أفتى الفقيه الفرانكفونى والعلامة الباريسى المجدد «بأن الله لم يفرض الحجاب ».. والسؤال الذى يطرح نفسه على الفقيه: فماذا فرض الله على النساء؟ هل فرض عليهن المينى جيب أم الاستريتش أم الميكروجيب أم الشورت الساخن؟!.. أم ماذا؟
ثم ما معنى دعوته للمسلمات بخلع الحجاب فى مليونية بالتحرير.. ماذا تعنى يا مولانا بالحجاب؟ هل هو غطاء الرأس أم أقل من ذلك أم أكثر؟ أم أنك ستتركها لاجتهاد كل متظاهرة، حسب فهمها للقرآن.
ثم لماذا لم تدع لهذه المظاهرة أيام كانت المظاهرات تجوب التحرير صباحاً ومساءً.. ولم تكن هناك قيود على التظاهرات.
و الأغرب من ذلك أننا لا ندرى كيف يخرج كاتب لا علاقة له بالفقه الإسلامى من قريب أو بعيد ولم ينشغل يوماً بعلوم الإسلام طوال عمره إلى ابتداع رأى فقهى لم يقله أحد من علماء وفقهاء الإسلام طوال عصوره المختلفة.. وفى مسألة فقهية شرعية إنسانية ثابتة لا تتغير من زمان لزمان ومن مكان إلى مكان.
ثم ألا يعلم فقيهنا الجديد أن يقرأ أن الحجاب موجود فى كل الشرائع السماوية وعليه أن يقرأ فقط الإصحاح الحادى عشر من رسالة بولس إلى أهل كورنتوس.. وأن يتفكر فى مغزى حجاب الراهبات حيث أصبحن فى مقام الأسوة ورموز للعفة والزهد.
فهل يتخيل صاحبنا أن زوجة نبى أو ولى أو أمثال السيدة مريم العذراء البتول أو القديسة فاطمة الزهراء أو أم المؤمنين عائشة أو أم سلمة أو أمثالهن ترتدى غير الحجاب.
أما قوله إن قرابة 99% من العاهرات محجبات هو قمة الإساءة للمحجبات خاصة والمصرية عامة.. ولا أدرى من أى مصدر علمى استقى هذه الإحصائيات.. وبأى حجة يطعن فى شرف المحجبات المصريات اللاتى ينتشرن فى كل مكان وفى كل المستويات الاجتماعية.. ويبدو أن فقيهنا لا يرى فى الحجاب والمحجبات إلا كل سوء.
إنه كمثل رجل رأى بعض المصلين يعصون الله.. وبدلاً من دعوتهم لترك المعاصى إذا به يدعوهم لترك الصلاة.. ليجمعوا السوأتين.
الغريب أن الرجل لم يترجم لنا كتاباً فرنسياً واحداً مهماً، كما فعل الطهطاوى.. ولم يحفز أمته على تقليد الغرب فى التطور التكنولوجى أو الدقة أو الأمانة أو تجويد العمل.. ولم يهتم سوى بأمرين إسقاط النحو العربى وسيبويه وكذلك الحجاب.
فقد كتب من قبل « يسقط سيبويه»، ناسياً أن سيبويه الذى قدمت أسرته الفارسية من قبل لتتعلم العربية فأنجبت من يبز العرب فى لغتهم ومن جعله العرب بحق سيداً عليهم ورأساً لهم فى النحو.. وهذا والله من إنصاف هذه الأمة حتى لغيرها.
يا فقيه الكون اذهب أنت وجوقتك إلى أى فتاة مكرهة على الحجاب وأقنعها بخلعه فى صمت وهدوء.. ولا داعى لأن تبصق فى آبار الإسلام التى تروى تلك الأمة الظمأى وهى أعمق منك وأبقى من أفكارك وأسمى ممن ترجوه من الدنيا.
يا فقيه الفرانكفونية: مصر لن تكون تكفيرية ولا علمانية.. ولن تفرض الحجاب أو تخلعه.. ولن تقدس علماء الإسلام أو تبخسهم وتنجسهم.. ولن تقدس كتب التراث أو تهجرها أو تحرقها أو تبخس أهلها فضلهم وعلمهم.. لن تكون موطئاً للتطرف الدينى ولا العلمانى.. ولن تكون مدرسة للتكفير والتفجير ولا مدرسة للرقص الشرقى أو 5 موااااااه.. ولن تكون ملجأً للداعشيين والقاعديين والمتطرفين أو ملاذاً للملحدين.. لن تعرف الإفراط أو التفريط أو الغلو أو التقصير.. لن تقدس العلماء ولن تسبهم ولكنها ستختار ما يناسبها من علمهم.. لن تكون محلاً للاستبداد ولا توريث المناصب.. ولن تقدس الحكام ولن تكفرهم أو تخرج عليهم بالسلاح والمتفجرات.. لن تنقطع عن أصول دينها ولن تنفصل أيضاً عن عصرها.
مصر ستنفتح على الغرب والشرق دون أن تذوب فيهما أو تصبح شرطياً أو تابعاً لأحد منهما.
ستقر بقوامة الرجل الإدارية الرشيدة المسؤولة ولن تقهر المرأة أو تظلمها وتبخسها.
ولن تتنكر للأديان ولن تكون عالة على علماء كتبوا وأفتوا لزمانهم ولو كانوا بيننا لجددوا فتاواهم وطوروا كلماتهم.. فلكل زمن فقهه وعلمه.
وستكون مع ثوابت الإسلام فى صلابة الحديد ومع متغيراته فى مرونة الحرير.