عندما كان رجل الاقتصاد الإسرائيلى الأمريكى ستانلى فيشر يغادر منصبه الكبير في صندوق النقد الدولى عام 2001، كان حريصاً على ذكر أكثر المقربين من أصدقائه في الصندوق، وذلك خلال خطاب الوداع الذي ألقاه. هذا الصديق هو الحسن وتارا، الذي عمل في منصب رئيس الحكومة في ساحل العاج في بداية التسعينات من القرن الماضى قبل أن ينتقل إلى منصب إدارى كبير في صندوق النقد الدولى.
واستخدم فيشر، الذي أصبح محافظا لبنك إسرائيل المركزى، الخطاب الذي ألقاه عام 2001 كى يطرى على شخصية صديقه وبراعته في العمل. وانتقد بصورة غير مباشرة حكومة ساحل العاج في ذلك الوقت، لأنها طرحت مشروع قانون من شأنه أن يحبط محاولة وتارا ترشيح نفسه لرئاسة ساحل العاج، وذلك عن طريق الاشتراط بأن يكون والدا المرشح من ساحل العاج. ولكن وتارا، وهو رئيس حزب التجمع الجمهورى المعارض، لم يكن يتمتع بكل هذه الأهلية لأن والده مولود في بوركينا فاسو.
وفى النهاية تم قبول ترشيح وتارا عام 2010 وانتخابه في العام ذاته، لكن دخوله إلى القصر الجمهورى تأجل لبعض الوقت.
وفى مايو 2011 تمت دعوة فيشر إلى حفل تنصيب وتارا رئيساً لساحل العاج، وكان من المفترض أن يصل مع زوجته رودا، وهى صديقة مقربة جدا من دومينيك، زوجة وتارا، التي هي في الأساس سيدة أعمال يهودية فرنسية، ولكنه في نهاية المطاف بقى في إسرائيل لأسباب أمنية.
في يونيو عام 2012 حضر وتارا المؤتمر الرئاسى الإسرائيلى، وبعد مرور شهر وصل وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين، إضافة إلى مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية إلى ساحل العاج لمناقشة التعاون الاقتصادى مع هذه الدولة، وكان رئيس الوفد هو فيشر. وبحسب صحيفة «كالكاليست»، الملحق الاقتصادى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، كان الحسن وتارا يجرى اجتماعات سرية مع رجال الأعمال الإسرائيليين، بعيدا عن وسائل الإعلام.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن شخصيات إسرائيلية كانت بين الحضور قولهم إن وتارا كان يسأل ضيوفه بصورة متكررة عن قدرات إسرائيل الاستراتيجية، فقد أراد أن يعرف كيف يمكنه تأسيس منظومة أمنية للدفاع عن نظامه، وعما إذا كان من الممكن إيصاله إلى شخصية إسرائيلية، يعهد له بإعداد خطة إصلاح للجيش الرئاسى الموالى له في ساحل العاج. وكانت أول عملية كبيرة استهل بها باراك عودته إلى عالم الأعمال في مارس 2013، بحسب المصادر الإسرائيلية، هي بحث إمكانية تقديمه خدماته وخبراته الأمنية والعسكرية لرئيس ساحل العاج.
وفى ربيع عام 2013 قام الرئيس الحسن وتارا باستقبال إيهود باراك، وأبلغه بالتحديات التي يواجهها كرئيس جديد للدولة. وأصغى باراك باهتمام شديد ثم عاد إلى إسرائيل. ولم يكد يمر وقت قصير، قدم باراك لرئيس ساحل العاج عرضا بإنشاء جهاز استخبارات لساحل العاج، وتأمين الحدود، وتدريب الجيش وتقديم استشارات عسكرية استراتيجية. وحسب مصدر مقرب من ذلك اللقاء، فإن صفقة باراك كانت قيمتها 150 مليون دولار، حيث يذهب جزء كبير من المبلغ إلى شركة إسرائيلية ناشطة في غرب أفريقيا، ستتولى التنفيذ، تحت إشراف باراك.