أكد وزير الخارجية، سامح شكري، خلال اجتماع مع السفراء العرب بالأمم المتحدة على حرص مصر الدائم والمستمر على التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب حول مختلف القضايا وفى كافة المحافل الدولية والإقليمية، فضلاً عن التحركات المصرية لخوض الانتخابات المقرر عقدها في أكتوبر 2015 لشغل المقعد غير الدائم المخصص لإقليم شمال أفريقيا في مجلس الأمن للفترة 2016 – 2017.
وأجمع المندوبون الدائمون العرب على أن تواجد مصر سيمثل إثراء لعمل المجلس في ضوء مكانتها الكبيرة وإسهاماتها الكثيرة والمتميزة على الساحة الدولية، وأكدوا أنهم على استعداد تام للمعاونة والمساعدة في الحملة الانتخابية التي تقوم بها مصر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، أن الوزير شكري استعرض خلال حديثه مع السفراء العرب أن مصر سبق وحصلت على كل من التأييد العربى لعضويتها غير الدائمة للمجلس خلال اجتماع الدورة (139) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى في مارس 2013، كما حصلت على الدعم الإفريقى خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقى في يناير 2015.
وأشار إلى أن مصر اضطلعت، كعضو مؤسس للأمم المتحدة، بدور بارز في جهود حفظ السلم والأمن الدوليين على مدار العقود الماضية، وانخرطت في جهود تعزيز العمل الدولى المشترك في إطار المنظمة لتحقيق الأمن الجماعى ودعم أهداف ومبادئ الميثاق، مجدداً إلتزامنا الكامل نحو إقامة نظام دولى متعدد الأطراف أكثر قدرة وقابلية على مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب، وهو ما سبق وسعت مصر من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن في أربع دورات منذ إنشاء الأمم المتحدة إلى القيام بدور فاعل في هذا الصدد.
وأضاف المتحدث أن الوزير شكري أكد إلتزام مصر التاريخي بدعم كافة جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في مناطق النزاعات، وخاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث كانت مصر في مقدمة الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام منذ تأسيس البعثة الأولى للأمم المتحدة في الشرق الأوسط عام 1948، وجاء إسهامها الأول من خلال مشاركتها في الكونغو عام 1960. ومنذ ذلك الحين، شاركت مصر في 37 بعثة حفظ سلام بأكثر من 30 ألف فرداً قاموا بأداء مهامهم تجاه صون السلم والأمن الدوليين في 24 دولة بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، ومنوهاً إلى إستمرار مصر في تفعيل آليات الدبلوماسية الوقائية وتعزيز التعاون المؤسسى بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المناظرة، بما فيها جامعة الدول العربية خلال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن.
وقال المتحدث إن الوزير شكري أشار خلال لقائه بالسفراء العرب إلى دور مصر في بلورة الآليات الدولية المعنية بتحقيق عالمية نزع السلاح ونظام منع الانتشار، وساهمت بشكل بارز في خلق الأطر الدولية اللازمة للتعامل مع مختلف القضايا ذات الصلة بنزع السلاح، كما شاركت مصر بفاعلية في تعزيز دور الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك إقرار وتنفيذ إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
وأضاف الوزير أن منطقتنا العربية تواجه تحديات وتهديدات ناتجة عن انتشار التطرف والجماعات الإرهابية وما يرتبط بذلك من تزايد حالة الاستقطاب الطائفى في المنطقة على حساب الهوية الوطنية لدولها، ولعل ما تشهده ليبيا واليمن والعراق وسوريا من أزمات تعصف باستقرارها بل وتهدد في بعض الأحيان وجودها لهو خير دليل على ذلك، مشددا على أن تلك التحديات ستأتى في مقدمة أولويات مصر خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن وحرص مصر على التنسيق مع المجموعة العربية بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للمنطقة العربية.
وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية حرص خلال اللقاء على الإجابة على العديد من الأسئلة والاستفسارات من السفراء العرب تناولت تطورات عدد من الملفات الاقليمية وعلي رأسها ظاهرة الارهاب وقضية منع الانتشار النووي وسبل التوصل إلى عالمية معاهدة منع الانتشار في ظل انعقاد مؤتمر مراجعة المعاهدة اعتباراً من يوم ٢٧ أبريل.
وأجمع السفراء العرب خلال الاجتماع على تطلع المجموعة العربية لتولي مصر عضوية مجلس الأمن للعامين ٢٠١٦/ ٢٠١٧ لما يمثله ذلك من دعم كامل للمواقف والقضايا العربية، مشيرين إلى دور مصر المحوري في محاربة الارهاب ومعالجة القضايا الاقليمية المختلفة التي تهدد المصالح والهوية العربية.