أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى تضامن كبير وتضافر لجهود جميع دول العالم، حيث أثبتت التطورات الأخيرة على الساحة العالمية، أن أى دولة ليست فى مأمن من هذه الظاهرة، التى تهدد استقرار ووحدة أراضى الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط، وتهدد السلم والأمن الدوليين.
وقال رئيس الوزراء، خلال كلمته بالقمة الأفروآسيوية بجاكرتا، التى حضرها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس: «من هنا، كان حرص مصر على الاشتراك فى كافة الجهود الدولية والإقليمية للتصدى للإرهاب، وعلى دعم الحكومة الشرعية فى ليبيا الشقيقة، فى مواجهة الجماعات الإرهابية، وكذلك مشاركتها فى تحالف مساندة الشرعية، لدعم وحدة اليمن واستقراره، فضلا عن مشاركتنا فى التحالف الدولى للتصدى لتنظيم داعش الإرهابى».
وأضاف: «القضاء على الإرهاب لن يتم فقط بالمواجهات العسكرية والأمنية، بل يستلزم ضرورة مواجهة الفكر المتطرف وظاهرة الإسلاموفوبيا، عبر خطاب دينى وفكرى وثقافى معتدل، يركز على قيم التسامح والتعايش السلمى، يحافظ على ثوابت العقيدة وأصول الدين. وأُشير هنا إلى الدور الهام الذى يقوم به الأزهر الشريف، منارة الإسلام الوسطى المعتدل، بمعاونة دار الإفتاء فى مصر، وغيرهما من المؤسسات المصرية ذات الصلة، للتصدى للفكر المتطرف للإرهاب، سواء داخل مصر أو خارجها».
وقال محلب إنه يتحدث «ممثلاً لإحدى الدول الرئيسية، المؤسسة لحركة عدم الانحياز، والتى شاركت فى المؤتمر الأفروآسيوى المنعقد فى مدينة باندونج عام 1955 والذى نحتفل بمرور 60 عاماً على انعقاده».
وأكد أن مصر تُولى اهتماما كبيرا لعلاقاتها بالدول الأفريقية والآسيوية، وتسعى إلى تطويرها وتدعيمها على جميع المستويات، وشدد على الأهمية الكبيرة التى توليها مصر للعلاقات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان» والتى تستضيف إندونيسيا مقرها.
وقال محلب إن القضية الفلسطينية ستظل أحد أبرز القضايا المطروحة على الساحة الدولية منذ عدة عقود، وعلى رأس أولوياتنا، ومن أبرز الموضوعات التى تتناولها هذه القمة، حيث إنه من المقرر أن يصدر عنها إعلان التضامن الأفروآسيوى مع فلسطين، مشيرا إلى أن مصر فى هذا الصدد تؤكد أن عدالة وشرعية مطالب الشعب الفلسطينى لا يمكن التشكيك فيها، كسائر شعوب العالم بعد عقود قاسية عاشها فى معاناة، وهو ما يُعد أبسط تجسيد لمبادئ العدالة والسلام التى تؤمن بها الدول والشعوب الأفريقية والآسيوية، والتى عانت فى السابق من وطأة الاحتلال والاستعمار قبل أن تنال استقلالها فى النهاية.
وتابع أن مصر تؤمن بأن العمل على تحقيق الطموحات الاقتصادية للشعوب، هو المفتاح الرئيسى لتحقيق النمو والازدهار والاستقرار، وفى إطار العمل على تنفيذ ذلك بدأت الحكومة المصرية فى تنفيذ برنامج شامل للتنمية حتى عام 2030، يهدف إلى جذب الاستثمارات وتشجيعها للعمل فى مناخ آمن ومستقر، ويرتكز على القيام ببرنامج للإصلاح الاقتصادى وتطوير مناخ الاستثمار، من خلال مراجعة كافة التشريعات المتعلقة به، بهدف دفع حركة الاستثمارات وجذب رؤوس الأموال، وقد تُوجت تلك الأعمال بإصدار قانون جديد للاستثمار، وهو الأمر الذى نجح فى تحقيق تقدم ملحوظ، شهد به العديد من المؤسسات الاقتصادية العالمية ومن بينها المؤسسات الائتمانية الدولية.
من جهته، قال رئيس إيران، حسن روحانى، إن التدخل العسكرى الخارجى فى الأزمات المعقدة خلق وضعا إنسانيا كارثيا فى الدول التى تعانى من هذه الصراعات.
وأضاف روحانى أن الوضع الحالى فى اليمن وسوريا أمثلة واضحة لهذه المواقف وستزيد الموقف تعقيدا، مشيرا إلى أن التاريخ سجل أن التدخل العسكرى فى حل النزاعات يزيد الموقف تعقيدا، وأن الحوار بين جميع الأطراف والقوى السياسية من شأنه أن يحل هذه الأزمات، مشيرا إلى أن دولته أعدت لشراكة مع جيرانها، بما فيها الدول العربية، مؤكدا أن موقف دولته يقوم على أنه لتعزيز السلام فى المنطقة فلابد من وقف القتال وإراقة الدماء فى اليمن وفى الدول الأخرى بالمنطقة.
وخلال القمة أكد وزراء الدول المشاركون فى القمة الأفرو آسيوية أهمية التصدى للجرائم العابرة للحدود ومنها الاٍرهاب وتجارة المخدرات.
وعلى هامش القمة، التقى المهندس إبراهيم محلب، بسكرتير عام رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، وأكد محلب العلاقات التاريخية القوية، التى تربط مصر ودول التجمع، والتطور الكبير فى هذه العلاقات فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتطلع مصر لتعزيز علاقتها فى الفترة المقبلة على مسارين، الأول بإقامة علاقة مؤسسية، مع الرابطة من خلال الانضمام لمعاهدة الصداقة والتعاون، تمهيدا للحصول على وضعية «شراكة الحوار»، والثانى من خلال دفع العلاقات الثنائية مع دول الرابطة فى مختلف المجالات.
وأشار إلى أن مصر تسعى إلى دفع العلاقات مع تجمع الآسيان إلى آفاق جديدة، بحيث تتم زيادة التبادل التجارى، وجذب مزيد من الاستثمارات من دول التجمع إلى مصر، كما تم تناول التطورات الاقتصادية، وتوجهات السياسة الاقتصادية المصرية، وعرض نتائج مؤتمر شرم الشيخ، لا سيما فيما يتعلق بالمشروعات القومية الكبرى، التى تسعى مصر لجذب الاستثمارات لها.
ورحب السكرتير العام لتجمع الآسيان بالتعاون مع مصر فى المجالات المقترحة، خاصة فى مجال التعليم والتدريب الفنى، والحفاظ على التراث، وتنشيط السياحة، وكذا تناول قضايا مثل التغيرات المناخية، والحفاظ على الأمن، والحرب ضد الإرهاب، مؤكدا اتساع مجال التعاون التجارى والاستثمارى بين دول التجمع ومصر، وتطلعهم للدخول كشريك فى تنمية محور قناة السويس، وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى.
والتقى محلب برئيس وزراء اليابان، وقال إنه يتطلع لمتابعة نتائج زيارة رئيس الوزراء اليابانى الأخيرة للقاهرة، والتى تعد علامة بارزة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، مؤكداً أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى اليابان، والتى ستحرز تقدما إيجابيا ملحوظا فى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعرب المهندس إبراهيم محلب عن تقدير مصر للمشروعات التنموية التى تقوم اليابان بتمويلها فى مصر، وفى مقدمتها الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، والمتحف المصرى الكبير، بالإضافة إلى مستشفى الأطفال الجامعى بأبوالريش، ومشروع الربط الكهربائى لشمال الدلتا، والخط الرابع لمترو الأنفاق. ووجه محلب الدعوة لرئيس الوزراء اليابانى للمشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، بشهر أغسطس المقبل.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء اليابانى عن ترحيبهم بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لليابان، وأشار إلى أنه ستكون هناك زيارات وزارية يابانية إلى القاهرة، للعمل على تدعيم التعاون فى مجالات التعليم الفنى والتدريب، مؤكدا تقديرهم للجهود المصرية فى مجالات تحسين مناخ الاستثمار، بإصدار قانون الاستثمار الجديد، الذى يفتح لليابان مجالا للمشاركة فى قطاعات الطاقة والكهرباء، وغيرها.