سيدى الرئيس.. الشعب يتساءل

صلاح الغزالي حرب الثلاثاء 14-04-2015 21:14

سيدى الرئيس..

لا ينكر إلا جاحد حجم الجهد الذى تقومون به بكل إخلاص وتجرد من أجل رفعة هذا الوطن، ولكن الشعب يتساءل.. على الرغم من سرعة الأداء والإنجاز مع الإتقان الذى تطالبون به دوماً فإنه لا يقابل إلا ببطء غير مقبول ولا مبرر من معظم إدارات الدولة، مما ينعكس سلباً على إحساس المواطن العادى.. فلماذا؟!

أولاً: الجبهة الداخلية:

لايزال هناك الكثير من العناصر الإخوانية فى مواقع مؤثرة فى أجهزة الدولة، فلماذا لا يصدر قرار بمدة محددة لكل مسؤول فى هذه الدولة للتخلص من هذه العناصر التى لا تعترف بالوطن ولا المواطن، على أن يعزل كل مسؤول يفشل فى هذه المهمة.

ثانياً: القصاص

علمنا التاريخ أن الثورة حالة استثنائية فى عمر الشعوب، وهى تستلزم القضاء على رؤوس الفتنة وأذنابها، ومع ذلك ومع تساقط المئات من الشهداء، بأيدى جماعة الشر فلم نسمع حتى الآن عن أحكام رادعة تطفئ نار الألم فى صدور الأمهات والأرامل.

ثالثاً: الاقتصاد

بعيداً عن السياسات العامة والمشروعات القومية الكبرى فإن المواطن المصرى يحتاج إلى إجراءات سريعة على أرض الواقع يشعر معها بأن الدولة تضعه فى بؤرة اهتمامها.. والأمثلة كثيرة.. مثل زيادة الجمارك على جميع السلع الاستفزازية، توفير السلع الضرورية من خلال منافذ متحركة تجوب البلاد وتنقل السلعة من المنتج إلى المستهلك مباشرة بمشاركة الشباب والقوات المسلحة مع تشديد الرقابة على هذه المنافذ، وأيضاً إيجاد وسائل غير تقليدية للعمالة الزائدة مثل التقاعد المبكر مع تعويضات مناسبة، لإتاحة الفرصة لإيجاد فرص عمل حقيقية.

ويرتبط الاقتصاد بالزيادة غير المنضبطة للسكان والتى يجب أن تواجه بحلول سريعة وغير نمطية.

رابعاً: الخطاب الدينى

حتى الآن لم يشعر المصريون بأى إجراء جاد فى اتجاه تصحيح هذا الخطاب، والسبب الواضح هو عدم قدرة قيادات الأزهر الحالية على هذا الأمر، مما يستلزم ضرورة إجراء تعديلات سريعة وجوهرية، خاصة مع وجود عدد كبير من الرموز المستنيرة من رجال الأزهر والذين يدركون حجم الكارثة التى تحدث فى مجال التعليم الأزهرى والدعوة الإسلامية، كما يجب التخلص من كل العناصر الإخوانية المعروفة فى المؤسسات الدينية والتى لاتزال تعمل من أجل تقويض فرصة الإصلاح.. ولماذا هذا التسامح غير المقبول مع الذين يخلطون الدين بالسياسة تحت أسماء الدعوة السلفية، وغيرها من المسميات التى أساءت إلى الإسلام الصحيح؟

خامساً: المشاكل الحياتية

لماذا لم يحدث حتى الآن تغيير فى الأجهزة المحلية وهى المسؤول الأول عما يعانيه المواطن المصرى؟ ولماذا لا يتم تغيير المسؤول عن هذا الملف والذى يحتاج إلى قيادة شابة، وقوية، وعندها الرؤية لنظام حكم محلى وليس إدارة محلية مهترئة متهمة بالفساد فى كثير من المواقع؟ وهنا إجراءات ليست مكلفة مثل تطبيق حازم وسريع للقانون فى الشارع المصرى.

سادساً: الإعلام والفنون

لماذا لم يتم تشكيل المجلس الأعلى للإعلام حتى الآن؟ ولمصلحة من يستمر هذا السيرك الإعلامى المنفلت المقام يومياً مساءً مع بعض المنتمين زوراً إلى الإعلام؟

ولمصلحة من هذا الانحدار غير المسبوق فى معظم ما يعرض من أفلام تحت دعوى حرية الإبداع؟ وأين الحزم والردع لحماية ما تبقى من قيم مصرية.

سيدى الرئيس..

أثق تماماً فى قدرتك على حسم الأمور، ولكن النوايا الطيبة لا تكفى فى هذه الظروف الصعبة، ولا يجب أن يبقى أى مسؤول فى موقعه يوماً واحداً إذا لم يكن قادراً على الإنجاز سواء على المدى القصير أو البعيد، وهناك الكثير من المصريين الشرفاء والمخلصين فى كل المجالات، خاصة بين الشباب فلا تتردد.

والله معك.