قالت فصائل المعارضة الموقعة على «نداء السودان» إنها ستستمر في حملة «ارحل»، التي دشنتها في فبراير الماضي لمقاطعة الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي، حتى إسقاط النظام.
وقالت مريم الصادق المهدي، نائب رئيس حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، في مؤتمر صحفي بالخرطوم «نجحت حملة ارحل في مقاطعة الشعب للانتخابات رغم قمع الأجهزة الأمنية».
وكانت بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قدرت نسبة التصويت بأقل من 40 % ووصفتها بأنها «منخفضة»، ورأت أن من أسباب ذلك مقاطعة أحزاب معارضة رئيسية لها.
والسبت، قال مختار الأصم رئيس مفوضية الانتخابات في لقاء تليفزيوني، إن نسبة المشاركة في التصويت تتراوح بين 36 و38 %.
وأضافت المهدي أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم «فقد مصداقيته والمجتمع الدولي بشأن الحوار الوطني بإصراره على إجراء الانتخابات».
وجددت تمسك فصائل المعارضة بشروطها السابقة للانخراط في عملية الحوار الوطني المتعثرة والتي يتوسط فيها الاتحاد الأفريقي وعلى رأسها تشكيل حكومة انتقالية قائلة «لن نشارك في حوار يمدد من خلاله الحزب الحاكم سلطته وإذا أصر على أساليبه فنحن مستمرون في حملة ارحل حتى إسقاط النظام».
من جانبه قال صديق يوسف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، إن القوى الموقعة على نداء السودان «ستبتدر حملة دبلوماسية للقاء رؤساء الدول الغربية والأفريقية للضغط على الحكومة لإيقاف الحرب والقبول بحوار شفاف».
وفيما أشار يوسف إلى أن الحركات المسلحة ملتزمة بوقف الحرب وتمرير المساعدات الإنسانية دعا الحكومة إلى اتخاذ قرار مماثل.
ونبه إلى أن حملتهم الدبلوماسية تشمل أيضا التقدم بطلب لمجلس الأمن الدولي «لإصدار قرار يمنع الحكومة من استخدام سلاح الطيران في مناطق الحرب».
ووقعت أحزاب المعارضة الرئيسية وحركات التمرد المسلحة في ديسمبر الماضي اتفاق «نداء السودان» بأديس ابابا كأوسع تحالف للإطاحة بحكومة الرئيس عمر البشير عبر انتفاضة شعبية.
وأبرز الموقعين على الاتفاق حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد والجبهة الثورية وهي تحالف يضم 4 حركات مسلحة تحارب الحكومة في 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية.
ووقع على الاتفاق أيضا تحالف قوى الاجماع الذي يضم نحو 20 حزبا تغلب عليها النزعة اليسارية أبرزها الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني علاوة على اتئلاف يضم أكثر من 20 من منظمات المجتمع المدني.
ووقع الاتفاق بعد فشل لجنة وساطة تابعة للاتحاد الأفريقي في المضي قدما بعملية حوار وطني شامل دعا لها ابتداءً الرئيس البشير مطلع العام الماضي بسبب رفض الأخير الاستجابة لشروط المعارضة لقبول الدعوة.
ومن أبرز شروط المعارضة للانخراط في عملية الحوار تأجيل الانتخابات التي جرت فعليا ما بين الإثنين والخميس الماضيين علاوة على تشكل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم وإجراء انتخابات نزيهة.
وأفادت نتائج أولية باكتساح البشير للانتخابات الرئاسية دون منافسة من جملة 15 آخرين ترشحوا للمنصب فضلا عن تقدم مرشحي حزبه للهيمنة مجددا على مقاعد البرلمان والمجالس التشريعية المحلية في الولايات.
ووصل البشير (71 عاما) للسلطة عبر انقلاب عسكري مدعوما من الإسلاميين في 1989، وتم التجديد له في انتخابات أجريت في 2010 وقاطعتها أيضا فصائل المعارضة.