«زى النهارده».. وفاة صلاح جاهين 21 أبريل 1986

كتب: ماهر حسن الثلاثاء 21-04-2015 05:26

قال: «نوح راح لحاله والطوفان استمر. مركبنا تايهه لسه مش لاقيه بر. آه م الطوفان وآهين يا بر الأمان.. إزاى تبان والدنيا غرقانه شر.. عجبى!!» وقال أيضا: «على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء.. بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب.. وبحبها وهى مرمية جريحة حرب.. بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء.. وأكرهها وألعن أبوها بعشق زى الداء.. وأسيبها وأطفش فى درب وتبقى هى ف درب.. وتلتفت تلاقينى جنبها فى الكرب».

هذا هو صلاح جاهين شاعر الثورة وفيلسوف الفقراء، كتب عنه الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى يقول: «لقد كان صلاح الأكثر نشاطا ومرحا وحضورا، وكان صوت مصر وصوت الجماعة فى الواقع وفى الحلم معا وحين منيت مصر بنكسة ٦٧ ورحل عبدالناصر أصابه الإحباط والانكسار»، وتوفى «زى النهارده» فى٢١ إبريل ١٩٨٦.

بقى أن نقول إنه ولد فى ٢٥ ديسمبر١٩٣٠ بشارع جميل باشا بشبرا، ووالده هو المستشار بهجت حلمى يعمل فى السلك القضائى، وحصل جاهين على دراسات حرة فى الفنون الجميلة، وتخرج فى كلية الحقوق وعمل بعدد من المجلات والصحف رساما للكاريكاتير، ومنها روزاليوسف وصباح الخير ثم الأهرام، وكتب سيناريو أفلام خلى بالك من زوزو وأميرة حبى أنا وشفيقة ومتولى والمتوحشة، ومثل فى فيلمى المماليك ولا وقت للحب.

ويقول الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد: لم يكن جاهين شاعرا كبيرا فحسب، وإنما شاعر عبقرى لعب دورا محوريا فى تطوير قصيدة العامية لكى تصبح قصيدة شعرية فيها كل منجز الشعر العربى الجديد باللغة العامية من أول ديوانه «كلمة سلام» إلى ديوانه «قصاقيص ورق»، ونجد الشعر المصفى عند جاهين موجودا أيضا بين أشياء أخرى مثل الزجل أو الأغانى، ولو أخذنا قصائده تراب دخان وغنوة برمهات والمحاكمة سنقف على معنى الشعر المصفى فى أرقى صوره، ورغم أن الرباعيات من روائعه إلا أنها ليست القمة إلا أن له قصائد أخرى أقوى وأروع.