مقالات تعذبنى

نيوتن الخميس 16-04-2015 21:30

كاتب لا أتفق معه دائماً. هو يسارى. بمعنى أنه معنىّ بفقراء بلده. مع لسعة تريقة على الأغنياء. ينظر إليهم فى شك. يقول الأستاذ أحمد الجمال فى خاتمة إحدى مقالاته الأسبوعية: «أناشد أصحاب الشأن أن يعلنوا للشعب المصرى كيف جاءت الثروة وكيف كبرت وسرت فيها البركة. ليتعلم هذا الشعب التفكير العلمى المنهجى الرأسمالى السليم، ويتعلم كيف يستفيد من تسهيلات الأراضى والطاقة والأمن والضرائب وثغرات القوانين. ليلقوا أعداء النجاح الفاشلين حجراً فى بلاعيمهم فلا ينطقون بعد الآن».

■ ■ ■

أولاً أنا يسارى الهوى ولكن اختلافى مع الكاتب الكبير هو فى الوسائل. هو يرى أن كل من حقق ثروة أو نجاحا هو فقط من خلال أرض استولى عليها بطريقة أو أخرى. أو طاقة ظلم فيها الدولة. أو ثغرة فى القانون نفذ منها.

لا يا عزيزى هناك وسائل أخرى. هناك كبار لهم شهادة ميلاد. لهم بدايات مرصودة. لم يتعاملوا مع الدولة قط. إلا التنفس من هوائها. كما الناس جميعاً. إلا التعامل مع شمسها ومائها. إذا كانوا يزرعون. ومع مواطنيها إن كانوا يبيعون. أو يشترون. مع ذلك كله أنا أرى أن وسائل النمو هى فقط باقتصاديات السوق. كل المشاريع الاقتصادية التى تتولاها الدولة تعطلت. تعطلت تماماً فى العالم كله. مصر ليست استثناءً. تمسكت بها كوريا الشمالية. تعانى المجاعات المتوالية. المقابل كان تركهم الاستمتاع بتأليه الفرد الحاكم. جداً. فولداً. فحفيداً.

■ ■ ■

أما إذا أردت توجيه المؤتمر الاقتصادى كما ذكرت لشركة المراجل. الحديد والصلب والمحلة الكبرى. فأنت تخاطب 350 ألفاً على حساب 90 مليون مصرى. كيف نعطل كل هذه الملايين بحجة 350 ألف إنسان؟ ولماذا افترضت أننا سنضحى بمصالح هذه القلة؟ مجتمع 3/1%. أقل من مجتمع 2/1% الذى استحل عبدالناصر دمه وأملاكه. أخذها كلها ولم يتبق له منها غير 350 ألف عامل يعملون فى شركات خاسرة. بينما يعمل فى القطاع الخاص 8 ملايين.

مع ذلك أطالب لهؤلاء بحياة كريمة. تستمر فيها رواتبهم. بالعلاوات حتى خروجهم على المعاش. فليس الذنب ذنبهم. وليكن لهم الحق فى هذه الحالة أن يدبروا لأنفسهم عملا إضافيا آخر. فقط يأخذون جانباً ويتركون الحكومة تدبر حالها. وتنتبه لمواردها وما يحققها. لا ما يدمرها!

هذا ما حاول أن يقوم به رئيس الوزراء ليحل كارثة تليفزيون الدولة. قلوبنا معه.