«أطياف المولوية» يمزج الأغانى الصوفية بالترانيم القبطية والتراث المصرى

الأربعاء 14-10-2009 23:00

شهد قصر الغورى تزاحماً شديداً من الجمهور لمشاهدة العرض المسرحى «أطياف المولوية»، المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح التجريبى الدولى، وتسبب التزاحم فى عدم دخول عدد كبير من الإعلاميين والضيوف، الأمر الذى اضطر مخرج العرض انتصار عبدالفتاح إلى إعادته مرة ثانية بعد انتهائه بربع ساعة.

«أطياف المولوية» رحلة روحانية إلى السمو بالإنسان فى حب الله، تمزج بين المحبة والسلام من خلال أغان صوفية وترانيم قبطية ومختارات من التراث المصرى القديم والتراث الإنسانى، كما تمتزج الأسطورة بالواقع وتتناغم الرموز مع عناصر الحياة اليومية، لتؤكد تفرد الشخصية المصرية وعمق حضارة مصر، وأن النبع الأساسى الذى استقت منه دياناتها يهدف دائما إلى الارتقاء بالروح.

وظف انتصار عبدالفتاح بعض الرموز المصرية القديمة مثل ريشة «ماعت»، وعين «حورس»، وخبز «منف»، وطقس الاغتسال والتطهر، والرداء المقدس بالإضافة إلى اعترافات من كتاب الموتى كدلالات درامية عميقة من التاريخ المصرى، فالإلهة «ماعت» تجسيد للقانون والحق والعدل، وكانت توضع ريشة العدالة فى كفة ميزان، وفى الكفة الأخرى ريشة «ماعت»،

أما «حورس» عند المصريين القدماء فهو «إله السماء»، وظهر على هيئة صقر ناشرا جناحيه، وهو ابن إيزيس وأوزوريس، وخاض صراعا مع «ست» رموز الشر، وعين حورس تعنى كل قيمة إيجابية يعرفها المصرى فى الأبدية.

واستخدم انتصار شخصيات نسائية لراهبات، وكان للاعتراف الإنسانى دور كبير فى العرض عن طريق اقتباس بعض الكلمات المعبرة عن الظلم والسرقة والكذب والنفاق والخداع.

وما يميز العرض مشاركة فرقة سماع للإنشاد الصوفى، وفرقة الترانيم القبطية، وفرقة الترانيم الكنسية، وفرقة إندونيسيا للإنشاد.

قال انتصار عبدالفتاح: «أطياف المولوية» هو الجزء الثانى من عرض «الخروج إلى النهار» وهو استكمال هذا الحلم «السينوجرافيا الكونية» أو المسرح متعدد المستويات، وقد عدلت فى النص لتتوحد وتنصهر معاً الشخصية المصرية القديمة فى لحظة كونية، واستعنت ببعض الجمل والحوارات وأدخلتها فى النسيج الدرامى للحفاظ على روح التجربة، من خلال أغان صوفية وترانيم قبطية وكنسية مختارة من التراث المصرى القديم والتراث الإنسانى، وما أقدمه فى العرض هو تفرد الشخصية المصرية، واستندت إلى العديد من المراجع منها معجم المعبودات والرموز فى مصر القديمة، والخلود فى التراث، والحكم والأمثال فى الأدب الفرعونى، والتعبير الحركى عند قدماء المصريين، والإسلام والديانات المصرية القديمة.

وأكد انتصار أنه ظل ثلاث سنوات يبحث عن أبطال للمشاركة فى العرض مثل فرقة «سماع» والترانيم الإندونيسية والقبطية.

سميرة عبدالعزيز التى تجسد دور سيدة العالم الآخر، قالت: تعاملت مع المخرج انتصار عبدالفتاح فى عملين هما «ترنيمة» و«مخدة الكحل»، وعندما عرض على فكرة «أطياف المولوية» أعجبت بها، وكانت هناك ورشة عمل كبيرة جمعت كل أطراف العرض، وانتظمت فى البروفات منذ أسبوعين فقط.