«زي النهارده».. وفاة جان بول سارتر 15 إبريل 1980

كتب: ماهر حسن الأربعاء 15-04-2015 00:54

في ٢١ يونيو ١٩٠٥ وفى باريس ولد جان بول سارتر لأب كان يعمل موظفا في البحرية وقد توفى وهو لايزال صغيراـ فتعهدته والدته وأدخلته «ليسيه لويس الكبير»، ومنها انتقل إلى دار المعلمين العليا وتخرج عام ١٩٢٩، وبدأ في ممارسة التعليم حتى عام ١٩٤٥وفى أثناء دراسته في دار المعلمين التقى سارتر بالأديبة الفرنسية سيمون دو بوفوار، وصارا صديقين، ثم تطورت العلاقة بينهما و«تساكنا» طوال حياتهما تقريبا، ولكن من دون عقد زواج مسجل.

منذ بداية الثلاثينات جمع سارتر عددا من المعجبين بآرائه، وكانوا يلتقون في مقهى «الضفة اليسارية» على نهر السين ليتناقشوا أمور الفلسفة والأدب والفنون، حيث راح سارتر يكوّن معظم الأفكار التي ستتشكل منها فلسفته، فيما بعد التحق سارتر بالجيش الفرنسى عام ١٩٣٩، عند نشوب الحرب العالمية الثانية، وقد اعتقلته القوات الألمانية في العام التالى وسجنته في ألمانيا.

ولكنه تمكن من الفرار من المعتقل ثم التحق بالمقاومة الوطنية في باريس، وصار يكتب في صحف ومجلات المقاومة وبعد الحرب أسس سارتر مجلته الشهيرة «الأزمنة الحديثة» وترك التعليم، مخصصا وقته كله للكتابة والنشاطات السياسية التي صارت مجلة المنبر الأعلى في العالم لنشر الفكر اليساري التقدمي ولكن سارتر لم يكن منتسبا إلى الحزب الشيوعي وعندما بدأ صديقه الحميم ألبير كامو، المؤمن بالوجودية أيضا، ينتقد التصرفات الستالينية بعنف، بقى سارتر مترددا كثيرا في تأييد ذلك.

أما وجودية سارتر فتقوم على رؤية الإنسان الذي يرى في وجوده أنه أهم الصفات وأنه غاية بذاته، ولا أهداف «ما ورائية» لوجوده، بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه وتؤكد من جهة أخرى أن حرية الإنسان مطلقة وقد أثرت فلسفته الوجودية- التي نالت شعبية واسعة- في معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام ١٩٦٤م. تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطةومسرحياته «الذباب» «اللامخرج» «المنتصرون» تدور في غرف التـعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكى عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية بالعالم التقليدى الذي يوقع البطـل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقـاع به وتشـويشه وتشويهه وفى١٩٥٦ عارض سارتر ومجلته الأزمنة الحديثة التدخل السوفيتى في المجر وتوفى «زي النهارده» فى١٥ إبريل ١٩٨٠.