في 13 أبريل 1948 اشتدت حدة القتال في مدينة «طبرية» بين العرب والصهاينة وكان التفوق في الرجال والمعدات إلى جانب العدو وقد جرت محاولات من مجاهدي «الناصرة» والقرى المجاورة لطبرية لنجدة طبرية، وكان العدو يسيطر على المداخل المؤدية إلى المدينة وسرت أخبار بين المدافعين عن طبريةأن نجدة قادمة من القرى القريبة ستصلهم عن طريق قرية «ناصر الدين» فطُلب من المجاهدين الانتباه وعدم إطلاق النار على أفراد النجدات.
ويبدو أن هذه الأخبار قد وصلت إلى الصهاينة فأرسلت عصابتا «الأرجون» و«شتيرن» «زي النهارده» في 14أبريل 1948 قوة يرتدي أفرادها الألبسة العربية فاعتقد أهل القرية أنهم أفراد النجدة العربية القادمة إلى طبريا فاستقبلوهم بالترحاب ولما دخل الصهاينة القرية فتحوا نيران أسلحتهم على مستقبليهم فلم ينج من هذه المجزرة إلا أربعون شخصاً من أهل القرية حيث استطاعوا الفرار إلى قرية مجاورة وكان عدد ضحايا هذه المجزرة 50 شهيداً من أصل «90»هم كل سكان القرية.
ويقول الباحث والكاتب الفلسطيني عبدالقادر ياسين: في 10 مارس 1948 طالب المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة بإلغاء مشروع التقسيم بعد أن حاقت الهزائم بالقوات الصهيونية على أيدي المقاتلين الفلسطينيين الأمر الذي دفع بن جوريون لتفكيك المذابح بحق المدنيين الفلسطينيين ليجهض انتصارات الفلسطينيين فكان أن قام بنحو 300 مذبحة خلال شهرين كان من بينها مذبحة قرية ناصر الدين، وبالمناسبة فإن مذبحة دير ياسين لم تكن أكبر هذه المذابح وإن كانت أولها أجهزة الإعلام العربية توظيف مذبحة دير ياسين مما أوقع الرعب في قلوب الفسطينيين كما نشر شعار بين الفلسطينيين مؤداه «الأرض ولا العرض» وبدأ ميزان الانتصارات يميل لصالح الصهاينة.
وتابع: ولما دخلت الجيوش العربية كانت نسبة الأرض التي تقع تحت سيطرة الفلسطينيين 80% ومع انقلاب الموازين لصالح الصهاينة صارت نسبة 70% من هذه الأرض تحت سيطرة الصهاينة كما أن الجيوش العربية حين دخلت حرب 48 قامت بتصرف أهوج حيث جردت المقاتلين في المقاومة الفلسطينية من أسلحتهم.