أشادت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، بالمؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد المصري مؤخرًا، مؤكدة استعداد الصندوق لتقديم ما تحتاجه مصر من قروض بهدف تحقيق المزيد من الدفع للاقتصاد المصري نحو الأمام.
وقالت لاجارد في حديث نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية في طبعتها السعودية على هامش اجتماعات الربيع التي يعقدها صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن: «يمكن لمصر أن تطلب برنامجًا ائتمانيًا من الصندوق في أي وقت تراه السلطات مناسبًا، ونشرنا أخيرًا تقريرًا عن مراجعتنا للاقتصاد المصري أو ما نسميه مشاورات المادة الرابعة ووجد فريق خبرائنا كثيرًا من الأمور الباعثة على الأمل بعد سنوات صعبة».
وأضافت أن الحكومة بدأت إجراءات الإصلاح لتحقيق تحسن في مستوى الثقة كما ارتفع نمو إجمالي الناتج المحلي في النصف الأول من السنة المالية الحالية، مشيرة إلى أنه «إذا استمر تنفيذ خطط السياسة الحالية نتوقع أن يصبح الاقتصاد المصري أكثر استقرارًا وأن تتحسن آفاق النمو والتشغيل، ويمكن أن يصل النمو إلى نحو 4% في المدى القصير، ثم يرتفع إلى 5% في المدى المتوسط، ويمثل هذا تحسنًا كبيرًا عن متوسط النمو البالغ 2% منذ بداية العام 2011، وقريبًا جدًا من المطلوب مواجهة مشكلة البطالة التي لا تزال شديدة الارتفاع».
واستطردت لاجارد قائلة «وفي سوق الغاز أيضًا تتحرك مصر في الاتجاه الصحيح إذ تساعد الإصلاحات على خفض كلفة دعم الوقود التي تمثل عبئًا ثقيلاً على الميزانية، كما تمثل إهدارًا للموارد من المنظور الاجتماعي، وستستفيد مصر من هبوط أسعار النفط العالمية من طريق زيادة خفض كلفة هذا الدعم، وتيسير الاستمرار في إلغائه تدريجيًا، وسيساعد انخفاض فاتورة استيراد الطاقة أيضًا على تحقيق تحسن في رصيد الحساب الجاري، ويمكن استخدام الموارد بمزيد من الكفاءة في أغراض إنمائية أخرى».
ولفتت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تحقق نموًا قويًا، إنما من المهم زيادة التنويع الاقتصادي مع انخفاض إيرادات النفط.
ورحبت بالاتفاق الإطاري بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي لطهران، مشيرة إلى إمكانية تحفيزه الاقتصاد الإقليمي والعالمي.