تعرف الولايات المتحدة الأمريكية على أنها جمهورية، غير أن سياقات الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2016 تقود المرء إلى القول إنها ملكية، ذلك أن أهم مرشحين لدى الجمهوريين والديمقراطيين ينحدران من سلالة حكمت البيت الأبيض سابقا، وفى المقدمة من الوجوه الجمهورية المرشحة للحكم نجد حاكم ولاية فلوريدا سابقا جيب بوش، ابن الرئيس الأمريكى الأسبق بوش الأب، والأخ الأصغر للرئيس السابق بوش الابن، وعند الديمقراطيين نجد هيلاى كلينتون زوجة الرئيس الديمقراطى الأسبق بيل كلينتون، ووزيرة الخارجية فى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما.. هل هى إذن البوشية فى مواجهة الكلينتونية إن جاز التعبير؟
حكما أن هيلارى شخصية معروفة تحت سماء أمريكا والعالم لكن ماذا عن بوش الثالث؟ وما مدى حظوظه فى الفوز بترشيح الحزب الجمهورى له ومن ثم إمكانية عودة آل بوش إلى البيت الأبيض للمرة الثالثة؟
تشير مصادر عديدة إلى أن كثيرا من المتبرعين الكبار للحزب الجمهورى، خاصة فى انتخابات الرئاسة السابقة 2012، كانوا يميلون لترشيح «جيب بوش» أمام «باراك أوباما»، وليس ميت رومنى، وقد أرسلوا بالفعل مطالبات ومكالمات تليفونية، ورسائل بريدية لمطالبة حاكم فلوريدا السابق بالترشح.
غير أنه وفى هذه المرحلة المبكرة جداً، تضعه استطلاعات الرأى فى طليعة انتخابات الحزب الجمهورى، ولكن بحسب نفس استطلاعات الرأى فإنه سيخسر ضد الديمقراطية هيلارى كلينتون.
يسعى «جيب بوش» من خلال تقديم نفسه على أنه وسطى منطقى، إلى بناء صورة شخصية جامعة، محركا من أجل ذلك شبكته السياسية الواسعة، ومجموعة من الداعمين له الكثر فى الطبقة السياسية، وهو يترأس اليوم معهد الامتياز فى التعليم، وهو موضوع يحظى بالإجماع يراهن عليه منذ سنوات.
ولأن لا شىء يحدث بالصدفة فى عالم المال والأعمال والسياسة الأمريكية، فمع أوائل إبريل الماضى أيضا، بدأت مجموعة كبار رجال المال التابعين للحزب الجمهورى الأمريكى فى بذل جهود مكثفة من أجل الدفع بـ«جيب بوش» لخوض انتخابات الرئاسة 2016. وتوفير التبرعات السخية له.
كيف يبدو «جيب بوش» فى عيون رجالات الحزب الجمهورى المتنفذين وكذلك ما مدى تقييم رجالات الانتلجنسيا الأمريكية له؟
المؤكد أن كثيرين ينظرون إلى «جيب بوش» بوصفه رجل الاعتدال، كما أن هناك تجمعا بعينه، لعب دورا كبيرا جدا فى دعم أخيه الأكبر «جورج ووكر بوش»، ونقصد بذلك، تجمعات اليمين المسيحى الأصولى، والتى تميل إلى دعم بوش الثالث.
لن يكون طريق «جيب بوش» إلى البيت الأبيض معبدا، لكن فى كل الأحوال تبدو حظوظه الأفضل فى مواجهة هيلارى، جواد الديمقراطيين الرابح حتى الساعة.