كيف بدأت أزمة ريـال مدريد أمام أتلتيكو منذ موسم الانتقالات؟

كتب: محمد المصري الأربعاء 22-04-2015 19:12

راهن كارلو أنشيلوتي في بداية الموسم، ومن قبله فلورنتينو بيريز، على قدرته على صنع ثنائية مكونه من توني كروس ولوكا مودريتش في وسط الملعب تتجاوز قوتها ثنانية تشابي ألونسو و«مودريتش».

راهن على قدرته في إعادة توظيف جيمس رودريجز وراء الثلاثي «رونالدو - بيل - بنزيمة» أسوة بما فعل مع أنخيل دي ماريا في العام الماضي.

راهن على أن يصنع من «إيسكو» و«إيارامندي» ورقات رابحة ومستقبلية يستطيع الاعتماد عليها، وأن وجود سامي خضيرة سيكون مُفيدًا كورقة بديلة، وأن عودة «خيسي» من إصابة الرباط الصليبي وإعارة «تشيتشاريتو» من مانشستر يونايتد ستكون إضافات هجومية إلى جانب كريم بنزيمة.

نجحت بعض الرهانات، وفشل البعض الآخر، وفي أهم مباراة لريـال مدريد خلال الموسم الحالي، حين يلتقي بأتلتيكو في دربي مكرر بمباراة العودة لربع نهائي دوري الأبطال، يقف «أنشيلوتي» أمام كل الرهانات التي فشلت دفعة واحدة، محاولًا أن يجد إجابة مختلفة لينتصر ولو لمرة واحدة على دييجو سيميوني هذا الموسم، أهم مرة على الإطلاق.



«أنشيلوتي» فعلًا استطاع خلق ثنائية رائعة بين «كروس» و«مودريتش»، وأخرج إمكانيات مذهلة من اللاعب الشاب «إيسكو» الذي أصبح أهم لاعبي الفريق في بعض فترات الموسم، يحاول توظيف صفقة إعلانية بالأساس من قبيل جيمس رودريجز من أجل إفادة الفريق.

ولكن في المُقابل فإصابة لوكا مودريتش التي تعرض لها في فبراير الماضي واستمرت عدة أسابيع بعترت كل أوراقه، وأعادت التساؤل من جديد عن مدى حكمة قرارات «بيزيز» مطلع الموسم في الاستغناء عن «ألونسو» و«دي ماريا» وهيكلة فريق فاز لتوه بدوري أبطال أوروبا وقدم موسمًا كبيرًا للغاية؟



هذا السؤال يكتسب قيمة أكبر بالنظر إلى فشل «أنشيلوتي» في إيجاد بديل حقيقي للاعب الكرواتي الكبير عند إصابته، «إيارامندي» متذبذب وبطئ وتائه ولم يجب بعد عن سؤال «لماذا دفع فيه ريـال مدريد 32 مليون إسترليني؟» وهو سؤال يكبر مع اقتراب الموسم الثاني من نهايته، سامي خضيرة يقدم موسمًا كارثيًا في كل مرة يعتمد فيها «أنشيلوتي» عليه ويوضح إلى أي مدى كان إبقاءه والاستغناء عن «ألونسو» قرارًا خاطئًا، وأخيرًا فإن الوافد الجديد لوكاس سيلفا لم يندمج بعد مع الفريق ومن الظلم الحكم عليه عند دفعه لمعارك متتالية في وسط الموسم.

النتيجة أن «كروس» بقى وحيدًا في وسط الملعب مع تغير الوجوه من حوله، يشعر بالإرهاق والتعب في مركز أصلًا لم يعتد عليه، وساءت نتائج «مدريد» تمامًا، خسارة من أتلتيكو 4-0 وأتلتيك بلباو 1-0 ثم برشلونة 2-1 أبعدته عن قمة الدوري الأسباني، وعلى الناحية الأخرى كانت هزة السقوط 3-4 أمام شالكة في دوري الأبطال تنذر بأن الفريق يعاني تمامًا.

عودة «مودريتش» مع اكتمال شفاءه –حيث لعب مباراة شالكة دون إعداد كافي- تحسنت معه نتائج الفريق، الفوز بـ4 مباريات متتالية في الدوري، ولعب مباراة قوية جدًا في الذهاب أمام أتلتيكو مدريد، كل شيء صار أفضل.

ولكن مع إصابة «مودريتش» مرة أخرى في مباراة «مالاجا» الأخيرة عاد القلق والتوتر حول توازن الفريق بدونه، وإمكانية أي لاعب بديل على مواجهة لاعبي أتلتيكو المقاتلين في الوسط، وإلى أي مدى سيؤثر ذلك على صلابة الفريق دفاعيًا وحلوله الهجومية أمام فريق صعب للغاية فشل في الفوز عليه خلال 6 مباريات سابقة.

غياب «بنزيمة» أيضًا يعيد التساؤل عن صواب قرار «أنشيلوتي» و«بيريز» في عدم التعاقد مع مهاجم يمكن الاعتماد عليه في المواقف الصعبة، بعدما تأثر مستوى «خيسي» جدًا بالإصابة، ووضع «تشيتشاريتو» في مكان وضغوط أكبر كثيرًا من إمكانياته.



أما «بيل» فغيابه ربما يكون مفيدًا في ظل عدم ثقة الجماهير وعدم ثقته في إمكانياته مؤخرًا، تحرر «رودريجز» ربما يكون أفضل للفريق في تلك المباراة.

مجملًا.. ماذا تغير في ريـال مدريد منذ نهائي الأبطال 2014؟
موسم انتقالات غير متوازن دفع الفريق ثمنه مع طول الموسم وتعاقب المباريات وعدم وجود بدلاء على قدر مقارب من إمكانيات الأساسيين، والتخلي عن «تشابي ألونسو» تحديدًا –الذي يقدم أداءات جيدة جدًا مع بايرن ميونيخ- قد تكون الخطيئة التي يدفع الفريق ثمنها غاليًا في تلك الفترة.

لو تواجد «ألونسو» للعب مع «كروس» و«إيسكو» في وسط الملعب كان ليحل كل شيء. بيعه مع إصابة «مودريتش» أغلب فترات الدور الثاني دفع الفريق إلى ترنح شديد قد ينتهي بموسم صَفِر الألقاب.


وسؤال الموسم الأهم في تلك اللحظة بالنسبة لمدريد وجماهيره: هل يجد «أنشيلوتي»حلًا فاعلًا وسحريًا يمر به من تلك المباراة على الأقل؟ ويجد إجابة على معضلة «غياب مودرتيش» التي فشل سابقًا لعدة أسابيع في الإجابة عليها؟