مقابر خاوية من الزوار، تنتشر حولها الحدائق والتماثيل وصور شخصية، وتراث يعود لـ ١٠٠ عام مدون على المقابر، التي لا يعرف أحد أصحابها أو ماذا كانوا يعملون في مصر، ومسلم يتولى الدفن منذ ١٢ عاماً، ولا يعرف هو الآخر أصحاب هذه المقابر. هذا هو الحال في مقابر الأرمن الكاثوليك بمنطقة مجمع الكنائس بمصر القديمة.
«الجبانة قديمة جدا ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام ١٨٥٠ ومدون عليها تاريخ واسم وفاة الشخص»، هكذا يقول محمد سيد مصطفى، القائم على الأعمال الخاصة بالمدفن من نظافة ودفن وتجديد للمقابر.
ويوضح «مصطفى»: «عدد المقابر بالمدفن غير معروف، والمقابر الظاهرة الآن مدون عليها اسم عائلات تصل إلى ٥٠ مقبرة وبمساحة ٢ فدان».
ويضيف «مصطفى»: «معظم المقابر لا يوجد لها أصحاب، لأن أبناء الطائفة قليلون في مصر حالياً، والزوار قليلون أيضاً، وأعرفهم جيداً وأتكلم معهم، معظمهم من كبار السن، والشباب كله هاجر إلى الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا وكندا».
المدفن مقسم إلى مقابر للأغنياء، تستطيع أن تعرفها بمبانيها وتماثيلها المصنوعة من الرخام، والصور على المقبرة. وأخرى للمتوسطين، الذين كانوا يدفنون في «أدراج»، ويوضع عليهم لوحة رخامية باسم العائلة. وأخرى مقبرة الصدقات ممن لا يملكون مقبرة، وينتمون إلى الطائفة.
أشهر العائلات التي تمتلك مقابر كما يوضح مصطفى: «عائلة إلياس سعيد، وهؤلاء كانوا من رجال الأعمال، ولكن الآن لا يوجد منهم أحد، وعائلة «باباجيان»، وهم أصحاب محال في وسط البلد، وبعضهم موجود حتى الآن، وعائلة سركيس».
ويتابع مصطفى: «أحاول التواصل مع العائلات لتجديد المقابر، حفاظاً على المنظر العام، لأن الكثير منها متهالك، في حين أن المقابر المبنية بالرخام الأبيض بحالة جيدة، ويعد أصحابها من العظماء، ومنهم مقبرة عائلة جان مورشيان، وهم أول من أدخلوا الدخان المعسل إلى مصر، ومقابر عائلة أرتين باشا».
يتجمع الأرمن في الجمعة الأولى من شهر نوفمبر، لزيارة المقابر وإقامة القداس على أرواح موتاهم، حضره العام الماضى ما يقرب من ٤٠ فرداً، ينتمون إلى ١٠ عائلات، كما يؤكد مصطفى.