مارك توين مفكر أمريكي رائد مولود في 30 نوفمبر 1835 في ميسوري بالولايات المتحدة كتب في الخيال والتاريخ وأدب الأطفال وغير الخيالية والأدب الفلسفي ،والنقد الأدبي ومن أعماله المهمة مغامرات هكلبيري فين، مغامرات توم سوي.
ومن أقواله المأثورة: «خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم»، و«لا تقل الحقيقة لمن لا يرقى إلى مستواها»، و«الخوف من الموت نابع من خوفنا من شكل الحياة التي نحياها، فالرجل الذي يعيش جيدا يكون مستعدا للموت في أي وقت»، و«لك أن تهمل مظهرك، لكن حافظ على أناقة روحك!»، و«من الأفضل لك ان تغلق فمك وتترك الناس يعتقدون أنك أحمق من أن تفتحه وتمحو كل شك».
واسمه الحقيقي فهو«صمويل لانجهورن كليمنس» ويصنف ككاتب أمريكي ساخر، وكان صديقاً للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، ووصف بعد وفاته بأنه «أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره»، كما لقبه وليم فوكنر بأبي الأدب الأمريكي.
وكان في 1851 قد بدأ يكتب المقالات و«الاستكتشات» الساخرة لجريدة هانيبال، التي كان يملكها شقيقه أوريون وفي الثامنة عشرةمن عمره،غادر هانيبال وعمل في الطباعة في مدينة نيويورك وفي فيلادلفيا وسانت لويس وسينسيناتي، وانضم إلى الاتحاد وبدأ في تعليم نفسه بنفسه في المكتبات العامة في الفترة المسائية.
وفي الثانية والعشرين من عمره عاد توين لولاية ميسوري وكان من أوائل أعضاء جمعية الدراسات الروحانية وقد حمل توين إحساسه بالذنب والمسئوليةعن مصرع أخيه طوال حياته.
وظل يعمل في النهر كملاح نهري حتى اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية سنة 1861 وتوقفت الملاحة في نهر المسيسيبي ثم بشقيقه أوريون الذي عين سنة 1861 سكرتيراً لجيمس ناي حاكم منطقة نيفادا وارتحلا إلى الغرب في عربة عبرت بهم منطقة السهول العظمى وجبال روكي في أسبوعين زارا خلالهما مجتمع المورمون في مدينة سولت ليك سيتي، وهي التجربة التي استلهم منها توين كتابه «الحياة الخشنة» وكانت مصدر إلهام له في كتابة مجموعته القصصية المسماة «الضفدعة النطاطة».
وقد انتهت رحلة توين في مدينة فرجينيا المشهورة بمناجم الفضة في ولاية نيفادا حيث عمل في تلك المناجم غير أنه بعد أن فشل في تلك المهنة وجد عملاً في جريدة المدينة المسماة بجريدة «تيريتوريال إنتربرايز» التي استخدم فيها لأول مرة اسمه الأدبي الشهير «مارك توين» عندما ذيَّل إحدى مقالاته بهذا التوقيع في 3 فبراير 1863 ثم انتقل إلى سان فرانسيسكوبولاية كاليفورنيا سنة 1864، حيث استمرفي ممارسة الصحافة، وهناك التقى بعض الكتاب من أمثال بريت هارت وأرتيموس وورد ودان ديكويل، وحقق توين أول نجاحاته الأدبية عندما نشر قصته الطويلة «الضفدعة النطاطة المحتفى بها القادمة من مقاطعة كالافيراس» في جريدة «نيويورك ساترداي برس» في 18 نوفمبر 1865، وهي القصة التي لفتت الأنظار إلى مارك توين. وفي العام التالي، سافر إلى جزر ساندويتش (هاواي الحالية) للعمل مراسلاً لجريدة «ساكرامنتو يونيون».
وقد حظيت القصص التي كتبها عن تلك الرحلات بشعبية كبيرة واتخذ منها مارك توين مادة محاضراته الأولى وفي 1867 سافر إلى البحر المتوسط بتمويل من إحدى الصحف المحلية، وأثناء رحلته إلى أوروبا والشرق الأوسط كتب توين مجموعة من رسائل السفر التي حظيت بانتشار كبير وجمعت فيما بعد في كتاب «الأبرياء في الخارج» سنة 1869، وفي هذه الرحلة تعرف توين إلى تشارلز لانغدون شقيق زوجته المستقبلية، ثم عاش بعد زواجه في بفالو بولاية نيويورك من 1869 إلى 1871.
وكان يمتلك حصة من أسهم جريدة «بافالو إكسبريس» التي كان يعمل فيها محرراً وكاتبا، وفي 1871 انتقل وأسرته إلى هارتفورد بولاية كونيكتيكت حيث شرع في إنشاء منزل وشهدت هارتفورد خلال إقامة توين بها، التي دامت 17 عاماً إبداع توين للعديد من أشهرأعماله،وهي مغامرات توم سوير والأميروالفقير و«الحياة على المسيسيبي» ومغامرات هكلبيري فين و«يانكي من كونيتيكت في بلاط الملك آرثر».
كان توين مغرماً بالعلم والبحث العلمي، وقدتصادق مع نيكولا تسلا وكان يقضي الكثير من الوقت في معمل تسلا، وحصل على ثلاث براءات اختراع ويروي كتابه «يانكي من كونيكتيكت في بلاط الملك آرثر» قصة أمريكي سافر عبر الزمن ونقل معه التكنولوجيا الحديثة إلى إنجلترا في عهد الملك آرثر، وقد صار هذا النوع من قصص الخيال العلمي فيما بعد جنساً مستقلاً في أدب الخيال العلمي سمي بالتاريخ البديل، وفي سنة 1909 قام توماس إديسون بزيارة توين في منزله في ريدنغ بولاية كونيكتيكت وقام بتصويره سينمائياً، وقد استخدمت بعض لقطات ذلك الفيلم في الفيلم القصير «الأمير والفقير» الذي أنتج عام 1909.
وفي1896 أصيب توين باكتئاب شديد إثروفاة ابنته سوزي بالالتهاب السحائي، وقد عمق أحزانه وفاة زوجته أوليفيا سنة 1904 ووفاة جين في 24 ديسمبر 1909 وكذلك الوفاة المفاجئة لصديقه هنري روجرز في 20 مايو1909 وفي 1906 بدأ توين ينشر سيرته الذاتية في جريدة «نورث أمريكان ريفيو»، وفي سنة 1907 منحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب إلى أن توفي «زي النهارده» في21أبريل 1910