بعد ثورتين متتاليتين، فلقد بدأت مصر تشهد حالة من الهدوء النسبى، وإن كانت ما زالت تعانى من الإرهاب الأسود الذى يمارس الاغتيالات والتفجيرات يومياً ضد الجيش والشرطة والشعب، كما أن البلاد ما زالت تعانى من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وإن كانت بوادر التعافى قد بدأت تلوح فى الأفق على استحياء، وبالرغم من تلك الأجواء التراجيدية التى تسود الحالة المصرية، فلقد شهدت البلاد فى الفترة الأخيرة حملات إعلامية ممنهجة ومتزامنة لإثارة الفتن والبلبلة فى الشارع المصرى، فما بين صراع دائر بين البحيرى وشيوخ الأزهر وحملة يقودها الدكتور الشوباشى لحض السيدات والفتيات على خلع الحجاب، فلقد فوجئنا أخيراً بحملة تقودها جريدة «المصرى اليوم» ضد الشرطة تحت عنوان «ثقوب البدلة الميرى».
لقد قالت الأغلبية لإسلام البحيرى وللدكتور شريف الشوباشى: ليس هذا هو الوقت المناسب لإثارة مثل هذه القضايا، فالبلاد ما زالت تعانى من الإرهاب الأسود ومن الأزمة الاقتصادية وتلك هى الأولويات التى يجب أن نتناول علاجها، واليوم أقول لجريدة «المصرى اليوم»: ليس هذا هو الوقت المناسب لإثارة الشعب ضد الشرطة، نعم توجد بعض السلبيات بجهاز الشرطة، مثله مثل باقى أجهزة الدولة، ولكن الشرطة تبذل جهداً خارقاً فى الحفاظ على أمن الشعب وعلى هيبة الدولة، ويسقط منها يومياً عشرات الضحايا، كما أن الشعب كان قد بدأ يتصالح مع جهاز الشرطة بعد الانفلات الأمنى الذى عقب أحداث يناير 2011، فهل هذا هو الوقت المناسب للقيام بمثل هذه الحملة؟
وخالص تحياتى لجريدة «المصرى اليوم» التى أحرص على قراءتها يومياً.
دكتور- مجدى البطوطى
جامعة المنصورة
■ ■ ■
رد نيوتن: لماذا نكره النقد؟
كيف أصلح من حالى. كيف أصلح من مظهرى. كيف أصلح من ملبسى؟ لا يكون هذا إلا بتقبل النقد. باستثماره. خصوصاً لو أحسنّا الظن بمن ينتقدنا. من الطبيعى أن تقول لى ابنتى: استعدل من رابطة عنقك، أو أدخل قميصك. قد أغفل عن غلق سوستة سروالى إلى أن ينبهنى أحد. لا أثور. أتقبل الأمر. وأعمل بالنصيحة فوراً. حتى وأنا أتناول غذائى. قد يتناثر جزء منه حول فمى. إلى أن يلفت نظرى شخص. فأصلح الأمر فوراً. كل هذا مع حفظ المقامات. مع رعاية الاعتبارات.
حتى فى الصناعة. كيف أتعرف على عيوبى؟ يجب أن تكون القناة بينى وبين المستهلك مفتوحة. لتصويب الخطأ. لتجويد المنتج. الذى قد يكون سيارة. منتجاً غذائياً، أو فى شكل خدمات.
بعد رسالتك تفحصت الملف الخاص بتجاوزات الشرطة. دققت فى الأمر. وجدته مهنياً صرفاً. نحن فى مصر لا نستطيع أن نعيش دون أمن محكم. كتبت عن هذا مراراً. تناولت تحديث الأمن بوسائل العصر. أما القائمون على الأمن، كما القائمين على أداء أى عمل آخر. بشر فى نهاية الأمر. لهم أن يخطئوا، وعليهم أن يصيبوا.
لذلك إذا لفتنا النظر إلى الأخطاء عن حرص وغيرة. ليكن الرد بموضوعية. طبيعى عندما أدير عملاً فيه مئات الآلاف أن أتوقع أخطاء فردية. هى واردة بالضرورة. لا فكاك منها. هذا إذا حسنت النوايا- وأخذنا الأمور بمبعد عن فكرة التصيد. هل البديل المطلوب هو أن نكفى على الخبر «ماجور» كما يقولون؟
هذا عهد جديد فيما أتصور. يجب أن يعمل فيه كل مواطن بإيجابية وحرص على الصالح العام.
طوروا العقول. الدنيا تغيرت. نحن نحتاج إلى الأمن- أميناً- منضبطاً- محبوباً- مقدراً- مصوباً.