أحيا مئات الأرمن المصريين الذكرى السنوية المائة لما وصفوه بـ«المذابح التركية» للدولة العثمانية فى حق الأرمن، بمشاركة مئات الأرمن المصريين الذين تجمعوا فى نادى «هوسابير» الأرمنى بالقاهرة.
ودشن الأرمنيون معرضاً ضم بقايا ومقتنيات أجدادهم التى هربوا بها إلى مصر، بعد «المذابح التركية»، وتم تقسيم المعرض إلى أربعة أقسام يحمل كل منها اسم إحدى المقاطعات الأكثر تضرراً فى أرمينيا من المذبحة، وهى مقاطعات «أورفا وعنتاب وفان وقيساريا».
وقالت جارين جربويان، مصرية من أصل أرمنى: «هذه الذكرى بمناسبة مرور 100 عام على مذبحة الأرمن، وهدفها أن نظهر للعالم المقاطعات الأربع القديمة التى تعرضت لهذه الجريمة من خلال الملابس الخاصة بهم وبقايا معداتهم التى هربوا بها ومميزات كل مقاطعة».
وأضافت: «أنا هنا، لأن أجدادى هربوا من المذبحة عن طريق سفن إلى مدينة بورسعيد، ومصر استقبلت أجدادى بشكل لائق، وتعاملت معنا بشكل محترم، حتى وصلنا إلى هنا». وتابعت: «نشكر مصر، لأنها تركتنا نعيش على أرضها، ونطالب بحقنا من الأتراك الذين ذبحوا مليونا ونصف المليون أرمنى منذ 1915».
وقالت إن اعتراف الاتحاد الأوروبى بالمذبحة الأرمنية «خطوة كبيرة»، مطالبة تركيا بالاعتراف بها. وأضافت: «نتطلع إلى اعتراف منظمات كبيرة على وزن الاتحاد الأوروبى، حتى تجبر تركيا على الاعتراف بالواقعة».
من جانبها، قالت نانور زوهرابيان، مصرية من أصل أرمنى: «جدودى قتلوا فى المذبحة، ولن نتنازل عن حقنا من تركيا التى عذبت أجدادنا، قبل قتلهم، واغتصبوا النساء وهن فى طريقهم إلى الهرب». وأضافت: «لن ننسى موقف الأزهر وقت المذبحة منذ 100 عام حين أصدر فتوى بتجريم وتحريم ما حدث وأنه بعيد عن الإسلام». وقالت «نانور»- التى لاتزال تحتفظ بمتعلقات أجدادها: «أفعال تركيا مع الأرمنيين لا تختلف عما تفعله داعش حالياً من قتل باسم الدين»، مطالبة مصر بالاعتراف بالمذبحة وإقرارها كجريمة إبادة جماعية.
وقال أرمين مظلوميان، المشرف على لجنة إحياء ذكرى الإبادة، إن قرار الاتحاد الأوروبى بالاعتراف بالمذابح «خطوة جيدة»، مطالباً بالضغط على تركيا للاعتراف بالواقعة. وأشار إلى أن قرابة 8 آلاف أرمنى يعيشون حالياً فى مصر، بعد أن كان العدد 60 ألفا فى الخمسينيات، وهاجر عدد كبير منهم إلى دول أخرى.
وأضاف: «بعد هجرة الأرمن، شكلنا المهجر الأرمنى فى دول عربية وأمريكا وأستراليا، وتكونت جالياتهم ومدارسهم وكنائسهم».
وقال الدكتور محمد رفعت الإمام، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب- جامعة دمنهور: «المذبحة الأولى بدأت فى 1894 حتى 1896 وراح ضحيتها 300 ألف أرمنى، وهاجر بسببها عدد كبير من الأرمن للدول المجاورة، وفى إبريل 1909 وقعت مذبحة فى منطقة أضنة على يد النظام الحاكم التركى الجديد، وهو الاتحاد والترقى، وراح ضحيتها 30 ألف أرمنى، وفى الحرب العالمية الأولى، وقعت الإبادة الكبرى وراح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمنى، وتعرضوا لمذابح بشعة».
وأضاف أن تركيا ترفض الاعتراف بالمذبحة، وتقابل كل من يعترف بها بـ«رد فعل هستيرى»، معتبراً أن تركيا تشعر بما سماه «الكارثة الكبيرة التى ارتكبتها تركيا العثمانية، وأنهم كورثة لهذه الدولة يقع على عاتقهم عبء ثقيل تاريخياً».
وتوقع أن تماطل تركيا فى الاعتراف بالواقعة، رغم مرور 100 سنة على الحادثة، معتبراً أن اعتراف الاتحاد الأوروبى «صفعة لتركيا»، وبمثابة رسالة بأن تركيا «ملفوظة» فى العالم الأوروبى.
وأضاف: «لا أتوقع عقوبات دولية، لأن التوقيت صعب، خاصة أن القضية الأرمنية قضية تاريخية، رغم أنها مستمرة، والمصالح الأمريكية التركية على مستوى عال، وتسعى للتحالف مع السعودية وإيران، وبالتالى الحصار الدولى مستبعد حالياً».