حرحور وشيخ العرب محلب

جمال الجمل الجمعة 24-04-2015 04:06

قرار حكومي بإلغاء العيد!

الحركة دي جديدة جدي

لقد قرر محافظ شمال سيناء اللواء حرحور إلغاء احتفالات العيد القومي بالمحافظة، الذي هو «احتفالون وطانيون» لكل المصريين بمناسبة استعادة أرضنا المحتلة ورفع العلم عليها كرمز للتحرر والسيادة.

حتى الآن لا أفهم معنى إلغاء الاحتفال، ولا أفهم علاقة القرار بالحرب ضد الإرهاب، ولا أفهم هل من حق المحافظ أن يلغي ذكرى 25 أبريل من ذاكرة المصريين أم أنه يتحدث فقط عن إلغاء برنامج المحافظة في الاحتفال إذا كانت قد أعدت برنامجا لذلك!!

المؤسف أن أحدا من المسؤولين لايخاطبنا كعقلاء، وأشعر أن هناك منافسة رخيصة في مزاد الوطنية، واستمراء لعبارة من نوع «عشان خاطر مصر»، «تضامنا مع الشهداء»، «تقديرا للظروف التي تمر بها البلاد».. إلى آخر هذه القائمة من الذرائع الجاهزة لتبرير الارتباك الإداري والقرارات الساذجة، والأداء العرفي الخنوع للمهندس محلب وحكومته، فقد ساءني أن تظهر موظفة متحف محمود سعيد عقب لقائها برئيس الوزراء لتتحدث بعبارات من نوع «وزير الثقافة كان قاعد ولم يفتح فمه بالحديث» كأنه تلميذ يعاقبه الناظر من أجل استرضاء زميله الذي تشاجر معه، أو يهينه في مقابل عدم فصله من المدرسة!

ما أفهمه أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى تحقيق مغلق، لضبط الأمور بلا إهانة أو تصغير للموظف الكبير أو الصغير، لكن حل المشاكل بطريقة «بوس راس أخوك، ومحدش يزعل حد» فهذا استسهال يدمر علاقة الرئيس بمرؤسيه، ويهين الوظيفة العامة على الملا أمام «المشاهدين»، بعد أن تحول كل شئ في مصر إلى «فرجة» وعرض مفتوح يشارك فيه كل فرد في كل شيء، ويدير فيه الموظف علاقته بمديره من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، وعلى الحكومة أن تخضع بعد ذلك لتصويت الجماهير كما يحدث في مسابقات الأغاني وبرامج تصنيع النجوم!

يا سيادة محافظ شمال سيناء نحن لانقيم احتفالات 25 أبريل بمناسبة عيد ميلاد سعادتك، وليس لك الحق في إلغائها حتى لو داخل المحافظة التي تديرها، وليتك توضح لنا المقصود بقرارك.

ويا معالي رئيس الوزراء: اكتفينا من اسلوب الترضية و«الطبطبة» سواء مع الوزراء أو مع المواطن الذي يجاهر بالشكوى حتى يسكت، ابتعد عن مجالس «حق العرب» التي توسعت فيها، واستخدم القانون ولجان التحقيق، حتى لا نهين المسؤول، ولا نغري المواطنين بتصعيد الضغط الغعلامي وفتح بطون المصالح الحكومية وعرض أسرار العمل على الأرصفة، لأننا لانريد ولا ينبغي أن نبني مصر بطريقة «اللي على راسه بطحة»!

وكل عام وانتم جميعا بخير وحرية، آملين أن تنتقل سيناء بعد كل هذا الوقت من «مرحلة التحرير» إلى «ثورة التعمير»؟

جمال الجمل

tamahi@hotmail.com