تحقيقات تفجير «مدينة الإنتاج»: هناك قصور أمني وعدم وجود حراسات على أبراج الكهرباء

كتب: محمد القماش الثلاثاء 14-04-2015 23:02

كشفت تحقيقات نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، التي تتولى التحقيق في قضايا الإرهاب، برئاسة المستشار مدحت مكى، عن تفجير برجى كهرباء ضغط عالى بطريق الواحات الجنوبية، اللذين يغذيان مدينة الإنتاج الإعلامى، ومقر متابعة القمر الصناعى «نايل سات»، عن طريق 6 قنابل شديدة الانفجار، من أصل 8 قنابل تمت زراعتها أسفل قواعد البرجين، حيث تم إبطال مفعول قنبلتين اثنتين.

وقالت التحقيقات إن هناك قصورًا أمنيًا، وعدم وجود حراسات على أبراج الكهرباء، وأن الجاني يعرف بدقة مكان البرجين المستهدفين، وحددهما بصورة تقع بأنه درس موقع التفجير قبل الجريمة، كما لا توجد كاميرات مراقبة.

وانتقل محمد الطماوى، مدير النيابة، إلى موقع الحادث، بحضور خبراء المعمل الجنائى، لإجراء المعاينات اللازمة، وتبين أن البرجين المستهدفين يقعان في خطين متوازين، أحدهما جهة كومباوند «النسائم»، والثانى غرب «سوميد»، ومعرفين بالبرجين 21 خط مدينة الإنتاج الإعلامى، ويبعدان عن بعهضما مسافة 300 متر، ويفصل بينهما طريق أسفلتى على مسافة 700 متر.

وأوضحت معاينة النيابة، أن الانفجار الذي قطع بث كل القنوات الفضائية، جرى عن طريق انفجار 6 قنابل كبيرة الحجم، وزن الواحدة لا يقل عن كيلو جرام، حيث تسببت 4 منها في انهيار أحد البرجين تمامًا، وسقوط كابل كهرباء ضغط عالى أرضًا، كما تسببت قنبلتين آخرتين في كسر قاعدتين بالبرج الثانى، وانحنائه على الأرض، دون سقوطه.

وتوصلت المعاينة إلى العثور على قنبلتين كانتا معدتين للانفجار، وتم إبطال مفعولهما بمعرفة خبراء المفرقعات عن بُعد، وذلك بعد التحفظ على شريحتي هاتفين محمولين كانتا داخل القنبلتين، بهدف منع الجناة من تفجيرهما، ونقل الخبراء القنبلتين إلى الرمال في الصحراء، واستخدموا مدفع رشاش المياه لتفجيرهما، وتبين للنيابة قبل التفجير أن القنبلتين عبارة عن مواسير أسطوانية «بلاستيك»، طولها 40 سنتيمترا، وقطرها 15 سم، تحوى مادة «تى.إن.تى»، شديدة الانفجار، وموصولتين بدوائر كهربائية، وجهاز هاتف محمول.

وتبين من خلال معاينة النيابة أن الأرض كانت ساخنة رغم مرور عدة ساعات، على الانفجار، وتفوح منها رائحة بارود بالمكان، كما تبين أن البرجين وفق ما أكد مسؤولين بمدينة الإنتاج في أقوالهم، أنهما مسؤولان عن تعذيبة المدينة والنايل سات بالكهرباء، وهما على مسافة متوازية يفصل بينهما طريق الواحات الصحراوى، وتم التحفظ على البرج الأول الذي سقط تمامًا، وتعيين حراسة على البرج الثانى المنحني ناحية الأرض، ورصدت المعاينة آثار حريق بالمكان، وانصهار القواعد الحديدية للبرجين جراء شدة الانفجار، واحتراق مخلفات بالأرض.

ونجحت المعاينة في التحفظ على شريحتى هاتف محمول، كانتا داخل قنبلتين تم إبطال مفعولهما، وخاطبت النيابة شركات الاتصالات الثلاث للكشف عن هوية مالكهما، فضلاً عن رصد المكالمات الصادرة والواردة بمحيط تفجير البرجين، لمحاولة التوصل إلى هوية الجناة.

والتقطت النيابة صورًا جنائية لموقع الحادث، للاستفادة منها خلال حركة سير التحقيقات، بعدما تبين لها عدم وجود كاميرات مراقبة لالتقاط صور يمكن من خلالها التوصل إلى مدبرى التفجير، وعدم وجود حراسات أمنية، وطلبت من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية إعداد التحريات، لبيان هوية منفذي الحادث.

وطلبت النيابة من مدير عام شركة الكهرباء بمدينة 6 أكتوبر، إعداد مذكرة، بحصر التلفيات، وحجم خسائر البرجين، وقيمة تكلفة إصلاحهما، فيما كشفت مصادر قضائية، بأن هناك جهات سيادية تدخلت وطالبت وزارة الكهرباء بسرعة إنشاء برجين كهرباء بديلين على وجه السرعة، وهو ما تم تنفيذه بوصول وزير الكهرباء وفريق عمل لتفقد مكان التفجير، وإنشاء برجين.