصرى لديه ثقة فى الرئيس السيسى، لكن فى النهاية حالمون بأثر سريع لإنجازات الرئيس الاقتصادية وعاجلون لتحسين أحوال معيشتهم.

■ ما صحة اتهام الدعوة السلفية للإعلام بأنه يتبنى هجمة على الإسلام؟

ـ هناك أزمة غير منطقية فى مهاجمة إعلامية لكل رمز إسلامى، وبيضاعف الأزمة والمهاجمة كل ما هو إسلامى بما فى ذلك الأزهر وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومهاجمة رموز كل الدعوة الإسلامية ومهاجمة ثوابت الإسلام مما يضاعف الأزمة ويؤكد أن الإسلام هو المقصود.

■ لكن البعض اتهمكم بأنكم تستغلون أى سقطة إعلامية أو واقعة لتضخيمها؟

ـ نحن لا نتصيد الأخطاء، لكن نرصد الشارع جيدا فلدى الدعوة قواعد فى كل محافظة وتعرضت فى إحدى ندواتى لمجموعة من الشباب جاءوا يستفسرون عن بعض ما يثار فى الإعلام عن التراث ومصادر السنة وهو ما يشكل كارثة تجعلنا نقوم بواجبنا الدعوى تجاه المسلمين بتوعيتهم من خطر تصديق ما يثار والتشكيك فى السنة وهو ما أفسره بأنه حرب حقيقية على الإسلام وهو ما يضر الأمن القومى المصرى.

■ كيف يمكن أن يضر أمننا القومى؟

ـ الإرهاب وتزايد الفكر التكفيرى، فكلما نجحت القوات الأمنية فى تصفية أو القبض على خلية إرهابية يظهر بديل لها فى نفس المنطقة، فتلك الحوادث والسقطات يستغلها الإخوان فى تأكيد أن عزلهم وسقوطهم من الحكم ما هو إلا حرب من أجل عدم تمكين الإسلام فى الحكم بمؤامرة غربية وغيرها ممن يمكن أن تراه وتسمعه على قنواتهم الفضائية ومواقعهم الإلكترونية فأصبحوا مصدرا للتكفير وهذا تحول خطير لم نتوقعه من الإخوان.

■ هل أصبح الفكر الإخوانى «تكفيرى»؟

ـ كان العدد الذى يتبنى الفكر التكفيرى قليلا جدا وكانت القيادات تتبرأ منهم لكن الآن الجماعة لا تخشى أن توصف بذلك وهناك الآن مئات الشباب من الإخوان يقومون بتجنيد واستقطاب الكثير من الشباب المتعاطفين والمؤيدين لهم ثم يتم توجيههم لعمليات عنف وإرهاب بعد إقناعهم بحسب تفسيرهم لما يحدث بأنه حرب وجهاد فى سبيل تمكين الإسلام، وإذا تمكنت من القضاء على واحد سيظهر بديل له 10 وهو الخطر ويمكن أن تصبح ظاهرة إن لم تتدخل الدولة لعدم إعطاء فرصة لهؤلاء فى استغلال الشباب وما يحزننى أن وزارة الداخلية تساهم فى ذلك بسبب نسبة التجاوزات التى تزيد يوما بعد يوم.

■ هل تساهم وزارة الداخلية فى زيادة التجاوزات؟

ـ لا تنس أن الدعوة السلفية متواجدة على الأرض وترصد ذلك فهناك تجاوزات، الشعب الآن أصبح يتكلم عنها كثيرا، حيث تشبه ما كان يتم تداوله وما كان عليه قبل 25 يناير حين ضاق الشعب ذرعا بتجاوزات وزارة الداخلية.

■ لكن وزارة الداخلية تنفى أى تجاوز؟

ـ كيف ذلك.. هى تعلم وجود تقارير رسمية تقر وجود تجاوزات كما أن وزارة الداخلية قدمت للمحاكمة ضباطا وأفراد شرطة متهمين بالتعذيب أو القتل لكن الشارع لم يجد حتى الآن سرعة فى إجراءات التقاضى لمحاسبتهم، كما أن المجلس القومى لحقوق الإنسان أثبت منفردا وجود تجاوزات فى فض اعتصام رابعة ولم نجد أى رد فعل للحكومة والدولة نحو هذه القضايا وما فسره الشعب أن الدولة لا تريد فتح هذا الملف وإدانة الشرطة.

■ هل تتوقع ازدياد الاحتقان من الشرطة؟

ـ السؤال المفروض طرحه هل هناك نية لعودة بعض الممارسات الخاطئة والتجاوزات من وزارة الداخلية التى ازدادت فى عهد الرئيس الأسبق مبارك والتى تسببت فى الثورة المصرية؟ وما يراه الشعب استمرار وجود تعذيب داخل السجون وعمليات قتل وأن هناك استمرار وجود فبركة تحريات.

■ فبركة للتحريات؟

ـ نعم.. أكاد أجزم بسبب بعض التحريات غير الدقيقة التى تقوم بها وزارة الداخلية فإن نصف المسجونين فى السجون باعتبارهم متهمين بالعنف والانتماء للإخوان ليسوا إخوانا ولا علاقة لهم بالعنف أو التظاهرات وتم وضع تحريات وبناء عليها تسببت فى إصدار السلطة القضائية أحكاما ضدهم.

■ هل لديك دليل على ما تصفه من وجود فبركة للتحريات؟

ـ لدينا 1000 حالة من أبناء ومنتمين للدعوة السلفية مقبوضا عليهم ظلما فى تهم الانتماء للإخوان وهم ليسوا إخوانا فما حال بقية المحبوسين على ذمة قضايا لم يرتكبوها.. بلاشك هذا نتيجة تحريات تم وضعها لسجنهم.

■ هل تدخلت للإفراج عنهم؟

ـ تدخلنا من بعيد وكل مرة نتكلم وليس هناك أى نتيجة لكن الأزمة ليست خاصة بل عامة وما نطالب به ضرورة وضع انضباط للداخلية لحل أزمة هذه التجاوزات ومنع انفجار شعبى مرة أخرى ضدها ووقف استثمار للإخوان لاستغلال ذلك لجذب واستقطاب ناقمين ومعارضين نحو التظاهر والتخريب، الموضوع يهدد أركان الدولة كما حدث فى عهد مبارك.

■ كيف يمكن علاج الأزمة قبل انفجارها؟

ـ على مؤسسات الدولة ووزارة الداخلية خاصة تقبل النقد والاعتراف بوجود ممارسات واستغلال صلاحيات ونفوذ لتتعالى على الشعب وابتزازه، وتحذيرها من أن حبس شخص واحد ظلماً ضرر على الأمن العام فما أدراك بسجن عشرات ومئات الحالات.

■ أين دور الدعوة السلفية لمواجهة التكفير؟

ـ لا تستطيع الدعوة السلفية وحدها القضاء على هذا الفكر فى ظل وجود عقبات تواجهنا من الإعلام وجهات رسمية، وبنحاول تقديم النصح والإرشاد للحكومة ومؤسسات الدولة، فمثلا حذرنا مؤسسات من الدولة من تركيز الإعلام على تهجير وتفريغ مدينتى رفح والشيخ زويد بشمال سيناء من السكان وقلنا لجهات الدولة إن معظم أصحاب الفكر التكفيرى متواجدون بين هؤلاء السكان ولو حدث وتم نقلهم خارج سيناء فمعناه انتقال ذلك الفكر بصورة أوسع بين الأوساط المتدينة فى محافظات الوادى، الدعوة السلفية تحاول توصيل صوتها بكافة الطرق، ودورى أن أقلل الفاقد من الشباب وتحذيره من الانجرار وراء العاطفة التى يبثها الإخوان لتحريضهم على هدم أركان الدولة.

■ هل هناك إقصاء لكم؟

ـ شاركنا فى 3 يوليو لمنع الإقصاء لأى تيار أو فصيل لكن ما نتعرض له إقصاء لأن هناك تيارات غير مقتنعة فى الأصل أننا يمكن أن نتواجد معا على الساحة أو حتى فى حق التواجد فى مصر وأنا مندهش من طريقة تفكيرهم. والحل نريد نبذ فكرة الإقصاء ونجلس سويا للإجماع على مصلحة البلاد، وهذا الإقصاء تسبب فى انعدام الكفاءات داخل أجهزة الدولة سواء الإخوانى أو السلفى يعنى مثلا أقصى درجة وظيفية وصل لها شخص منتم للتيار السلفى هى وكيل وزارة قبل خروجه على المعاش، حتى المدرس السلفى يتحول إلى وظيفة إدارية.

كما أن ملايين السلفية والإخوان والمتدينين لا يمكن إقصاؤهم وإلا تحدث حرب أهلية.

■ هناك تخوفات من الأحزاب من تكرار تجربة وجود الإسلاميين على الساحة السياسية؟

ـ من حقهم التخوف منى والقلق لكن ليس من حقهم المطالبة بإلغائى ومطالبة الرئيس السيسى والسلطة التنفيذية بحل الحزب رغم أن صاحب الحق هو القضاء رغم أن حزبنا يقدم مصالح البلد أولا على مصالحه الشخصية ولدينا مرونة فى التحاور والتفاوض للوصول إلى حلول سياسية مرضية لكافة الأطراف.

■ لكن هناك اتهامات باتباع طرق الإخوان بتقديم الخدمات للمواطنين لجذبهم إليكم؟

ـ السلفية معروفة قبل دخولنا مضمار السياسية والتواجد بها بحزب، فنحن دائما نطلق القوافل الخيرية والخدمية بجانب الدعوية، لأن السلفية لديها إيمان بضرورة مساندة ودعم المواطنين.

■ ماذا عن دعوات التظاهر لخلع الحجاب الاخيرة؟

ـ هذه الدعوات التى أطلقها البعض ليست من مصلحة البلد، وأنا لا أعرف ما فائدة هذه الدعوات فى هذه الأوقات، وراهنت على أن هذه الدعوات ستفشل، وأتمنى أن تكون هذه المظاهرة، مقابل عمل مليونية من السلفيين وسنجد حقيقة من يدعون إلى دعوات ويقولون عليها مليونية، ونحن كدعوة سلفية حذرنا فى المحافظات من الاستجابة لهذه الدعوات والأفكار الهدامة، ونحن نرى الآن فى الشوارع متبرجات، والدعوة لخلع الحجاب فكرة متخلفة.

■ لكن الإخوان ذكرت أن الدعوة السلفية واجهت مظاهراتها ولم تواجه خلع الحجاب والإلحاد والإساءة للصحابة؟

ـ الكلام الذى يذكره عناصر الإخوان غير صحيح، بالعكس الدعوة السلفية عقدت مؤتمرات عدة فى المحافظات، بينما تم إلغاء مؤتمرات أخرى من قبل الأمن بحجة الظروف الأمنية فى البلاد، وأيضا تواجهنا عقبة أن وسائل الإعلام لم تفتح لنا الطريق لمواجهة هذه الأمور، وكنت أتمنى عمل مناظرات فى هذه الأمور لم أنل هذه الفرصة.

■ فى حديثك عن المناظرات كيف رأيت مناظرة إسلام بحيرى والحبيب الجفرى وأسامة الأزهرى؟

ـ هى كانت مناظرة لشو إعلامى أكثر منها علمية، ولم تصل إلى حلول أو أساليب إيجايبة، خاصة أن إسلام بحيرى أخذ مبالغة شديدة فى المجتمع، إسلام بحيرى اعتمد على أبحاث ودراسات خارجية من إيران ولم يدرك أى شىء عن كتب التاريخ الإسلامى أو التراث أو العلوم الدينية.

■ ماذا عن دور الأزهر الشريف فى هذه الأمور؟

ـ الأزهر الآن يهاجم هجوما شرسا من البعض، وهل يقبل أن نقول عن الأزهر إنه عاصمة الإرهاب فى العالم؟، نعلم أن هناك أخطاء كثيرة فى الأزهر، لكن ليس من المعقول حدوث الهجوم الكثيف عليه، وأنا لا أوافق على ما يشاع عن استقالة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وأرى أن هيئة كبار العلماء هى من تحدد استقالة شيخ الأزهر أو لا بحسب ما تراه كمؤسسة دينية رسمية، ونحن نقف خلف المؤسسة الأزهرية وندعمها وندعم أيضا شيخها الدكتور أحمد الطيب.

■ هل هناك أجندة توضع من الدعوة السلفية لمؤسسة الأزهر؟

- بالفعل هناك أجندات تقدمها الدعوة السلفية للأزهر لمواجهة التكفير والتشيع وغيرهما، والأزهر لديه العلوم الكاملة لمواجهة هذه الأفكار الهدامة، ونحن فى الدعوة السلفية ندعم الأزهر فى هذه الأمور، مثل ما نقوم به فى مؤتمرات الدعوة لمواجهة التكفير والإرهاب.

■ وماذا عن الأزمة الأخيرة مع وزارة الأوقاف؟

- الحقيقة أن وزارة الأوقاف مازالت متعنتة مع الدعوة السلفية وقواعدها فى المحافظات، فنحن ككيان مثل الدعوة السلفية لم نحصل إلا على تصريحين للخطابة أحدهما معى والآخر مع الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، والوزارة منعت باقى مشايخ الدعوة من الظهور على المنابر فى المحافظات رغم الانتهاء من جميع أوراقهم الرسمية.

■ ماذا عن الانتخابات البرلمانية واستعدادات حزب النور مع قرب تعديل القانون؟

- الحزب الآن يتعرض لمحاولات من المطالبين بإقصائه من الساحة السياسية وأيضا من الانتخابات، الأحزاب السياسية الموجودة فى الساحة لا يشغل همها الآن، لكن أقول لهم القافلة تسير ونحن لسنا حريصين على تحمل المسؤولية لكن حريصين على المشاركة الإيجايبة، وأرى أن حزب النور سينافس منافسة قوية وأتمنى أن يحصل على النسبة السابقة 20% من عدد البرلمان المقبل، أما عن مرشحين جدد فكل المرشحين المعلنين سابقا سيكونون كما هم إذا لم يحدث أى جديد.

■ البعض يقول إن حزب النور يتبع أساليب الإخوان فى الدعاية الانتخابية؟

- الدعاية الانتخابية ليست على نهج الإخوان كما يدعون، وأن القوافل الطبية والمشروعات الخيرية كان يقدمها الحزب قبل الانتخابات وليس لغرض الدعاية، وأن ما نقوم به هو دور مجتمعى، ونحن نقوم به منذ فترات وليس من الآن.

■ كيف ترى الانشقاقات التى تواجه الجماعة الإسلامية التى مازالت موجودة تحت مظلة تحالف الإخوان؟

- أرى أنها خطوة إيجابية أنهم يطالبون بجمعية عمومية للإصلاح، الانسحاب من تحالف الإخوان الذى أراه تحالف فاشل، وأرى أن انسحابات قيادات الجماعة الإسلامية ستكون بداية جيدة نحو طريق الإصلاح والعودة إلى المسار الصحيح، وأرى أن الجماعة الإسلامية خسارة أنها تختفى من الساحة السياسية والدعوية.

■ هل توجد اتصالات بينكم وبين الجماعة الإسلامية؟

- حقيقة لا توجد أى اتصالات مع الكيانات المنضمة إلى تحالف الإخوان نهائى، لكن أقول إن بابنا مفتوح للجميع، ونمد أيدينا لأبناء التيار الإسلامى ككل إذا أعلنوا تبرؤهم من العنف والوقوف بجوار الدولة والاعتراف بخارطة الطريق.

■ ما حقيقة اتصالاتهم بالدكتور عماد عبدالغفور مساعد الرئيس المعزول ورئيس حزب الوطن؟

- لا يوجد أى اتصالات مع عماد عبدالغفور، وما يتردد من حديث من أعضاء حزب الوطن ليس صحيحا، وإنما هناك من يريد أن يشوه صورة الحزب والدعوة.

■ ماذا عن الأوضاع فى اليمن ووقف عاصفة الحزم؟

- عاصفة الحزم كانت ضرورة اضطررنا إليها، ومشاركة مصر كانت ضرورة للوقوف بجوار القوى العربية المشتركة، ورأينا سابقا أن السنة والزيدية كانوا يعيشون بدون أى خلافات سابقة، لكن بدأت الخلافات عندما دخلت إيران من الباب الخلفى عن طريق الزيدية، وحولوا عددا من الزيدية إلى الاثنى عشرية على مذهب شيعة إيران وقاموا بتمويلهم لكى يكون لديهم طموح سياسى، وإيران ترى أن الحوثيين تقربها من تحقيق أحلامها فى تشكيل إمبراطورية قديمة كانت بتحلم بيها وهدفها من اليمن الحلم الأكبر هو مصر لعمل «كماشة» على السعودية وهو الآن هدفهم الأساسى ولكن نحن لن نصمت ونقف مكتوفى الأيدى، المعروف أن الشيعة فى ظل القوة لديهم غرور فى التوسع الهائل، وبالرغم من أنهم يعيشون مع الشعوب، ولكن لن نسمح لهم بأن يهددوا الدول وأركان الأمة العربية.

■ البعض فسّر استقبالك وفودا سلفية عربية وإسلامية بأنك تسعى لتنظيم كيان دولى للدعوة السلفية؟

- لا نسعى لتنظيم دولى، والفكر السلفى يختلف لكن نقبل التعاون والتكامل ونشر الدعوة السلفية وتقويتها داخل كل دولة إسلامية لحماية الفكر الإسلامى المعتدل، واستقبالنا وفود السلفية كان لمناقشة كيفية إمدادهم بمنهجنا القائم على التنظيم والعلم لمواجهة التطرف والتشدد.

■ هل هناك تمويلات خارجية تصل لدعم منهجكم؟

- استقبالنا وزياراتنا الخارجية ليس هدفها الحصول على التمويل، وكل تمويلاتنا تنفق على جريدة الفتح، الناطق الرسمى باسم الدعوة السلفية، وعلى القوافل الخيرية والقائمين على الجرائد الإلكترونية والقائمين على الأنشطة الدعوية.