هل تُهنئ مبارك بعيد تحرير سيناء.. أم لا؟.. هل تتسامح معه وتغفر له.. أم لا؟.. هل تقتصر تهنئتك على المؤسسة العسكرية.. أم تُهنئ مبارك نفسه أيضاً؟.. أبناء مبارك يتعجلون الإجابة.. لا يريدون الانتظار 60 عاماً لنصفح، كما فعلنا مع الملك فاروق.. يريدون رد الاعتبار له الآن.. يريدون تكريمه وإعادة اسمه على كل شىء مسحناه بعد الثورة.. بعضهم يعتبر ما حدث نكراناً يهدم، ولا يبنى المستقبل أبداً!
ليست مصادفة أن ينشط هؤلاء الآن.. يحاولون انتزاع الاعتراف.. جنرال جيش سابق أرسل لى «بوست» بخط يد مبارك على «واتس آب».. نشره تامر عبدالمنعم.. يتحدث عن أسعد لحظات عمره، يوم رفع العلم فوق سيناء.. رسالة عاطفية مثل خطابه فى الأول من فبراير 2011.. لا مانع.. لا أحد ينكر أى شىء.. لا أحد اتهمه بالخيانة.. لا أحد قال إن «مبارك» باعنا كما باعنا مرسى.. فلماذا الاستعجال الآن؟!
تتزامن مع بوست تامر عبدالمنعم رسائل على الإيميل.. تسير فى الاتجاه نفسه.. تتحدث عن نبل الأخلاق والتسامح، ودور مبارك الوطنى.. يتباكى بعضهم أن الأجانب يعرفون قدر الملك فاروق، وقدر مبارك، بينما تعاملنا «بخسّة» معهما.. طردنا الأول، ومسحنا اسم الثانى بأستيكة.. وما هكذا تُعامل الشعوب ملوكها ورؤساءها؟.. فهل البديل أن نصنع تمثالاً لمبارك مثلاً؟.. وهل البديل أن نعيده لحكم البلاد ثانية؟!
أتفهم أن هؤلاء يستعجلون الزمن.. يخشون أن يفرغ العمر، و«الأعمار بيد لله».. يخشون أن يكون النظام فى حرج حال موت مبارك، فلا تقام له جنازة عسكرية تليق بأحد قادة نصر أكتوبر.. ليست الأمور إلى هذا الحد.. لا مانع عندنا بالمرة، وإن كانت فى النفس غُصة مما جرى لمصر على يديه كرئيس، خلال السنوات الأخيرة من حكمه.. لا نفتقد النبل ولا الأخلاق، وليس عندنا كراهية له، ولا لغيره أبداً!
السؤال الذى يفرض نفسه: هل نسينا سيناء لنتذكر مبارك؟.. سيناء أولى بأن نتذكرها.. أولى بأن نمسح حزنها.. أولى بأن نطهرها من الإرهاب.. نريد أن نستعيد سيناء من جديد.. نريد أن نغنى «سينا رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم فى عيد».. لا أحد فينا سعيد بما جرى لسيناء على يد الإخوان.. لذلك نتذكر مواءمات وصفقات مبارك معهم فى هذه اللحظة.. هو من كان يلاعبهم، فلعبوا به، وبنا، وبمصر!
برغم كل شىء لا نحمل كراهية لمبارك.. فقط تشغلنا سيناء الحبيبة، متى تعود إلينا؟.. متى يصدر قرار رئاسى بإنهاء العمليات العسكرية هناك، وعودتها إلى أرض الوطن؟.. عانت من الاحتلال سنوات.. والآن تعانى من الإرهاب.. وبين هذا وذاك يعانى أبناؤها من اتهامات بالخيانة للأسف.. مع أن هناك من عرض عليه الموساد المُلك على سيناء فأبى.. وأقام «عزومة للموساد» أعلن فيها أن «سيناء مصرية»!
سيناء لا مبارك.. هذه هى القضية.. مصر قبل أى حاكم، وقبل أى مواطن، وقبل أى جماعة.. الحكاية ليست كراهية مبارك أو تكريمه.. هل كنتم تنتظرون من الثورة أن ترفعه على الأعناق؟.. لا تتعجلوا.. ولكن لا تنسوا أن حكم الجماعة كان «هدية من السماء» لمبارك.. ربما نهدأ قليلاً.. فلا تستعجلوووا!