تعرّف على رسائل المفتي إلى مسلمي فرنسا والغرب من باريس

كتب: أحمد البحيري الجمعة 24-04-2015 22:04

ألقى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، خطبة الجمعة في العاصمة الفرنسية باريس،في إطار فعاليات جولته الأوروبية لتصحيح صورة الإسلام في الغرب.

وأكد المفتي في خطبته، أن رسالة الإسلام جاءت عالمية لم تتوقف عند حدود مكة فقط بل شملت العالم كله، مضيفا أن الإسلام من خلال العالمية استطاع استيعاب الحضارات والأمم القديمة، بما تحويه من ثقافات متنوِّعة وأديان متعدِّدة وأعراف مختلفة، والتي تأكدت في آيات الذكر الحكيم، مثل قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلمإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلنَّاسِ كَافَّةً.

وأشار المفتي، إلى أنه بعد صلح الحديبية أرسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رسائله إلى كل الدنيا ملوكًا وشعوبًا، متطلعًا إلى نشر دعوة الإسلام في ربوع العالم، وقد كانت دعوته آنذاك بما يتناسب مع مقتضى العصر ومتطلبات الواقع، بما لا يضع من مكانة الإسلام والمسلمين بين شعوب الأرض.

واستطرد قائلا، إن المتأمل للتاريخ الإسلامي سيرى أنه حيثما وجِد الإسلام والإيمان الحقيقي في وطن من الأوطان، وجدت معه الرفاهيةُ والرخاء والرحمة في كل شؤون البشر، ويتجلى هذا إذا قارنا الجزيرة العربية أو غرب إفريقيا أو إندونيسيا أو الهند قبل وبعد الإسلام، فالإيمان أضفى على الأمم مسحة من الجمال والسماحة، وكل دولة كانت تحت الحكم الإسلامي مرت بما يسمى بالعصر الذهبي.

ووجه المفتي، عدة رسائل مهمة للمسلمين في فرنسا حثهم فيها على ضرورة الاندماج الإيجابي في مجتمعهم الأوروبي، مع الحفاظ على هويتهم وثوابتهم الدينية، مشددًا على أن الإسلام أرسى قواعد وأسسًا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، بحيث يصبح المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه، بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه دون تفريط في الثوابت الإسلامية.

وأوضح المفتي، أنه على نهج الأسس ووفق الثوابت يمضي المسلمون قُدُمًا في رسم الحضارة الإنسانية، ومعايشة المستجدات التي تطرأ عبر التاريخ.