«زي النهارده».. وفاة سيمون دي بوفوار 14 أبريل 1986

كتب: ماهر حسن الثلاثاء 14-04-2015 01:46

في 9 يناير 1908، بباريس، بفرنسا ولدت المفكرة والكاتبة الوجودية الفرنسية والناشطة السياسية سيمون دي بوفوار، وقد كتبت العديد من الروايات والمقالات والسير الذاتية ودراسات حول الفلسفة والسياسة وأيضاً عن القضايا الاجتماعية.

اشتهرت سيمون دي بوفوار برواياتها -والتي من ضمنها «المدعوة» و«المثقفون» كما اشتهرت كذلك بكتابها «الجنس الآخر» والذي كان عبارة عن تحليل مفصل حول اضطهاد المرأة وبمثابة نص تأسيسي للنسوية المعاصرة كانت سيمون أثناء طفولتها ملتزمة دينياً وقد كانت تنوي أن تكون راهبة حتى خاضت أزمة الإيمان في عمر الرابعة عشر مما حدا بها لتكون ملحدة بقية حياتها وكانت سيمون مفكرة منذ عمر مبكر بفضل تشجيع والدها الذي كان يتباهى قائلاً «سيمون تفكر كرجل».

وفي 1925 درست الرياضيات في معهد سينت ماري ودرست بعد ذلك الفلسفة في جامعة السوربون ثم عملت بالبدايةًمع موريس ميرلوبونتي وكلودليفي شتراوس حين كان الثلاثة ينهون متطلبات مهنة التدريس في نفس المدرسة الثانوية رغم أنها بوفوار لم تنضم لمدرسة الأساتذة العليا إلا أنهاحضرت هناك بعض الفصول للتحضيرلاختبار الفلسفة، وتعدهذه المؤسسة واحدة من أعرق المؤسسات الفرنسية التعليميةوخلال دراستها للفلسفة قابلت بوفوار طلاب تلك المدرسة ومن بينهم جان بول سارتر، ومنحت هيئة التحكيم سارتر المرتبة الأولى بدلاً من بوفوار التي حازت على المرتبة الثانية وقد كانت في عمر الواحد والعشرين وبذلك هي أصغر شخص يجتاز الامتحان في التعليم الفرنسي في ذلك الوقت.

وارتبطت مع سارتر بعلاقة في 1929وقد اختارت أن لا تتزوج أبداً ولذا لم تسكن سوياً مع سارتر لم تُرزق بأطفال أبداًما منحها الفرصة لتتفوق أكاديمياً فتنضم للحقل السياسي ولتسافر وتكتب وتُدرّس وكان كل منهما يقرأ أعمال الآخر فتأثر كل منهما بالآخر خاصة تلك التي تختص بالوجودية مثل كتاب سارتر الوجود والعدم وكتاب المدعوة لبوفوارغير أنها تخلصت من هذالاحقا لتكون ذاتها في الكتابة بدأت سيمون كمعلمة في مدرسة ثانوية في مارسيليا عام 1931نشرت بوفوار روايتها الأولى «المدعوة» في عام 1943 ثم تبعتها العديد من الروايات منها دماء الآخرين وفي نهاية الحرب العالمية الثانية شاركت بوفوارسارتر في تحرير صحيفة (لي تان مودرنس) وهي صحيفة سياسية ثم نشرت رواية المثقفون في1954 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي بفضلها حازت على الجائزة الأدبية الأعلى في فرنسا «جائزة جونكور».

ويحلل الكتاب الحياة الشخصية لفلاسفة وأصدقاء المقربين للثنائي سارتر وبوفوار بما في ذلك علاقتها مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألقرين والذي خصته بالإهداءكتبت سيمون دي بوفوارمذكرات لرحلاتها في الولايات المتحدة الصين ونشرت مقالاتهاوبقيةأعمالها خصوصا خلال الخمسينات والستينات. ونشرت أيضا العديد من القصص القصيرة -ومن ضمنها المرأة المجربة- والتي كانت تتحدث عن التقدم بالعمركما هي حال بعض أعمالها الأخيرة وخلال السبعينات أصبحت ناشطة في حركة تحرير النساء الفرنسيات.، وقد وقعت على البيان 343 في العام 1971 الذي يدعو إلى جعل عمليات الإجهاض عمليات قانونية في فرنسا وفي 1981 كتبت كتابها وداعاً سارترويحوي ذكريات مؤلمةعن سنوات سارترالأخيرة إلى أن توفيت«زي النهارده» في 14أبريل 1986عن عمر يناهز78 عاما جراء معاناتها من الالتهاب الرئوي ودفنت بجانب سارتر في باريس.