محافظ الجيزة: نشكل جهازاً خفياً لمراقبة الأداء.. و90% من المصريين محبطون (حوار)

كتب: أيمن حمزة, مصطفى السيد الأحد 26-04-2015 12:55

أقر الدكتور خالد زكريا العادلى، محافظ الجيزة، بدور المجتمع المدنى في عملية تنمية الدولة، مطالبا الحكومة المصرية بالاستعانة به لعدم امتلاكها الإمكانيات البشرية أو المادية، وأكد أن المواطنين في حاجة ماسة لخطط تنمية قصيرة المدى، لأنهم فقدوا الأمل في الحياة، معترفًا أن المحافظة منعدمة الخدمات العامة، وأن دوره هو وضع استراتيجية للمحافظة لإحداث طفرة نوعية بها خلال 10 سنوات، وفيما يلى نص الحوار:

■ ما انطباعاتك الأولية عن المحافظة منذ فترة توليك المنصب؟

- المحافظة منعدمة الخدمة في أشياء كثيرة جدا؛ من ضعف عدد الأوتوبيسات، وطرق وأرصفة محطمة، وقمامة، وأمية، فنحن نتحدث عن احتياجاتنا لدولة جديدة في المحافظة، وإذا أراد شخص بناء منزل يحتاج عاما لبنائه، فلا يمكن لنا أن نبنى دولة أو محافظة في 6 أشهر، ونحن نحتاج 10 سنوات كى نقف على أقدامنا من جديد، فالمصريون ذاقوا الأمرّين خلال الفترة الماضية من قهر وظلم، ونحن الآن في القرن الـ21 ورغم ذلك يوجد مواطنون ليس لديهم أساسيات الحياة.

■ أين المشكلة إذن؟

- المشاكل كثيرة جدا، حيث لا إمكانيات بشرية أو مادية لاستخدامها، والأزمة الحقيقية ليست في الفساد المالى والإدارى فقط، بل هناك فساد ذهنى كبير، وهذا هو الواقع، وأنا مش خايف من حاجة، ولابد من الشفافية لضمان العمل الجيد، إذ إن 90 % من المصريين محبطون نتيجة أسلوب التعامل والحياة في مصر، والدليل على ذلك زيادة الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر، بما يدل على أن نسبة كبيرة من الشعب ليس لديها أمل في الحياة.

■ وماذا عن أزمتك مع الإعلام؟

- أنا مع الشفافية وعدم إعطاء معلومات كاذبة للجمهور، لكن هناك نوعين من المصداقية، مصداقية للهدم وأخرى للبناء، ويتورط الكثير من الصحفيين والإعلاميين في الهدم بكتاباتهم وأسلوب عرض المشاكل، وهذا سبب الأزمة بينى وبينهم.

■ كيف ترى فرصة نجاح الحكومة المصرية في النهوض بمصر؟

- يجب على الحكومة الاستعانة بالمجتمع المدنى للوصول إلى النجاح، فلا ثمرة حقيقية لأى مسؤول في أي جهة حكومية دون المجتمع المدنى، لأن الحكومة ليس لديها الإمكانيات البشرية ولا المادية لتنفيذ مشروعاتها، والمسؤولون في السابق كانوا يعتمدون في حل مشاكل المواطنين على طريقة «إطفاء الحريق» فقط دون وضع خطة للتنمية، وذلك بسبب أن الأجهزة التي من المفترض أن تحل هذه المشاكل لا تعمل، وللتغلب على هذه الثقافة كونت جهازا خفيا لا يعلم أحد أعضاءه بهدف متابعة الأجهزة التابعة للمحافظة، والتأكد من أداء عملها، على ضوء وجود تقارير رسمية بإنهاء المشاكل، ولكنها في واقع الأمر أبعد ما تكون عن الحل.

■ وكيف ترى احتياجات المحافظة الأساسية؟

- خطة للتنمية إلى جانب حل مشكلات المواطنين، فالمواطن يحتاج استراتيجية قصيرة المدى للتنمية، فهو لا يشعر بأى تغيير، لأنه لم يعد قادرا على الانتظار للتنمية طويلة المدى، ودورى أن أضع استراتيجية لـ10 سنوات لإحداث طفرة نوعية مختلفة في المحافظة.

■ هل التمويل المخصص للمحافظة كاف؟

- لا يكفى لحى واحد فقط، فتكلفة رفع الإشغالات من منطقة واحدة فقط تصل إلى نصف مليون جنيه، «هنجيب فلوس منين».

■ ما هي خطتك لمكافحة نسبة الأمية المرتفعة بالمحافظة؟

- حل هذه المشكلة يتطلب مشاركة قوية وفعالة من منظمات المجتمع المدنى والمجموعات الداعمة وجميع الجهات المعنية بالدولة، فضلا عن توافر الإرادة الحقيقية واتباع منهج علمى سليم، ونحن نتواصل مع وزارتى التربية والتعليم والشباب والرياضة لإتاحة أماكن لفصول جديدة، والمشاركة الفعالة من الجمعيات الأهلية والهيئة العامة لمحو الأمية، وتعليم الكبار يعزز منظومة محو الأمية ويضيف إليها، كما أنه سيتم افتتاح فصول محو الأمية بواقع مدرستين في كل إدارة تعليمية على مستوى المحافظة، وسيتاح للمرة الأولى لمن هم أقل من 16 سنة فرصة التقدم للحصول على شهادة محو الأمية بشهادة الميلاد الرقمية.

■ وما هي المشروعات الجديدة على أجندة المحافظة؟

- أهم هذه المشروعات هو اختيار الاتحاد الأوروبى التطوير الحضرى لمنطقة إمبابة والوراق في منطقة شمال الجيزة، كأول مشروعات التنمية الحضرية لدول جنوب البحر المتوسط، بتمويل من «الاتحاد من أجل المتوسط»، ويحظى المشروع باهتمام كبير لتعزيز التنمية العمرانية المستدامة بمدن جنوب وشرق البحر المتوسط.

■ وماذا يقدم المشروع لتلبية طموحات المواطنين؟

- يشمل المشروع إنشاء طرق جديدة وخدمات مختلفة تخدم ما يقارب مليون مواطن في نطاق شمال الجيزة، وذلك من خلال استخدام جزء من أرض مطار إمبابة القديم وإعداده ليضم 18 مركزا خدميًا ومناطق سكنية وحدائق ومركز خدمات متكاملة، مما يعد نقلة نوعية للمكان والمواطنين معا، وسيتم تسليم المرحلة الثانية من مشروع تطوير عشش شارع السودان بإجمالى 75 وحدة سكنية و40 محلا تجاريا وبتكلفة 5.5 مليون جنيه، و9 مدارس جديدة بتكلفة إجمالية 62 مليون جنيه. كما سيتم افتتاح خط المياه الجديد من حى الأشجار حتى حدائق الأهرام بقطر 500 مم وطول 5.6 كيلومترات وبتكلفة 12 مليون جنيه لحل مشاكل ضعف المياه بالهرم وفيصل، وافتتاح قسم الطوارئ الجديد بمستشفى أطفيح المركزى بتكلفة 9 ملايين جنيه، وأعمال التطوير بمستشفى أم المصريين العام بتكلفة 4 ملايين جنيه، وافتتاح الجناح الجديد بمستشفى الحوامدية العام بتكلفة 50 مليون جنيه، وكذلك 4 وحدات صحية بالصف وأطفيح والعياط و6 أكتوبر.

■ وأزمة المرور؟

- ندرس حاليا ربط شارعى فيصل والهرم بجامعة الدول العربية عن طريق محور علوى، وإقامة عدد من الأنفاق بشارع التحرير والدقى ومحيط جامعة القاهرة والتى من شأنها تعظيم الاستثمار وزيادة قيمة العقارات، كما ندرس مسار محور الملك عبدالله لأهميته في تخفيض الضغط على محور المريوطية والبحر الأعظم، وربطه بمحطات المترو وتقليل نسبة التلوث، والتى تتعدى تكلفته 1.3 مليار جنيه نظرا للمراكز الخدمية والاستثمارية التي ستنشأ على مسار المحور، بطول 14.5 كيلومتر، وبذلك نعتمد في المحافظة على استراتيجية طويلة المدى لحل مشاكل التكدس المرورى لمدة 15 سنة مقبلة، وذلك من خلال تقليل الكثافة العالية للسيارات داخل المدينة وخلق محاور مرورية جديدة والاعتماد على النقل الجماعى والابتعاد عن الحلول المؤقتة.

■ وكيف ستواجه سلطة المحافظة تعديات رجال الأعمال على أراضى وأملاك الدولة؟

- في جولاتى الميدانية أحذر رجال الأعمال وأمنع التعدى على أراضى وممتلكات الدولة، لنبدأ صفحة جديدة لتنفيذ الخطة التي تتبناها المحافظة لتطوير المناطق الصناعية بها، بمشاركة المستثمرين وأصحاب الشركات والمصانع لجذب المزيد من الاستثمارات للمناطق الصناعية بالمحافظة والتى تتمتع بموقع متميز، وذلك لأن المحافظة تملك العديد من المواقع التي تصلح للاستثمار، كما أننى أعطى الأوامر المباشرة لمراجعة أعمال البناء الحديثة والتأكد من إصدار تراخيص لها، وإيقاف الأعمال المخالفة فورا وإلزام أصحاب العقارات تحت الإنشاء بوضع لافتة بعدد الأدوار المرخصة، ورقم الرخصة وتعليقها في مكان واضح، وتعميم هذه التعليمات على جميع الأحياء والمراكز والمدن، وهناك تنسيق مع الأجهزة الأمنية لإزالة مخالفات البناء الصارخة.

■ هل ثمة خطة لإعادة الحياة إلى مدينة كرداسة؟

- لمدينة كرداسة أهمية خاصة وتاريخ مشرف، وتسعى المحافظة إلى إحيائها مجددا وزيادة الإقبال السياحى عليها، وتنمية الصناعات التي تشتهر بها المدينة عالميا، فضلا عن زيادة الخدمات المقدمة للمواطنين.

■ المواطن مازال يعانى من القمامة ومشكلات الأحياء الدائمة؟

- أعتمد في طريقة عملى على السرعة في الأداء، فعبر جولاتى المستمرة، وفى حالة اكتشافى أي منطقة بها قمامة، أو أي مشكلة، أطالب رئيس الحى بوضع خطة عاجلة لرفع مستوى النظافة خلال أسبوع، ووضع حلول لكل المشكلات الموجودة، من خلال استغلال جميع الإمكانيات المتاحة وتلافى الملاحظات حول نظافة الشوارع وإصلاح الأرصفة، وأؤكد عليهم أننى سأمر بنفسى على منطقة المشكلة بعد أسبوع للتأكد من حلها، أما عن أعمال الهدم في الشوارع فأعطى رئيس الحى مهلة 48 ساعة لرفع جميع المخلفات، من خلال 3 ورديات وإزالة اللافتات والملصقات التي تشوه المنظر العام وإصلاح وترميم الأرصفة والاستعانة بالمتخصصين في كل مجال، ومثال على ذلك ترعة المنصورية عندما كلفت رئيس الإدارة المركزية للرى والصرف بالجيزة بتطهير الترعة من المخلفات ورفعها خلال 48 ساعة.