«نعمة أم نقمة».. صينيون ينجحون في تعديل جينات الأجنة البشرية

كتب: محمد منصور الخميس 23-04-2015 09:30

نجح علماء صينيون في اكتشاف تقنية ثورية جديدة مكنتهم من إجراء تعديلات على جينوم الأجنة، وهو الأمر الذي لم يحدث قط في تاريخ العالم.

وأثار الاكتشاف الجديد قلقًا لدى الأوساط العلمية، التي اعترضت على عمليات تعديل الجينوم البشري في الوقت الحالى، وخصوصًا مع الفهم «الضئيل» لطبيعة الجينات البشرية، وخطورة «العبث» بها، إلا أن البعض يرى ضرورة استخدام تقنيات تعديل الجينات لإزالة الرموز الجينية «السيئة» المسؤولة عن إكساب الأجنة صفات من شأنها إِمراض البشر.

وبحسب البحث المنشور في مجلة «البروتين والخلية»، وهي إحدى وسائل النشر العلمي ذات الموثوقية العالية، قام فريق صيني يرأسه الباحث في وظائف علم الجينات «جونج هونج» والذى يعمل بجامعة «صن يات» باستنباط وسيلة جديدة لتعديل الجينات داخل خلايا الأجنة، إلا أن مصدر صيني قال لمجلة «الطبيعة» إن الباحث قام بالفعل بتجريب تلك الطريقة على جينات أربعة من الأجنة.

«كريسبر» هو أسم التقنية التي استخدامها الصينيون لإنجاح الأمر، وهي تكنولوجيا جديدة يُمكنها العثور على القطاعات المعطوبة أو المُصابة بخلل جيني داخل الخلية، ومن ثم، إبدالها بأخريات لا تحمل تشوهات، غير أن تلك الوسيلة، تتمتع بدقة مُنخفضة حتى الآن، حسب البحث، الذي يؤكد أن ثمة العديد من العقبات التي تمنع إستخدام تلك التقنيات «سريريًا» في الوقت الراهن.

على وجه التحديد، قام «جونج هوانج» وفريقه بتعديل عددًا من الجينات المسؤولة عن مرض اضطراب الدم القاتل داخل جينات عددًا من الأجنة غير القابلة للحياة، لينجحوا في تغيير «شيفرة» واحدة من ثمان وعشرون، ليوقفوا بعدها التجارب، حسب «هوانج» الذي قال لمجلة «الطبيعة» إنهم قرروا تطوير تقنيات «كريسبر» في المستقبل، مشيرًا إلى أنه يعلم أن الاستخدام الطبي لتلك التقنية لن يتم قبل أن تكون نسبة النجاح 100 %.

رغم أن الفريق الصيني عمل على أجنة غير قابلة للحياة، ولن تُولد حية على الإطلاق، إلا أن استخدام تكنولوجيات تعديل الجينوم البشري أو تغيير الحمض النووى لا تزال أمر مشكوك فيه من الناحية الأخلاقية، لأنه قد يؤدى إلى استخدام المزيد من الطُرق على البشر في وقت لاحق، وهو ما قد يُسبب حدوث طفرات في الحمض النووي لا يُمكن التنبؤ بها في الأجيال القادمة، فيما يعتقد آخرون أن تلك التقنيات «لا تُقدر بثمن» وخصوصًا مع إمكانيات استخدامها «اللامحدودة»، فحال تطويرها، يُمكن أن تكون سببًا للقضاء على جميع الأمراض الوراثية، من قبيل، فقر الدم المنجلى والتليف الكيسي ومرض هنتغنتون.

الجدير بالذكر أن مجلة «العلوم والطبيعة» رفضت نشر الورقة البحثية بسبب اعتراضات أخلاقية، حسبما ذكر الباحث الصيني «جونج هوانج» لمجلة «الطبيعة» وهو ما دعاه لنشر الورقة في مجلة علمية أخرى.