الدكتور أرمين مظلوميان ممثل الأرمن فى مصر: لا فرق بين جرائم «داعش» وتركيا فى الإبادة

كتب: ميلاد حنا زكي الجمعة 24-04-2015 12:02

أكد الدكتور أرمين مظلوميان، ممثل الأرمن فى مصر، عضو لجنة إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، أن الطريقة التى تعامل بها الأتراك مع الأرمن لا تختلف كثيرًا عن الطريقة التى تتعامل بها «داعش» مع خصومها، بل تعامل الأتراك مع الأرمن كان أبشع، وكلاهما، الأتراك والدواعش، حولوا الخصومة السياسية إلى خصومات دينية وعرقية، وارتكبا جرائم ضد الإنسانية، مطالبا المجتمع الدولى بالضغط على تركيا حتى تعترف بالإبادة، وتتصالح مع نفسها عما ارتكبته فى الماضى.. وإلى نص الحوار:

■ هل توجد علاقة بين مذبحة الأرمن ومذابح داعش الآن؟

-الطريقة التى تعامل بها الأتراك مع الأرمن لا تختلف كثيرًا عن الطريقة التى تتعامل بها «داعش» مع خصومها، بل تعامل الأتراك مع الأرمن كان أبشع، وكلاهما، الأتراك والدواعش، حولوا الخصومة السياسية إلى خصومات دينية وعرقية، وارتكبا جرائم ضد الإنسانية، حيث كانت الدولة العثمانية تتفنن فى قتل الأرمن، بإحراقهم بالبنزين والكيروسين وقطع أياديهم وأرجلهم بالسيف، فضلًا عن الإتلاف العمدى للممتلكات والاغتصاب.

■ أين المجتمع الدولى من إبادة الأرمن؟

-المجتمع الدولى يخضع للمصالح، ولابد أن يضغط على تركيا حتى تعترف بالإبادة، وتتصالح مع نفسها عما ارتكبته فى الماضى وبعدها نستطيع أن نمضى للأمام، فنحن جيران من آلاف السنين، أرمينيا وتركيا، ولابد من إزالة العوائق بين البلدين بالاعتراف وتعويض الشعب الأرمينى عما حدث من إبادة.

■ وما التعويضات المطلوبة من تركيا؟

- مطلوب أولا الاعتراف من قبل الحكومة التركية والهيئات غير الحكومية المتواطئة رسمياً، بالإبادة وشرح مسؤولية تركيا حيال الأرمن والاعتذار عما حدث، ثم تقوم وفق برنامج من التعويض المادى والمعنوى بإعادة الأملاك من المبانى والعقارات والأراضى التى تم الاستيلاء عليها خلال فترة الإبادة، وكذلك دفع التعويض للدولة الأرمينية والمؤسسات عن الأملاك التى دمرت، عبر طرق عادلة، والشهر الماضى أعلن رئيس جمهورية أرمينيا إدانة الإبادة، متسائلا: ما هى مطالب الأرمن بعد 100 سنة من الإبادة، وإعلان عموم الأرمن بعد تجميع شتاتهم وممثليهم من كل بلدة يقطنون بها.

■ ماذا فعلت الجالية الأرمينية خلال مائة عام من التهجير؟

- كنا نعمل على المجتمع الدولى حتى يعترف بالمذبحة، والآن لا نحتاج أن نثبت لأحد بعد أن عرف العالم الحقيقة والبشاعة التى ارتكبت على يد الأتراك خاصة مع وجود أرشيف مصور يثبت ذلك، ووصل الأمر باعتراف نخبة كبيرة من الأتراك أنفسهم بارتكاب إبادة فى حق الأرمن.

■ كم دولة اعترفت بالإبادة الأرمينية؟

-20 دولة اعترفت بتلك الإبادة، ومن الدول العربية لبنان فقط، ومن الدولة الكبرى فرنسا، و40 ولاية فى أمريكا لكن الكونجرس لم يعترف، ومصر تدرس الاعتراف ولكنها لم تعترف حتى الآن، ويجب ملاحظة أن الاعتراف فى الدولة يأتى بإجماع البرلمان وبناء على المصالح المتبادلة بين الدول، ويوجد فى مصر أحزاب بدأت تتكلم فى هذا الموضوع، وإسرائيل أكبر عائق أمام الإبادة الأرمينية، لأن الاعتراف بإبادة فى بداية القرن العشرين يسحب من الهولوكوست الامتياز الذى تعيش عليه إسرائيل حتى الآن بخصوص محرقة هتلر.

■ كم عدد الأرمن حاليا فى مصر؟

- 8 آلاف أرمينى، معظمهم موجودون فى القاهرة والإسكندرية ولا يوجد أحد حاليا فى بورسعيد، وكانوا هناك بكثرة من قبل.

■ ما معالم الأرمن الأثرية الموجودة حاليا فى مصر؟

- 6 نواد رياضية وجبانتان فى مصر القديمة ومصر الجديدة، وجمعيات ثقافية وخيرية ومدرستان فى القاهرة والإسكندرية، وعن طريق النوادى والجمعيات نحافظ على استمرار الهوية الأرمينية خاصة فى الشتات المختلف فى بلاد العالم.

■ هل طلبتم من الحكومة المصرية الاعتراف بالإبادة؟

- نجهز حاليا ملفا كبيرا وننتظر وجود مجلس شعب حتى نقدمه على طاولته لمناقشة القضية، وخلال الفترة الماضية كان صعبا تقديم هذه المشكلة فى ظل عدم استقرار الأوضاع فى مصر، ويوجد حزبان تضامنا مع الجالية الأرمينية واعترفا بالإبادة التى حدثت وهما حزبا «المصريين الأحرار والحركة الوطنية» ومن خلالهما سوف نطرح القضية على مجلس الشعب القادم.

■ ماذا عن ذكرى المئوية عالميا؟

- فى كل دول العالم نظمت فعاليات لإحياء الذكرى بندوات، ومطالبات بالكنائس والنوادى الثقافية، ومؤتمرات، وتعاونت معنا مصر هنا بعقد مؤتمرات فى الجامعات والنوادى الثقافية.

■ ما رأيك فى إنكار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أكثر من مرة للمذبحة؟

- تركيا الحالية قامت على أنقاض شهداء ودماء مليون ونصف أرمنى، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان «هييجى اليوم اللى هيعترف فيه غصب عنه»، ولهذا نطالب المجتمع الدولى بالضغط على تركيا، وكثيرون من الأتراك يعترفون بالمذبحة التى حدثت، وهذا ما شاهدناه خلال فيلم من إخراج مخرج تركى يوثق المذبحة ويظهر للأتراك وللعالم الأكاذيب التاريخية، وعرض فى العديد من المهرجانات الدولية، ونتمنى أن تعترف مصر بالإبادة لأنها دولة لها دور ريادى فى الوطن العربى.